جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أدبسمير بيةشعر

سأراقص شجرتي فالس الوداع

 سأراقص شجرتي فالس الوداع 

سمير بية/تونس

 


سأراقص شجرتي فالس الوداع *

 

نسقط على أرض النوستالجيا

 

ملاكين مطرودين من حقول الضوء

 

كنشيدين قديمين في نايات الرعاة

 

أخبرها أنها بداية العالم

 

فيركض النهر في عينيها نحو أسماك في مجرى العاصفة

 

أهدهد شغفها برقصة أخيرة

 

فتعبر حمالة صدرها ضحكاتي

 

إلى غيمة ماطرة في كفي

 

أرتب قبلاتها العسلية على لساني

 

فيخزني قفير النحل

 

شجرتي هل قرأت الضحك و النسيان *في أصابع ميلان كونديرا ؟

 

و أنت هل قرأت ضحكي قبل نسياني؟

 

ربما إذا أشعلنا كل هذا الشغف سيكون رقصنا أكثر دفئا

 

و عناقنا أقل ملوحة

 

و بوحنا أشد سعادة

 

أجل دعنا نحرر من شفاهنا العصافير

 

لنرتق إلى أعلى الفرح في أقدامنا

 

ندور و ندور ليكتظ صمتنا بآلاف الصرخات

 

نصقل أكتافنا بمياه خضراء

 

نداعب أعشاب نائمة في رقبتينا

 

يصيب دوار زهورا في أصابعي

 

فأدس يدي في صدرك

 

تضحك حلمتاك ملء عطري الباكي

 

فتصفق مزهرية أعجبتها رقصة الضحك و النسيان

 

تغار سميكات الأكوريوم

 

فتغرق في غرميات مرحة *

 

تحلق فراشات أسفل ظهرك

 

فتسيل ألوانها على سيقاننا هواء باردا

 

تنضم إلينا نجمات أسقطها الليل من جيبه

 

فتلمع النشوة في شفاهنا

 

يمتص القمر المتدلي من العتمة ضوءه من لسانينا

 

فارقصي و لا تهتمي لدموعي المالحة تبلل الموسيقى

 

تابعي الدوران و يدك اليسرى على كتفي الأيمن كفرخ حجل دافئ

 

دعي يدي اليمنى ترسم أرنبا خجولا على خصرك

 

انزلقي بذهولي نحو شرفة في الغيم

 

فيمطر قلبي نبضاته الولهى على خطواتك المبعثرة بمدى جنوني

 

الآن و أنت تقذفين رأسي من حضنك

 

إلى عشب حزين في الحديقة المهجورة

 

ستسيل عزلتي ببطء أكثر كي يظل رقصي جميلا في غيابك

 

الآن و أنت تؤرجحين من فتنتك جسدي الفارغ

 

ستتدلى روحي من آهة مشرقة بالاخضرار

 

الآن و أنت تقصين ظلي مربعات مشمسة

 

سأرفو وجهك في راحتي الهامستين بالوداع

 

الآن و أنت ترشقين قدمي ببرق لاسع

 

سأرفع الينابيع إلى ذراعيك الزرقاوين من أثر الريح

 

الآن و أنت ترمين لهاثي خارج رئة الهواء

 

سأترك رقصك يتكاثف في عتمة الجرح الناعم

 

الآن و أنت تسقطين أصابعي في نار الرقصة زهرة تلو زهرة

 

سأطفئ يدي بثلجك العاري

 

الآن و أنت تجمعين قبلاتي عن جيدك في سلة من حنين

 

سأرمي شفتي في فم عاصفتك الضاجة بالشغف

 

الآن و أنت تكسرين إيقاع فرحي بدمعتين من ورد

 

سأتلاشى في ضمتك عطرا بربريا

 

الآن و أنت تباغتين غابة قلبي بقبلتين من ريش ساخن

 

سأعد النبضات أشجارا لأعشاش السنونو

 

الآن و أنت تلهبين الشوق في ارتعاشة كفي

 

سأنهمر مع ميلانك ندف ثلج دافئة

 

الآن و أنت كل العالم قبل نسياني

 

أرسليني نهرا عاصفا في عيون الأسماك

 

شغفا أخيرا برقصة مهدهدة

 

غيمة بحمالة صدر ضاحكة

 

قبلة تدر العسل في قفير النحل

 

رواية نسجت من ضحك و نسيان

 

دفئا راقصا

 

عناقا مالحا

 

سعادة تحتفل ببوحها

 

شفاها محلقة

 

أقداما فرحة

 

صرخات صامتة

 

مياها خضراء مصقولة

 

أصابع مزهرة

 

غيمة ماطرة في كفيك

 

بكاء عطرا

 

مزهرية فائضة بالضحك و النسيان

 

سميكات مغرمة

 

فراشات سائلة على ظهر الهواء

 

نجمة تدس الليل في جيبها

 

نشوة بشفاه لامعة

 

قمرا بلسان مضيء

 

كي أظل ملاكا حارسا لحقول الضوء

 

و نشيدا راقصا يتدحرج من نايات الرعاة

 

على أرض النوستالجيا

 

2021/03/03

 

*فالس الوداع =رواية للروائي ميلان كونديرا

 

* الضحك و النسيان =رواية لنفس الروائي

 

* غرميات مرحة =رواية لنفس الروائي


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *