______(دور الثقافة فى صنع الحضارة)___
حامد حبيب
تحدثنا فى المنشور السابق عن الثقافة والحضارة،وكيف كُنّا وكيف أصبحنا..لكننا لايجب
أن نترك ذلك دون الإدلاء ببعض الحلول الهامة
التى توضّح دور الثقافة فى صنع المستقبل.
_ فمن الأفضل والمتوازن ألاّ تكون هناك قطيعة مع
التراث،والتقوقع فيه خطأٌ أيضاً.
_فالحل الأمثل،أنه لاخروج مما نحن فيه إلاّ من
خلال التجديد الذى يجمع بين عدم التخلّى عن
هذا (أى التراث)أو ذاك (أى:التجديد).
_فالارتباط بالجذور والتراث والنزعة للاستحداث
أوالاستفادة من كل جديد،هى معادلة التراث
والمعاصرة ومعالم هذا التجديد أن يكون هناك تعامل جديد مع التراث،بالتعمُّق فيه
والاستنجاد بإيجابياته وتحريره والتنقيب فى أعماقه..فالثقافة
الميِّتة لايمكن أن تتعامل مع الثقافات الأخرى
إلا بخنوع وتبعيَّة.
_أن يكون هناك تعامل جديد مع التراث يهدف إلى
استكشاف فضاءات الالتقاء ومجالات التماس
والتقاطع،وتوسيع قنوات التواصل والاندفاع بقوة
إلى المعاصرة فكراً وعلماً بنديّة وكفاءة..ففى
ذلك
إحياءٌ لثقافتنا عبر منطلقات جديدة بآليات العصر
ووسائله،بحيث يكون التراث إطاراً للمرجعية....
والتجديد لاستيعاب الحديث.فأى خطوة جادّة نحو
التجديد ستنعكس إيجابياً على العالم كله،حيث نوفّر
معبّراً لرحاب التنوع الثقافى،لما لعالمنا من
صلات تاريخية،ولما لموقعنا الجغرافى من مميزات تمنحه
سهولة التواصل والعلاقات الثقافية المتميزة.
_فالتجديد فى اللغة بإحيائها وتفجير معين
قواعدها الذى لاينضب،انطلاقاً من غناها وثرائها فى المفردات والتغيير والاشتقاق.
_وفى الآداب..بإحيائها نثراً وشعراً .
_وفى العادات والتقاليد ...أن نتخذ كل الطرق
التربوية لاستمرار التماسك الأُسرى ،وبر الوالدين
والشهامة والكرم وإسعاف الآخرين،والوفاء
والسماحة..فالعادات والتقاليد هى سرُّ تماسكنا...
فيجب التحصُّن بها.
إن خطاب التجديد يجب أن يشمل كل فعاليات
الأمة،وعلى الجميع حكومات وأفراد وجمعيات أن تجد الوسائل الكفيلة بتنفيذه،فالصِّيغ
التنظيمية لاقيمة لها _فى ذاتها_إلابقدر
ماتؤديه من وظيفة نافعة...إلا أن العلماء والمفكرين يتحملون عُظم مسئوليته،فهم
الذين يقع عليهم عبء ترجمته من سماء النظريات والرؤى الفكرية إلى أرضية التطبيق
ليُصبح برنامجاً علمياً يصلح للتنفيذ.
_كما أن دراسة التاريخ والسِّيَر لن تسمح بتجلية
العبقريات فقط،ولكن بمحاولة الإفادة من كيفية تعامل هذه العبقريات السياسية
والقيادية مع ظروفها التاريخية.
_كما يجب أن تكون الصحافة والجامعات والمراكز
العلمية أكثر نشاطاً وحيوية،ويجب التركيز على البحوث العلمية المتكيّفة مع البيئة
المحلية.
_فالتجديد الذى نبتغيه،أن ننطلق من القوى
المعنوية والتاريخية عبر مرتكزات تُنشئ فكراً خلّاقاً مُستوعباً ومُضسفاً
مُتجاوزاً الاستجابة والتكيف إلى الإبداع
،والأخذ والعطاء،والشراكة الحضارية والندِّيَّة.
..فالماضى ليكون قاعدة للإنطلاق نحو المستقبل،
يحتاج المزيد من الإرادة والتحدّى.
*عندما يصل هذا القطار،حينها نستطيع أن نفخر بأن
لنا أمة استيقظت من سُباتها وتنور النهوض.
____مع تحياتي (حامد حبيب) مصر ٢٨-٣-٢٠٢١م
شرفني اليوم الاستاذ بلقاسم مختار حجايل باهداءي
كتابه الجديد عن مدينة البنيان ، و بدوري اتمنى للاستاذ حجايل المزيد من العطاء
العلمي في المحافظة على تاريخ المنطقة و رجالاتها.