أقل كلاماً من الطير أو حيطان من الإسفنج
أقل كلاماً من الطير أو حيطان من الإسفنج
________________________________
ليس في المرآة أحد ////
كل الذين اعرفهم //
انكسروا في الظلام
حتى الآلهة ///
جعلت من عينيها
الرائعتين// ممّراً إجبارياً للأزل
وحدي سآكل السراب
كي لا أظلّ ضائعاً / /
في حقلُ مرمر يجثو باكياً على الدوام
انطلق كسهم احدث خللاً
في الوراء
لأشاهد كيف يتدلّى الدم
من الكوميديا //
وكيف امتلأَت الحقائب
بالأرواح المعذّبة
اي نوع من الصراخ //
هذا الذي في المرآة ؟ /
وصلتُ قبل أن أصِل
اتنزّه أمام الماء ////
وامام ضوضاء بمنتهى
التهذيب
أينما هاجرت ؟
لا اتذكّر سوى الخشب
الذي لامس الغيم
فتداخلتُ أنا والشوارع
والآفاق /// في قبلات مع الحطب
خطاي الوئيدة ؟ //
استعادت أصابعي //
وبقايا رماد لا يُقّدر بثمن
حتى الرحيل //
منح صوته لصديقنا
الهواء
ليظل هواء //
بكاء كثير /// وراء
جدران كثيرة
واعتذار من الصهيل//
للتوغل أكثر بالوداع
نَفَقٌ اسطوريّ يتثاءب
بين يدي
إنه اهتزاز التيّه///
نفايات اللحم //
وعلانية القتلى / وزهوّ المجرّة العذراء
صرفوك أيها الحرير// عن
جناية المجيء
لتغتبط بضهوركَ //
وانسياح ظِلالكَ
انا ///
أنزف في الضوء
فامتلأت الأرواح
المعذّبة بالأشباح
تذكّرت أزمة الدم ///
والصفيح /
هدهدتُ أساور الضوضاء
// وشرفات الأنهار
وزيّنت الماّرة //
بطيور من العصر الحجريّ
وانطلقت أهتف في مداي
الهشّ
بكلام يعجّ بالكسل//
ويقين الشهداء
ليس لي وجه / لأمنحه ما
تبقّى من العري // ولحظات الفرار
التراب المضرّج بالقبور
والكبرياء ؟
جسده يتعذّب أمام
مومياء ترتدي الضحك /////
لئلّا تختلطَ الغابات
بالغابات
والأفواه الضجِرة
بالعيون المعلّقة في
آخر الدهر//
يا قلبَ أبي الذي يخْلد
فيه الطير
أصابعي منهكة ///
أذهب هباء// وأجيّء
هباء كناطور الرمال
أهندس دمي //
لأتفرّج على غيمة دائخة
صرختي فقدت كمية لا بأس
بها من الأنبياء
النوافذ التي أطل منها
///؟
ترى ذاكرة الخبز/ رقيقة
كاللهب
انا الذي أشبه الرمح///
والوديان الباسلة
انا بحاجة ماّسة إلى
الجمر
انا الذي غمرت وجهي
قطعةً قطعةً // بأصل الذهب
وأحببته قطعةً قطعةً في
الغياب
انا كائن الطين المتّهم
بإيواء لحم النهار
سأدع الطحين // يقتل
الطحين
سأطلب من الدم أن ينظر
إلى قلوبنا
الطرقات/ وراء القضبان
العكّأز الذي كان
يتوكّأ عليه الضمير
صار وحده الطريدة
الحائط يدعونا على
العشاء
وصِلة الرحم قائمة بين
السيف / وشفتي الضوء
أيها التاريخ العذب
ضع قدميك في قلبي
بأسناني سأعضّ جدار
المقبرة ///
ما من مخرج/// لضوء
يرفرف أمام البربرية
أو الإغتسال بوجه
الخطيئة
يبدو " أنّ "
الذباب هو الذي يحق له أن يحلم
أسوار القش
وراء أسوار الغبار //
طوبى //
للذي قرّر أن يضيع كما
يريد///
ويطارد عيوننا لضرورة
الأرصفة/
الآن امشي باتجاه
الفاكهة
اركض انا وغبار
الأعراب//للتبرّك بنوافذ الأسطورةِ ///
وكبرياء الله
لست مأخوذاً بما ضاقت
به مصائر الظلمات
انا الغريق في صورتي //
في الأسارير / وشعاع
القبائل// وما يحصى من سواكن
الذهن والمكرمات..
ولأنني ألعب بالجنون /
الطاعن بكلّ شيء
أفحّ في الأغوار//
وبريق الولادات المغطّس بنزف الأولين /.
انا اخاف من كل شيء
من الورد //
والألبسة المالحة //
وأحاسيس القمم
من الذي يشبه الفحم//
وهمس الوصال
ومن الذي يحدّثك
بفظاظة/ عن الفرق بين الصرخة /
والعواء.
وجوه بالكاد لها شفاه/
وتضاريس شاغرة في العراء
وحدي اقتنعت أنني من
غاسلي الاقدام//
وأمثّل الصمت القادم من
حركات الفزع
الأقمار ايضاً فادحة //
لأنها قادمة من وحل أقدامنا
ما من تصفيق جاء من
خطيئة/
ما من صخرة تمزّقت//
إلاّ وأزهر الوباء في الحلم
قد نجد لله ظلّاً /
وللزمن// أكثر من نهار
قد أجد معاطف خشبية
للفاكهة
لأعيد بناء عيوننا التي
أدارت ظهرها للنار//
هي ساعة / استطلِعُ
فيها كبرياء الحفاة
أتمتم/// لا أريد وصاية
على أحد
لاظلّ مثل كتلة مرمية
جانب الظِلال .
فكّرت جيداً في شراء
حجارة خضراء // نائمة على قارعة الطريق
أخبّئ فيها أمكنة لا تتعفّن
فيها الجثث
وأضع فيها كل شيء//
لئلّا اتحوّلَ إلى حائط
وأفرَّ/ إلى حيث لا
أدري/ كي لا أُلحق الأذى بالأصابع
الساخطة.
قلت : أبحث في الجحيم
عن عربة فارغة مفروشة بالجلود العليلة
أعبّئ ما استطعت من
الظلام / والكوارث اليانعة / وسوءات الأغمدة
من هنا تمرّ الجثث
معبّأة بالأصوات /
والنصوص / التي لا تنام
متى يقول الله لنا
وداعاً ؟!
لأكون مسؤولاً عن صناعة
الهواء
عن ضياع " الحميّا
" / وإخلاء النيازك من هشيم المحاربين// والظفائر المحتشمة
أزمان قاحلة /// تبحث
عن ازمان اخرى
حتى الوحول صارت تجيد
مهنة البكاء//
فلا تصدقوا ابداً //أن
شيئاً آخر يقتلنا// سوى وجودنا
اكتب حتى يبقى الزمن
بعيداً عن الصدأ
لأنني أكره الأشباح
التي ترتدي الملابس المستيقظة
ونعذّب عيوننا//
حين يصير التعذيب //
ضرورة اليسار واليمين
نطارد" أوديّسا
" الدم التي تكاد لا تنتهي
ونركض بالبراري/ أسوة
بما قالته الأساطير
نجفّف المناخ/ كي يهتزّ
الضحك
ونطالب بتناسخ شهواتنا/
كي لا تفسد المفردات
انا الذي شاركت المرآة
فضيحتَها
ووطئِت جوف الخصوبةِ//
لأربك البراهين /
والأنصال الهاجعة في الممرات
تذكرتُ طعم الظلال
السخيّة
وآخر حائط جزّأ الأسئلة
انا الذي ما زلت ابحث
عن عطل طارئ في الأفق
وبين يدي//
طيران يابس يتدحرج في
الفراغ.
هوذا النهار // الذي
قتل نفسه للعثور على طبيعة ملوّثة // بالنعاسِ // وآلات الإيقاع
أذكر حين اقتربت يوماً
من العماء//
وتحاورت مع حائط يتضوّر
جوعاً
لأجل خطيئة ماتت في
الخطيئة// ؟..
مايعنيني//
هذه الأجوبة المصفّحة
بالوجوه التي ضاعت بين سكانها ////
والدم الذي تحوّل إلى
حجّة صراع " في" مخمل القياصرة
الوقت // لا يزال
مبكّراً كي أموت//
ولم يعد لصوتي علاقة
بالبقاء النادر.
يا أصابعي التي يفوح
منها رائحة الحِراب // وغسيل الحِراب
دليّني على مأوى خبّأ
فمه في الجاهلية//
الشهداء الذين هم أهلي
/////
تِلال من الويل / وصقيع
أنهكه الصمت
النار التي قلت لها
وداعاً//
تأملتها/ وأنا أخبّئ
تحت ثيابي كمية هائلة من الطمي
والهجران/ وزبد
السبايا.
مرحباً أيها البرد
انا ثأرك الذي يرتجف///
رغبتك التي تودّ وضع
أظافرها في قلبي
جلدي مفرغ من الصراخ
وثمة من يغرز السكين في
خاصرة الغبار..//
كم مرة وقفت وراء
الطبول التي تقرع وراء أسوار القشّ ؟///
كم مرة ودّعت المسافات
// وتحوّلتُ من بائع للدموع
إلى فلسفة توارت عن
الأنظار ؟
العيون التي تحفر في
الزمن //
تقرأ في العيون الضائعة
////
ولأنني امتلأت سابقاً
بالغيب
امتلأت لاحقاً
بالحليب//
ثمّة لغة سنتداولها في
العالم الآخر/
وقد أترك ممّراً لزهرة
اللوتس
واغطّي عين "
الجورنيكا " بصرخة طازجة
يا أيها الذي رشق
الضمير بالغنائم "والأوركسترا "
وانطلاق البلاغة /
والأساطير/ وأهازيج الفلاسفة
اللحظة الآن //
وقفة طويلة في الجحيم
وأيام باهرة /// لهواء
القبائل // وما بعد العدم
صراخ في وجه الذي تقيّأ
العماء / وما زال يجثم في الحواسِ
لإنقاذ الأيدي الغائمة
/العالقة بعظامها
اللحظة الآن في الوداع
في تورّم الضحك //
والتدثّر بصلاةٍ ممتلئة في فتات الطيران //
وفي الروح التي لم تعد
بحاجة إلى قدم
التراب يذهب بالأزهار
ونحن سعداء لأننا مشروع
حطام ////
وصورة للزمن الذي لا
ينام
انا لا أعرف كيف أمتزج
في الليل ؟
أتلبّد لمواجهة الهيكل
وأتعقّب الخيال باللغة
إلى ما وراء الوقت
الجثث تتأوّه بين يدي
والعالم كلّه يتدلّى من
التوراة
التاريخ يضحك فقط لأنه
يحمل أقل كمية من التاريخ
الليل الآن من دون ثياب
والمسافة لم تغيّر في
شكل غسيلنا //
يا أيها الذي شكّل من
قلبي غباراً كثيراً
ومن الزمن //
حقلاً سريّاً لاغتصاب
الثقوب
هاهي روحي أكبر حجماً
/// من حجارة في مهبّْ
وأقلّ قناعة ///
من بلاهة مغرورقة
بالدموع
الجمر الذي كتبت عنه //
هنا
عاد فجأة ليضاجع
الجمر///
ليخلق منطقة عازلة ضدّ
الزمن ..//
أمّا لماذا تحوّلت
الوردة إلى مقبرة /////؟
فإنه الجنون الذي هاجر
سرّاً لاستقبالنا
وتحوّل إلى قربان ينام
في نافذة
ويتأجّج مثل آلهة
ويدندن بصوت عالٍ عن
تداخل الأرواح
ويهتف في قمر يهرول فوق
عشّاق من الصفصاف
فلا الأجنحة //
ولا فائض الهذيان
ولا الهاوية التي ظلّت
لوحدها هناك
سألت عن تلك الأصابع
المطرّزة بالقيثارات
الوراء //
خلع صداه // أمام قتيل
يعانق أطرافه///
ويحب الخفقان //
ويخاطب ضحايا غائصة
بالزئير
المعجزة مخلوطة
بالدخان///
تأكل لحمها ولا تموت
وتبحث دون هوادة عن
سكّر البارحة /// واعشاش
الدموع
يا آ آ زهرة إسمها
الجرح // سقطت مع جاذبيتها
ونجحت في تشويش الثقوب
البلهاء
وتفرّجت على غبار يعضّ
بعضه البعض
التجاعيد الدافئة
تحدّثت كثيرا عن
النوافذ التي يطلّ منها الطعام
وعن دم يتهادى ///
أمام حائط ٍ /
من الإسفنج