جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 فضيحة "شِعر"

هيثم الأمين


..

فضيحة "شِعر"

ــــــــــــــــــــــــ

أنا... لست مجنونا؛

لا أحد يصدّقني؟ !!

إن شئتم،

سلوا الفأر الذي يشاركني غرفتي؛

هو يعرفني جيّدا

فكلّ مساء،

نسكر سويّا...

أحدّثه عن أصابعي  التي تدخّن كثيرا

و كيف أنّها تجبرني على ممارسة الشّعر

و لأنّه فأر مؤدّبٌ

يغمض عينيه، خجلا، كلّما سمع فضيحة " شعر" !

أحيانا،

أحدّثه عن وحدتي التي تسكن معي

و عن الجدار

الذي يحدقّ،

بنافذته،

في "فاترينة" اعتادت الوقوف على الرّصيف الآخر

و يستمني...

فنضحكْ !

و كلّما ثمل

-الفأر - 

يخبرني نفس السرّ الذي يخبرني به كلّ ليلة !

يخبرني كيف أنّه سيطلّق زوجته التي تنجب له الكثير من الجياع

و أنّه، بعد ذلك، سيهاجر إلى آخر الدنيا؛

إلى مصنع البسكوت الذي في آخر المدينة !

و حين نثمل

نغنّي كلّ الأغاني الوطنيّة التي نحفظها

و نشتم الحكومة !!

أنا... لست مجنونا؛

إن كنتم لا تصدّقونني و لم تصدّقوا الفأر

فسلوا كلب جارتي...

إنّه يعرفني كما يعرف عناوين كلّ حاويات القمامة

فكلّ صباح،

حين يعود من نباحه

و أعود من أحلامي،

نشرب قهوتينا معا !

هو يشرب قهوته بالحليب و حلوة

و أنا أشرب قهوتي سوداء دون سكّر !

و يحدّثني

عن القولون العصبيّ الذي يعاني منه منذ سنوات

فأنصحه بالابتعاد عن التوتّر و عن شرب القهوة مع الحليب !

يحدّثني كيف يكون لحم الأطفال،

المجهضين في حاويات قمامة الحيّ الفقير،

قليل البروتين و دون نكهة الآباء

و يحدّثني عن حاويات قمامة الحيّ البورجوازي

كيف أنّها تصلح أن تكون وطنا !

فقط، أمر واحد لا يفهمه !

لم الملابس النسائيّة التي تكون على حبال الغسيل في الحي الفقير

دائما، تُلقى، ممزقّة، في حاويات الحيّ البورجوازي؟ !

أحيانا، يعلّمني النّباح !

و قبل أن يذهب إلى النّوم

و أذهب، أنا، بكلّ ثقلي، إلى يومي الجديد؛

يوشوش لي:

لقد كان مضحكا، جدّا، آخر رجل زار جارتك في أحلامها...

ينبح قليلا

ثمّ يردف:

مازال كلّ رجال جارتك لا يحملون وجوههم معهم !!

و يضحك كثيرا

و لا أضحك !!!

أنا لست رجلا مجنونا

حتى و إن قالت أمّي عكس ذلك

فشاطرها، في ذلك، أبي

و حبيبتي !

إن كنتم لا تصدّقونني

و لم تصدّقوا الفأر و لا كلب جارتي

فسلوا الطّريق !

إنّه يعرفني جيّدا؛

يعرفني كما يعرف عدد الحفر على وجه الرّصيف !

هو الوحيد الذي يعرف عنوان منزلي

و عنوان عملي

و عناوين كلّ المقاهي التي أرتادها

و يحفظ كلّ الشّتائم التي أتمتمها، في صدري !

كما يحفظ مقاس حذائي و عدد المسامير فيه

و مقاس فتحة المسافة في أخمص عمري

و لا يخطئ، أبدا، زاوية انكسار ظلّي

و هو الوحيد الذي يسندني على كتفه

و يعود بي إليّ

كلّما أغوتني حانة

فنسيت عنواني و اسمي

و لكنّه

ليس مثلي؛

إنّه لا يشتم الحكومة !

أنا لست مجنونا؛

حتّى إن كذّبتموني

و كذّبتم الفأر و الكلب و الطّريق

فلكم

اصبعي الوسطى

سلوها

و ستخبركم

أنّي لست مجنونا...

أبدا، أبدا

لا تسألوا الحكومة...


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *