عائشة بلال يا رجال
العقيد بن دحو
" من قلتك يا الوالي "....... ويها يا رجال " !
هذه كلمات
صرخات امرأة حرة مدوية , عصماء , بتراء لا ترد أذا ما صرخت بها امرأة حرة إلاّ اذا
سال على اثرها الدم.
اليوم و
(عائشتنا بلال) هذه الغادة الشابة الحرة الشاعرة الأديبة , الناشطة ثقافيا و
اجتماعيا , ولطالما أدخلت الفرحة والبهجة والسرور و الإزدهار على مدينة أولف
الأٌلفة حاضرة ( تديكلت) , بل على جميع حواضر أدرار الأربع : ( قورارة - توات -
تديكلت - تنزروفت) , بل استطاعت بمفردها وبميزانية صفر دينار جزائري أن تستقطب و
تدعوا كبار الشعراء من شتى الدول العربية , وتجعل من المنطقة ومن بلدتها ( أولف)
قبلة للشعر والشعراء , و أعطت معنى جديد لأدب الهامش حين يصبح مركزا ومنطلقا من
المحلية الى الوطنية و الى العربية.
هذه الفتاة
النحلة والفراشة و الزهرة حمامة وورقاء
أولف , تقابلك و أنت تدخل متوسطة الإمام مالك العتيقة بأولف بإبتسامة عريضة تشرح
الصدر , وتجعلك تشعر و كأنك قعلا في محراب العلم والأدب والثقافة والفن.
الأديبة
تاشاعرة عائشة بلال نالت بجدارة واستحقاق احترام واعتراف كبريات الجمعيات الثقافية
العربية , وكبار الشعراء , ونالت حظها أكثر من اغتراب وتهميش ذوي القربى كغيرها من
طينة كبار هذا الوطن.
عائشة بلال اليوم
تمر بوعكة صحية , نتمنى أن تكون بردا وسلاما وطهورا ان شاء الله على غادة سمراء
حرة جميلة , سرعان ما تدخل القلوب, وعجب كل العجب لا أحد من المثقفين ولا أشباه
المثقفين , لا أحد من المتعلمين , ولا انصاف المتعلمين , أخذته العزة الثقافية ,
وبدلا من أن نبعث القوافل الترفيهية لإكتشاف المكتشف , لماذا لا تحرك فيهم حالة
عائشة بلال النخوة الثقافية و الأدبية , ونظموا المثقفين و الفنانين المحليين
في(أوديسا) تضامنية الى مدينة أولف
وعادوا الشاعرة , ثم نتساءل من
أكبر مسؤول الى أقل مسؤول أين انتم ؟
هذه عائشة ,
وليس لدينا منها العديد , ولو مثقال رسالة
من لدن السيدة وزيرة الثقافة للمرأة التي تعاني من المرض بمستشفى أولف ,
وحتى نشعر بأن مؤسسات الدولة لكافة الدولة بالسراء و الضراء.
أين
أنتم....؟ و أين بطاقات الفنان....؟
صحيح نحن
نبعد عن العاضمة لأكثر من 1600كم , والبعيد عن العين بعيد عن القلب , لكن البريد
الكلاسيكي و الإلكتروني لم يترك المسافات تذكر !.
ثم لو أن
المسؤولين لديهم خريطة ببليوغرافيا لكافة المبدعين , ويوجد من يتتبعهم عن كثب لما
هٌمش المبدع الأدراري وغير الأدراري.
ولكن لا " يحك جلدك مثل ظفرك " بمعنى اذا
كنا كمثقفين و فنانين محليين لا نهتم ببعضنا بعضا , فالبعيد دائما يرانا اكثر بعدا حتى ان كنا نراه يوميا بشاشة
التلفزيون الذين ندفع ضريبة مشاهدتنا و متابعتنا , ومع هذا بهمش فينا الصحيح قبل
المعتل , والمبدع قبل الرجل العادي.
قليل من
الإنسانية يا مسؤولين لنشعر بالإنتماء الجديد للإنبعاث الجديد لوطن جديد منشود لكل
الجزائريين.
المهم ظهورا
ان شاء الله أختنا , أيتها ( العبهرية) عائشة , ولا تسامحين أحدا
حتى أنا
كاتب هذه الحروف , طوبى لك , هنيئا لك بلقب ( المهمشة) , ويكفي انهم يتوارون من
انفسهم خجلا على امرأة مجدة , مكدة , مجتهدة ,ويريدونها أن تكون تيمة : في وطن
يتساوى فيه الجميع : المبدع و المبضع , الطي يعمل ليلا ونهارا والذي يصطاد بالوقت
بدل الضائع , وحدها الحياة لثقافة الزردة والهردة , وثقافة هز الأكتاق و الأرداف
كما قالها واكثر من اربعة عقود المرحوم العلاكة الألمعي المفكر موسوعة الجزائر : مولود قاسم نايث بلقاسم.
هنيئا لك يا
عائشة لقد اظهرتي لنا وجهنا الحقيقي ,
ومكانتنا الحقيقية عندما نصاب ولا أحد
يسأل علينا , كوننا منذ الأزل كنا دون وصاية تحمينا وترعانا ولو بشق ثمرة تسأل عنا
, بل خوفنا وكل الخوف لا تعرفنا و أعمالنا الثقافية والفنية والإبداعية تشارك
وتنقل و تحول الى اخوتنا العرب بيسر ودون أن تكلفهم جهدا لا عضليا ولا فكريا ولا
ماديا.
شكرا عائشة
ونسأل السماء ورب السماء أن يشفيك و أن يكرمك بكرماته , بعد أن عجزت الأرض على من
يسأل فقط عمن تكون عائشة ؟
زيها