جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أدبشعرمبروك بالنوي

لَأَنّكَ السِّنْدِبَادُ

                                الشاعر الصارخ مبروك بيبي بالنوي 

لَأَنّكَ السِّنْدِبَادُ


لَأَنّكَ السِّنْدِبَادُ

مَا جِئْتُ أَرْثِيْكَ, أَرْثِي رَبْعَنَا الخَرِبا

  أَرْثِي الجَنُوب , وَأَبْكِي نخلَهُ العُرُبَا

مازالَ يُدميكَ مِنْهُ الشَّوكُ في سعفٍ

  ويُطْعِمُ الغيْرَ مِنْ أندائه رُطَبَا

أبكي تديكلت أحلاماً مغيّبةً

  لَسْتَ الغريبَ بها ,بلْ أهلُهَا الغُرَبَا

أبْكِيكَها رُغم أشجاني ,وإنْ عَظُمَتْ

  عندي سِوَاهَا, تأبّى القلبُ واضطربا

يا شيخ شعري ومَتْنِي – لو شَدَوتُ- ويا

  عرّابَ قافيتي أصّلْتَها حِقَبَا

ما ازددتُ كَيْلَ بعيرٍ مذْ جعلتَ لدى

  رحلي سِقايَةَ قومٍ أظمئوا الأدبا

هذا الصُّوَاع من الأسرار غَيْهَبُه

  مَنْ دَسَّهُ – خفيةً – في خافقي لَهَبَا

أذّنْتَ , أيّتُها العِيْرُ التي انطلقتْ

  لوجهة الشعر ,ردّوا نَبْضَنَا الخَصِبَا

قالوا رُوِيداً فهذي العِيْرُ سَارِقَةٌ

  ما تفقدون ؟ صُواعاً  ليس مُكْتَسَبَا

فما جزاء الذي في رحله وُجِدَتْ

  تلك السِّقَاية , إلاّ أنْ يَرَى الكَرَبَا

إذا سرقتُ , فلي مِنْ قَبْلُ فعلُ أخي

  أسررتَها ألماً ,لمْ تُبْدِها كَذِبَا

هم اسْتَرِقُّوا دَمِي و اسْتَخْبَلُوا أَبَتِي

  لَنْ يَبْرَحَ الأَرْضَ مِنْهُمْ شَاعَرٌ وَرِبَا

مِنْ قَبْلُ قد طرحوا في جُبِّهم حُلُمِي

  فهل سَيُخْرجُ دلو الشِّعر ما غُصبَا

هذا قميصك مُبْتَلُّ نشى بدمٍ

  يرجو البراءةَ مَقْدُوداً وَ مُجْتَلَبَا

كَمْ شَاهِدٍ فِيْكَ مُغْتَالٍ , وَقَدْ شَهِدَتْ

  سَبْعٌ عِجَافٌ بِسَبْعٍ دِفْؤُهَا خَلَبَا

مذْ ذَاكَ, حمّلْتَني الأوجاعَ قاطبةً

  صبرَ الجنوب وفينا  مُرُّهُ عَذُبَا

أَنْسلُّ من طينتي الأولى على وجعي

  إنّي رأيتُكَ رَأيَ العين مُنْتصبَا

شَفِفْتُ منْها, تنزّى الجرحُ أغنيةً

  أَحوى حريقي بغيمٍ أمطرَ الشُّهُبَا

قالوا هَذَى قُلْتَ لا تسمعْ غوايتهم

  أوقدْ قصيدَكَ في أرواحهم غَضَبَا

لُذْ بالقصيدة أسفاراً ومُلْتَجَأً

  تلك الطريق نَشَتْ , أَسْرَارُهَا عَجَبَا

حتّى وَشِمْتَ جراحي كي تُقَرِّبَنِي

  زُلْفى إلى الزمن المأمولِ إِذْ غَرُبَا

هذا الذي - فجأةً- تَنْدَاحُ أوردتي

  فيه وتسقي شراييني له العُشُبَا

بَلْ قاب قوسين أو أدنى ,دنوتُ له

  وقد تدلّى ,على الأحقاب مُنْتَحِبَا

أَكْبَرْتُ فيكَ تقاليداً ,تنكّرها

  في وصلِها أَهْلُهَا , ما بئرٌها نَضَبَا

لَأَنّكَ السِّنْدِبَادُ , اسْتَصْرَخَتْ سُفُنٌ

  أَشْفَقْنَ منْكَ المراسي , رُمْتَهَا نَسَبَا

أَبَيْنَ حملَكَ ألطافاً تُؤَرِّقُهَا

  هلْ جِئْتَهَا قَدراً أمْ شِئْتَها سَبَبَا

أَمَا الجنوب أَنِيْنٌ في مضاربه

  مُسَجَّراً مِنْ أَيَاكِ النَّارِ مُحْتَطَبَا

يَبْكِيْكَ في ذُلِّهِ , نخلاً تُقَزِّمُهُ

  حين انتشى , شَمْأَلٌ , حتّى استكان صَبَا

يَبْكِيْكَ حين اسْتَلَذّوا في الهوى دَمَهُ

  واسْتَطْعَمُوا لَحْمَهُ واسْتَمْلَحُوا العَصَبَا

وَأَوْهَنُوا عَظْمَهُ بَلْ أَشْعَلوا – وبلا

  ذَنْبٍ له – رَأَسَهُ شَيْباً وما اخْتَضَبَا

أَكُلُّ هذا , وترجو أَنْ يُلاَزِمَنِي

  في محنتي ظِلُّكَ المشحونُ , خِلْتُ , خَبَا

أَكُلُّ هذا , وتَلْقَانِي بِذَاكِرَتِي

  أَتْعَبْتَ صدري رُؤىً , لمْ يَنْشَرِحْ طَرَبَا

إنّي تلاشيتُ , لا تدري بأزمنتي

  قَضَّيْتَ عمرَك في الأبعاد مُغْتَرِبَا

هلْ ترتجي ألمي أم ترتجي زمناً

  إلافَنَا رحلةَ الأشواق , لن يَهِبَا

يا شَيْخَ حَرْفي وشيخي بلْ مَنَارُ دمي

  فكمْ تَبَقّى لهذا العمر , ما تَرِبَا

قَالُوا صَبِئْتَ فَقَلتَ استسقهم زمنا

  هَا قَدْ عَرِفْتَ الّذِي قَدْ ظُنَّ وَاحْتُسِبا

هَذَا فِرَاقٌ تَنَامَى بَيْنَنَا أَزِفاً

  فَهَلْ تُنَبِّئُنِي تَأْوِيْلَ مَا حُجِبَا

الأَرْضُ قَدْ بُدِّلَتْ , غَيرُ الّتي عُهِدَتْ

  لَسَوفَ تَشْقَى وَوَجْهُ الدّهْرِ قَدْ شَحِبَا

حَتْماً عَرِفْتَ مَرَايَانَا الّتي غَرُبَتْ

  فِيْهَا الشُّمُوسُ وَعُمْرُ الضّوءِ ضَاءَ هَبَا

ثَاوٍ مَعَ النَّاي كَمْ تُشْجٍيْكَ غُربَتُهُ

  والنَّاي أَنْتَ ومِنْكَ الجُرْحُ قَدْ رَهَبَا

يَا حَامِلَ المَاءَ للصّحرَاءِ في عَطَشٍ

  أَفِقْ فَكُلُّ جِرَاحِي مَاؤُهَا انْسَرَبَا

فَمَا عَرِفْتُ لأحلامي سواكَ أَخَاً

  وَمَا عَرِفْتُ لآلامي سواكَ أَبَا

ترنو إلى كلِّ شمسٍ أطفئوا دمها

  واستنْصَرَوا ليلَهَا مِنْ بعدِ مَا وَقَبَا

تَظْمَى لعلّكَ تسقي الضوءَ من غدنا

  إذا المآسي بنا استسقت لها السُّحُبَا

تروي نخيلَك من شريان غُربتنا

  مُرَمِّلاً عطشَ الأزمان و السَّغَبَا

لَأَنّكَ السِّنْدِبَادُ , اسْتَنْفَرَتْ لِدَمِي

  أحلامَها أحرفي , واسْتَتْبَعَتْ سَبَبَا

رَاحَتْ تعانقُ زَهْواً كُلَّ سُنْبُلَةٍ

  حُبْلَى ,ومِنْ عينها ماءُ الرؤى انْسَكَبَا

تسقي خُطَاكَ , وتخشى الجُدْبَ أنْ رحلتْ

  أزمانُه للمرايا حيثُ قد نُدِبَا

أخي أَيَا حَامِلَ الخمسين أغنيةً

  أَقَلُّهَا آيةً , ما في الهوى رَسَبَا

أخي أيا واهب الخمسين من يده

  نوراً تَغَشَّى دُجَانا حينما اكْتَئَبَا

يَسْتَرْضِعُ الوَجَعَ المِعْطَاءَ مِنْ دَمِهِ

  وَرَاحَ يُوقِدُ حَتّى ذَاتَهُ خَشَبَا

كُلُّ المسافاتِ تَنْأَى عَنْ مراسمه

  فَوَحْدُهُ سِنْدِبَادُ الشِّعْرِ مَا كَذَبَا

مَدَّتْ إليهِ مرايا البدءِ أَخْيِلَةً

  فَضَاءَ مِنْ نارها السّمراءِ وَالْتَهَبَا

مَا كَرَّمُوكَ ولكنْ كَرَّمُوا نُسَخاً

  إِذْ تَسْتَمِدُّ رؤاها مِنْكَ و الأَدَبَا

هذا الزمانُ اسْتَدَارَتْ في الورى أَسَفاً

  أحقابُهُ , صار مقلوباً و مُنْقَلِبَا

تَنْدَى لهُ مُشْرَئِبّاً رَغَمَ جَفْوَتِهِ

  تسقي مداهُ زُلالاً مَاءَكَ العَذِبَا

مَا جِئْتُ أَرْثِيْكَ لا يُرْثَى النَّدَى أَبَداً

  لا النُّورُ لا كِبْرِيَاءُ الشِّعْرِ لَوْ لَجِبَا

فَمَا رَثِيْتُكَ إلاّ أنّنِي كَبِدٌ

  مُسْتَرْفِدٌ مِنْكَ جُرْحاً ظَلَّ مُعْتَشِبَا

أَمْضي وأعْلَمُ أَنَّ المَوجَ مِحْنَتُنَا

  وكمْ عُيُونٍ لهُ تَرْعَى لَوِ احْتَجَبَا

لَكِنَّكَ السِّنْدِبَادُ المُجْتَبَى قَدَراً

  لا تَسْتَكِينُ ولا تَشْكُو الرؤى تَعَبَا



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *