المحتكرون للأدب و الثقافة والفن في الزمان
المحتكرون للأدب و الثقافة والفن في الزمان
العقيد بن دحو
دعنا - في البدء - نقر أن لا ديمفراطية بالفن و الأدب والثقافة , و أن جماعتهم التراكمية التي تشكل بالإضافات ( مصلى) أو ( قٌربى) , أنى كانت هذه المٌصلى أو هذه القٌربى الثقافية أو الفنية أو الأدبية , فهي دكتاتورية أوليغارشية حتى أن حاولت أن تبدي الظاهر وما خفي أعظم.
هذا يقودنا الى ( المخرج) أبن التقسيمات الأرسطية الكلاسيكية التقليدية , وأين كان الممثل و الشاعر والمخرج في قلب رجل واحد , و أين أٌعتبر امبراطورا ودكتاتورا لإخراج أعماله الفنية , حتى لا يترك أن تأويل ونقاش ديمقراطي يزيح العمل الفني بمجمله عما سطر له من أهداف ومن مقاربة بالكفاءات أو غيرها !.
عموما الإنتاج الأدبي عمل جماعي . من الكتاب و الفنانين و المثقفين والمفكرين , الذين يخضعون , عبر العصور , لتغيرات شبيهة بالتغيرات التي تصيب الجماعات البشرية الأخرى كلها , كالشيخوخة و تجدد الشباب و الإكتظاظ السكاني و الهجر والزحف و الخلو من السكان.....
هذا التحول و النقل الأونثربولوجي الأوندراغوجي السوسيولوجي التاريخي وفي مجرى الزمن يقودنا الى مفهوم جديد الى ( المجايلة) أو الى مفهوم الجيل.
دون شك الظاهر الأدبية الفنية الثقافية قديمة قدم المدينة عند الإغريق و عند روما بمعنى ( أحسن معلم) المدينة ( بوليس)/( polis).
وصولا الى عهد الأباطرة و الأمبراطوريات الفرنسية و االإيطالية والبريطانية , أين بدأت تتشكل عٌصب أدبية وفنية وثقافية , وكل ما وضلت أمة منهم لعنت الأمة التي سبقتها , بل أكثر من ذلك حين ذهب بالجيل ذات الصقة السائدة قطع الطريق وعرقلة مختلف السبل من الوصول الجيل الجديد , وبهذه الفترة النابليونية صرنا نسمع بالمقولة السائدة بضرورة قتل ( الأب) , الأب الأدبي . الفني , الثقافي , الفكري المحتكر لكل فعالية ثقافية.
ولو أن بوادرها ومؤشراتها لا تزال قائمة حتى اليوم , لذا تجد الدولة الأدبية , أو الدولة الفنية , أو الدولة الفكرية - بمعنى تتكقل الدولة برهاية ودعم الفنون و الأداب)- لمختلف الأجيال , وضمان السير الحسن و أيسر السبل لوصول الجيل الجديد الى القربة او الجماعة الثقافية او الفنية و الأدبية.
أن جيلا من الكتاب و الأدباء و الفنانين و المثقفين والمفكرين لا يظهر قبل أن تكون أكثرية الجيل السابق قد تجاةوت الأربعين. وكل شيئ يحدث و كأن الأزدهار غير ممكن إلا بعد تجاةو (عتبة التوازن) وعندما يضعف ضغط المكتاب والمثقفين و الأدباء و المحتكرين اجمالا القائمين بحيث يرضخون لتأثبر الشباب , ويبدأ هذا الأخير في تشكيل جيلا جديدا يمتد عمره من ( 25 - 35) سنة.
من الصعب التنازل عن العرش الأدبي , كما الجماعات الأدبية او الفنية ليست جماعة سياسية أو حزبية لتلعب الديمقراطية قواعد لعبتها , وا انما يجب أن يتدخل طرف ثالث كالدولة وو سائل الإعلام ودور الإنتاج وكذا النقاد أن يبحثوا بإستمرا عن ضخ المزيد من الأوكسجين الشابة للحياة الأدبية الفنية الثقافية لتحريك الآسن منها , وازاحة الشيوخ عن الكراسي الأدبية كالإتحادات و الجمعيات و الرابطات. لذا جل الأمم والدول العظمى أوكلت لنفسها رعاية الأداب والفنون حتى ترعي حقوق الأجيال المتعاقبة , وحتى لا يطغلا جيل عن جيل أخر , وحتى لا يأخذ جيل بعينه كل الحقوق , حقه وحق غيره , بينما لا يجد الجيل الذي يليه أي مساعدة و أي دعم للوصول للجماعة الأدبية الوطنية القومية , سواء كانت منتمية أو حرة مستقلة , مادام بالأخير الأدب والفن والثقافة والفكر يصب في قوالب ومصبات ومنابع البنيات الفوقية التنموية الإنمائية للدولة خكومة وشعبا , كون الأدب بالأول والأخير ظاهرة اجتماعية سوسيولوجية , وان صلٌح المجتمع صلحت الظاهرة الأدبية حتى لا أقول الأدب.
عموما الأدب ليس وسيلة للحكم , وليس ميكانيزم لتكوين أٌطر وكفاءات الدولة , حتى يصير اسلوبا ديمقراطيا , انما غاية الأدب مرأة من خلالها الإنسان يرى وجهه الحقيقي , وان يعمل على تحسين هذا العالم , أن يعلم , أن يمتع , و أن يهز.
وبعيدا عن لفظ أي قتل , قتل الأب المتكر للمقعد الأدبي الفني الثقافي , وانما بالتزاحم وبالتراكم , وبالأخير بحكم قانون الطبيعة يضعف قواه و بالتالي يستسلم لقضائه وقدره و ينسحب مكرها لا بطلا , بعد تجاةو عتبة التوازن.
" نحن كالببغاواة نتبكم عندما نشيخ "/( غابرييل غارسيا ماركيو) , وما أعطب كاتبا أديبا فنانا محتكرا شبّ وشاب , وتوقف عن الغناء , ومع هذا تراه لا يزال يزاحم ويقف حجر عثر أمام العشرات من الشباب المبدع الخلاّق , في أن يأخذه حظه وحقه على دوح أيكة الحياة ويسمع غناه لمن به صمم.