جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءنقدAkid Bendahou

خطورة تقسيم الأدب على أساس الجغرافيا

 

خطورة تقسيم الأدب على أساس الجغرافيا

العقيد بن دحو


من المتفق عليه لا يمكن فصل الأدب خاصة والفن عموما عن الظاهرة الإجتماعية السوسيولوجية , ولما كان المكون : ( عرق - بيئة - تاريخ) حسب مبدأ (تسن) خضع بدوره الأدب مع التقدم الثقافي والحضاري للأمم و الشعوب يدوره الى عدة تقسيمات بعضها جائرة ظالمة في حق الأدب و الأدباء , لذا لا غرو أن اختلط اليوم على الكثير من مبدعينا في شتى الحقول و الأجناس الأدبية والفنية , فبدلا أن يٌقسم الأدب والفن على أساس الأفكار و تطور الأفكار , وكذا الأفكار الفلسفية , قٌسم لأسباب ميكيافلية صرفة على أساس ( الجهة) أو ( الجغرافيا) , بعد أن قسمته وتوزع دمه على مختلف القبائل العربية , فهذا أدب جاهلي , و هذا أدب اسلامي , وذاك مخضرم !.

وهذا أدب عباسي , وذاك أدب أندلسي , و أدب عصر الضعف. بدلا أن يسمى بالكلاسيكي او الرومانسي او غيره.

شيئ خطير ذاك يمس الأدب اليوم عندنا عندما يقسم على أساس أدب الصحراء , أو الأدب الأمازيغي......الخ !.

صحيح لا توجد سوسيولوجية واحدة للأدب , بل عدة سوسيولوجيات إلاّ أن نستطيع أن نأخذ من ابحاث ( إليس / ellis ) اهتمامين رئيسيين , البحث عن الأصول الجغرافيا و البحث عن الأصول الإجتماعية المهنية .

فمن الجغرافية تنزلق بسرعة نحو الأقليمية ومن الأقليمية نحو العنصرية.

كا لأدب الطي قٌسم ابان القرن التاسع عشر الى أدب الأبيض , والى الأدب الزنجي , وهكذا امتاز ظٌلما , بل أٌقحم ظلما وعدوانا الى ما ميز التمييز العنصري ما بين البشر , اين صار يميز بدورها رجل الشر الأبيض. بينما الأدب بعيد كل البعد عن هذه الطبقيات الستاتيكية , التي أقحمته في أتون حرب , بدلا ن أن يخدم أغراضه الأصيلة البشرية الإنسانية و أنسنة الإنسان.

حتى ان كان كما يجب أن يكون.

وهكذا تبدو التقسيمات في بادئ الأمر بريئة ولا سيما على مستوى الجغرافيا كأدب الصحراء / الرواية الصحراوية , وعلى غرار تلك الأغنية التي اصابها المجزأ و المٌقسم : الأغنية الوهرانية , الأغنية العاصمية , الأغنية الصحراوي , الأغنية القسنطينية وفرق تسود وهلم جرا.

على الدولة أن تتنتبه مسرعة الى هذه التقسيمات التي بدأت تتشكل في أيام دراسية ة أسابيع ثقاقية , لكنها سرعانا ما تتخذ أجندات وتيمات ولوغوسات ولبوسات سياسوية ذات مطالب عنصرية.

وهنا يتخذ الأدب طابعا تحرريا....تحججا...نضاليا...دفاعيا لأقلية صٌونعت بنوايا مبيتة و فق قوالب و أساليب جمالية لغوية فنية على الظاهر , سرعانا ما تتكشف عن العمق عن حقوق أريد بها باطلا.

الأدب عموما , شأنه شأن أية كتابة في مجرى التاريخ خيرا أم شرا , نهاية أم بداية , كسبا أم خسارة تدل على الخسارة , خسارة الإنسان بإتجاه أخيه الإنسان و بإتجاه بيئته , واذا ما تعلقت الأقلية بشيئ - بالتراكم تصير تشكل جماعة او قربى - صار قانونا. أي صار حقا تطالب عليه , وينتقل من الخيال الى الحقيقة , ومن الكلمة الى الفكرة ومن الفكرة الى الفعل.

عموما ليس كل الأدب جمال وحب وفن وازهار خير , وانما بلغالب ما يكون أزهار شر , اذا ( تجوهن) و تعصرن) وصارت البيئة و التقلبات الإيكولوجية تصٌب بهذا الإتجاه.

العلاج من هذا الداء أن نعيد تقسيم الأداب والفنون حلى حسب المذاهب والمدارس و البيانات وليست على حسب الجهة التي بالغالب ما تكون مقرونة باللون , والمستوى المعيشي للساكنة , وصاحب الحق التاريخي , ومن يشعر أصلا بعقدة التفوق الجنس الأصغر او الأبيض و الملونين الذين لا حق لهم إلا العيش والسلام والرقق والفلكلور للسيد المنتصر دوما.

اذن العنصرية الأدبية الفنية لم تسلم منها حتى كبريات العواصم العالمية كباريس أو لندن أو امريكا بالعاصمة الواحدة , وبالجهة الواحدة , وما بين المحافظات , وما بين الجهات , وما بين مختلف اللهجات , فمابالك عندنا الذي أصبحت الرواية الصحراوية واقعا لا مفر منه مدخلاته ومخرجاته و متفاعلاته و أثره الرجعي مع كل أسف الجامعة ولا أحد يحرك ساكنا.

الأسماء و الطباع قلما لا تتفق , و الأدب الصحراوي يشبه صاحبه , كتلك الحقبة الفرنسية التي اتبعت سياسة الأرض المحروقة و ختمتها بختم التجارب النووية الفتاكة , التي لا تقتل المرء مرة واحدة , بل عدة مرات كلما تحررت الطاقة الكامنة النووية الى ما لا نهاية.......

نريده أدبا وطنيا قوميا جزائريا لا شرقيا ولا غربيا , نريده للناس اجمعين لا ان يبدأ بالجهة وينتهي عنصريا مقيتا , لا يقل عنصرية عن العنصرية السياسية و الثقافية و العنصرية التي تبدأ بالعنصرين الحيادين ( الصفر و الواحد) بعملية الجمع وعملية الضرب , لكنها سرعان ما تشكل وعيا جمعويا وباللا وعي ايضا.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *