¤ ك عاشقٍ مُصَاب ،
ب متلازمةِ ستوكهولم ..
.
—
.
.
كعاشقٍ مصابٍ بمتلازمة ستوكهولم ،
يمتلكُ دراجةً
نارية ،
ويُشبِهُ " شون هورنبيك " ..
أشتاق إلى امرأةٍ
شريرة ،
كلما سَكَنَت روحُهَا جسدي ،
حفرت بقلبي بئراً
من الحزن ،
وبوجهي نهراً من التجاعيد ..
لا أدري ،
لماذا أدافعُ دائماً ، عن حيةٍ رقطاء ،
كلما حضنتني ،
أرضعتني
السُم ،
ومنحنتني ك أم ، بعد قُبلةٍ جارحة ،
الشاشَ ، وصبغةَ يُود ،
وقطعةَ قطن ..
لأنظفَ مشاعري من الصديد ،
وروحي من الألم ..
ربما
أستطيعُ من جديد ،
أن أفتحَ في سدودِ اليأس ،
باباً للأمل ،
يتسربُ منهُ بعضُ حنين الماء ،
بعد أن أغلَقَت أمامَ كَفِّي جميعَ المنافذ ،
وأقامت من ملابسها
الصوفية الثقيلة ،
جداراً عازلاً ، يمنعُ أصابعي ليلاً ،
من القيامِ
بعملياتٍ انتحارية ،
لعبورِ أنفاقِهَا ، وتسلق أنفاسها الشائكة ..
لم
أكن أدري ،
لماذا تصنعُ من قميصِ نَوْمِهَا خيمة ،
لا تقي من الريحِ هيكلي
العظمي ،
أو مشاعري من البرد ..
ومن غطاءِ رأسِهَا كمامة ،
تمنعُ عطرها من التسكع في شراييني ،
وإثارة الشغب ،
في قفصي الصدري ،
والحساسية بين شُعَبي الهوائية ..
ولم
أكن أدري ،
لماذا كانت تجدلُ دائماً ، ضفائرها الحريرية ،
ك حبلٍ من مسد ،
تلفهُ حول عنقي ، ك مشنقة ..
لكنني كنتُ
أعلم ،
أنها تقص شَعْرَهَا المُنسَابَ
كالليلِ على الزهر ،
كي لا تتجاوز البتلاتُ حدودَ الفضيلة ..
وكنتُ أعلم ،
أنها
تتصدق ،
على ألسنةِ المتسولين من الشعراء ،
ببعضِ الحلوى ،
كي يذكروا محاسنها في قصيدة ..
وتطبقُ على العشاقِ اللاجئين ،
قوانينَ حظر التجوال ،
لمنع نظراتهم
الثاقبة ،
من التسلل إلي نهديها عبر فتحة الصدر ..
لكنني ،
لم أعلم ،
لماذا كَتَبَت ب شفتيها على صدري ،
قبل ممارسة التعذيب ،
أحِبَّك ..
وقبل الرحيل ،
ب قلمِ الروچِ على المرآة ، رسالةَ اعتذار ..
ورسمت ب أظافرها على جلدي ،
خريطة طريق ،
إلى المقبرة ،
ونعياً ،
ينشرهُ الورثةُ في الجرائدِ الصفراء ،
بعد شهقةِ الموت الأخيرة ..
ولم
أعلم ،
حتى الآن ،
لماذا كتبت ب حبرِهَا السِري ، رقمي الكودي ،
على ثلاجةِ
الموتى ،
وعلى بابَي المشرحةِ والقبر ،
بماءِ النار ،
" نشكركم لحسنِ تعاونكم " ..
لم أسأل حينها
الرب ،
لماذا لم يرشحني لبطولة فيلم " Twelve Monkeys " ،
بدلاً من " بروس ويليس " ،
لأسافر عبر الزمن ،
وأقعُ في حب " مادلين ستو " ..
ولماذا ،
لم يخلقني ،
في وطنٍ نظيف ، خالي من الجراثيمِ والأوبئة ،
والآلهة ، التي تشبهُ " نرسيس " ..
ولماذا ،
لم أقابل في حياتي ،
امرأةً واحدة ، مصابة ب متلازمة ( ليما ) ..
أو حاكماً ،
يدعو ك " عادل إمام " ،
شعباً
من الرهائن ،
على وليمة كباب وكفتة ، ولا ينسى سلطة الطحينة ..
محمد حبشي/مصر ..
( 10 - 3 - 2021 ) — 3:45 صباحاً ..
.............................................................................
- متلازمة ستوكهولم ، Stockholm Syndrome
مصطلح أطلقه الطبيب السويدي ( نيلز بيجيروت ) ،
على ظاهرة نفسية ، يتعاطف فيها الضحايا مع الجاني ،
والرهائن مع المختطف .. بعد حادثة السطو على أحد البنوك
في ستوكهولم عام 1973 ، وتعاطف بعض الرهائن مع اللصوص ، لدرجة مساعدتهم ، والشهادة
لصالحهم ،
والدفاع عنهم بعد القبض عليهم ..
- متلازمة ليما ، Lima Syndrome
هي عكس متلازمة ستوكهولم ، وفيها يتعاطف الجاني مع
الضحايا ، والمختطف مع الرهائن ، ويظهر تجاههم مشاعر إيجابية ، بدافع إنساني من
الرحمة والشفقة ..
وقد أطلق الطبيب ( كويرول ) ، على هذه الظاهرة هذا
المصطلح ، بعد تعرض السفارة اليابانية بالعاصمة البيروفية ( ليما ) عام 1996 ،
أثناء إقامتها إحدى الحفلات ، لهجوم مسلح من 14 شخصاً ، ينتمون إلى حركة
( توباك امارو الثورية ) ، تم على إثره احتجاز مئات
الرهائن لمدة 126 يوما ، وقد فوجئت الشرطة بالإفراج عن عدد من الرهائن بعد أيام
قليلة مراعاة لظروفهم الصحية والإنسانية ،
كما صورت طائرات المراقبة المختطفين وهم يلعبون مع
الرهائن الكرة ، في الحديقة الخلفية للسفارة ..
- " شون هورنبيك " ، الطفل الشهير الذي اختطف
وهو يقود دراجته ، عندما كان يبلغ ( 11 عاماً ) ، ولم تعثر عليه الشرطة إلا بعد
أربع سنوات بالصدفة ، من خلال استخدامه لأحد مواقع الإنترنت ، والغريب في الأمر ،
أنه كان طليقا طوال هذه المدة ، وكان بإمكانه إذا أراد الهرب ،
لكنه كان مصاباً للأسف ، بمتلازمة ستوكهولم ..
- فيلم " Twelve Monkeys " ، بطولة ( بروس ويليس ،
ومادلين ستو ) ، أحد الأفلام الرومانسية العديدة ، التي تعتمد فكرتها على متلازمة
ستوكهولم ،
وفيه يقوم الحبيب برحلة عبر الزمن ، ليقع من جديد في
غرام حبيبته ، التي تكن له مشاعر عدائية ..
- " نرسيس " ، في الأساطير اليونانية هو ابن
الإلاه ( كيفيسيا ) ، والحورية ( ليريوبي ) ،
وكان مغروراً جدا ، وفخوراً بنفسه ، لجماله الشديد ،
فأخذته الإلاهة ( نمسيس ) إلى البحيرة ، التي رأى فيها
انعكاس صورته على سطح الماء ، ف أعجب بجماله ، وظل جالسا على البحيرة إلى أن مات ،
ومن هذا الإسم ، أطلق ( سيجموند فرويد ) مصطلح (
النرجسية ) ، على الغرور الشديد وحب الذات ..
- يشير المقطع الأخير في النص ، إلى فيلم
( الإرهاب والكباب ) ، والذي تناولت أحداثه على مرحلتين
،
إصابة المختطف بمتلازمة ( ليما ) ، ومشاعره الإيجابية
تجاه المحتجزين أو الرهائن ، الذين أصيبوا في آخر الفيلم
بمتلازمة ( ستوكهولم ) ، وتعاطفوا مع الجاني ،
بل وتعاونوا لإنقاذه من أيدي الشرطة ، التي كانت تحاول
طوال الوقت ، تحريرهم ، والحفاظ على حياتهم ..