جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

جمهورية الطهطاوي

حامد حبيب



   كان (رفاعة الطهطاوي)مؤمناً بالنظام الجمهورى المُلتزم...وقد قدّم تعريفاً للوطن بقوله:

"الوطن هو عُش الإنسان الذى فيه دَرَج ،ومنه خرج،ومجمع أسرتِه..وهو البلدُ الذى نشَّأته فربَّتهُ ،وغذاؤه وهواؤه ورُباه نسيمُه ..

*ولقد حاول(الطهطاوي) الدعوة إلى إذكاء الشعور الوطنى فى نفوس جميع أفراد المجتمع على اختلاف طبقاتهم مُستعيناً بثقافته الدينية تارةً،والتاريخية تارةً أخرى.

ويقول:"إرادة التمدُّن للوطن لاتنشأ إلا عن حبه من

أهل الفِطَن ،كما رغب الشارع. ففى الحديث الشريف

حُبُّ الوطنِ من الإيمان،وقال(عُمَر بن الخطّاب):

عمَّرَ اللهُ البلاد بِحُبّ الأوطان.ويكفى حُبّ الأوطان أنَّ كراهةَ الإجلاءِ عنه مقرونةٌ بكراهية قتل الإنسان

نفسه".

وقال (الطهطاوي):"إن العاطفةَ الدينية لاتتنافى مع العاطفة الوطنية،بل تدعمها".

_وقد استشهد بمبدأ المواطَنة الذى كان سائداً فى روما القديمة،وأن هذه الروح الوطنية كانت هى السبب الرئيسى فى مجد روما وعظمتها،وعندما انسلخت عنها صفةُ الوطنية حصل الفشل بين أعضاء هذه المِلّة وفسد حالها وانحلَّ عقدُ نظامها.

_وكان يرى أن "الوطنية"هى الفضيلةُ الكُبرى التى يجب أن يتحلّى بها أفرادُ الوطن،ودعا إلى التنافُس الإيجابى بين  الأفراد ،لما فيه مصلحة الوطن فى المقام الأوّل ،حتّى لو اضطرَّ الفردُ إلى إضرارِ نفسه.

_وتأثَّر الطهطاوي ب(مونسكيو)الذى قال:"إنَّ الفضيلةَ السياسيَّة هى إنكارِ الذات"..باعتبار تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

_والمحور الثانى الذى استأثر باهتمام الطهطاوى من

الناحية السياسية،هى فكرة الحريّة ،والتى مثَّلَت

فى الوقت ذاتِه ،الجانب التكميلى لعرضه لمفهوم الوطن.

_وقد عبَّرَ عن  إعجابه بالحرية السائدة فى المجتمع الفرنسى،وقدَّمَ لمُعاصريه العديد من الصور

النوعيّة للحرية كما رآها هناك،فأشار إلى:

*حريّة الاعتقاد الدينى*حرية الملكية الخاصّة*

العدالة الضريبية*حرية الرأى والتعبير*حرية الصحافة .

_وقد حاول الطهطاوي إثبات أن الحرية من القيم

العربية الأصيلة التى يعتز بها العرب،وربط بين الحرية والعدل والمساواة،فلاحرية بلا مساواة ولامساواة بغير عدل.

_وقد قسَّمَ الحرية لخمسة أقسام،هى:

*حرية طبيعية*حرية سلوكية*حرية دينية*

حرية قومية*حرية سياسية

_فالحرية الطبيعية من الضروريات الإنسانية التى لاغِنى عنها،كالطعام والشراب .

_والحرية السلوكية،تعنى حرية الفرد فى تصرُّفاته

وسلوكياته الشخصية النابعة من ذاته،المستنيرة بحُكم العقل وحُسن الأخلاق فى معاملة الغَير .

_والحرية الدينية،تعنى حرية العقيدة والمذهب،

بشرط ألّا تخرج عن أصل الدين.وتمسُّك جميع أفراد

المجتمع حُكَّاماً ومحكومين بفضيلة التسامح الدينى

ونبذ التعصُّب.

_والحرية المدنية..يقصد بها حقوق العباد والأهالى،وروح التضامُن الاجتماعى.

_أما الحرية السياسية..فقد جعلها أمراً تُناطُ به الدولة تجاه الأفراد وفاءً لهم على تأديتهم لحقوقهم.

*فكان الطهطاوى يدعو لممارسة الفرد لحريته على الوجه الصحيح،وفيما فيه نفع الوطن،إذ يجب أن يكون على وعى بأن كل ماتُكلٌفه به الدولة من أعباء

مثل:المساهمات المالية عن طريق الضرائب ومطالبته بالدفاع عن وطنه عند تعرُّضه للأخطار.

*ويرى أن الحرية مسعى إنسانى تتوق إليه جميع

الأمم والشعوب،وأن الأُمّة المُتمدّنة لاتسعد بنيل حريتها فحسب،وإنما تسعد لنَيلِ غيرها من الأمم

حريَّتها .

_ودعا جميع القوى الإجتماعية إلى الوحدة والتماسك عن طريق تغليب فكرة الصالح العام على أى مصلحة فردية أو ذاتية.

*كان الطهطاوي معنيّاً بنهضة البلاد ،ولم تكن رؤيته السياسية سوى إحدى الوسائل لتحقيق النهضة المنشودة.

___حامد حبيب _مصر ٢٧_٣_٢٠٢١م


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *