جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
شعرصلاح عبد العزيزمكتبة

ديوان نصوص للشاعر صلاح عبد العزيز

 ديوان


نصوص

ديوان :

أسقط وكتابها معى

              ( تقارير تفرض نفسها كنص )

صلاح عبد العزيز-مصر 🇪🇬🇪🇬🇪🇬

ديسمبر 2020 إبريل 2021

المحتوى :

1موت بلا جلبة يفسد المذاق.

2 فضاء / نص .

3 التجول فى الوحدة

4 المفارقون وحدهم هم السعداء

يا ذاكرة السمكة .

5 صل ملكى باتجاه العتمة .

6 أسقط وكتابها معى .

7 خسارة أن ينتهىَ العالم ولا أكون موجودا .

8 فى أقرب وقت ممكن .

9 أرض الماعت .

10  وحدك .  مرثية لفتحى عبد الله .

11 أن أرتكب ذنوبا أخرى .

12 لسنا هنا وحيث أن .

13 فى حين أن .......

14 تبادل أماكن ........

15 وجبات جاهزة .......

16 نص على ضريح.   إلى محمد المغربى

17 يناير .

18 أتجول وحبيبتى فى الخرافة .

19 الأعلى فى الأسفل والعكس .

20 مخلفات نظيفة .

21 دقيقة الحداد . إلى أمجد نجم الدين

22 الظن .

23 مكيدة لخروج آمن .

24 أحب الحواف الأخيرة للأشياء . إلى الشاعر السورى محمد صالح .

----------------------

تقديم :

كتابك للدنيا

حتما هوامشه

الدويبات فى الحقول والمرابط بنسيجها الأخضر

كلون نفس الإله

القرى ببواباتها والقنوات باستدارتها

وبرك النعاس الذائب فى عين ليل طويل بحاراتها

شمس تحرق الأفئدة

يلهث بها سمك النيل إلى البحر فى رحلة تطول

عرائس من حجر ومن قماشة حلم

تتفجر فى توابيتك الملقاة

لتاج الأفعى وتيجان أعمدة الكرنك وخيال الظل على بوابات المماليك ومدافن السيدة عائشة

........ مكتوب فى السماء على قمة الهرم وعلى الأرض فى حقول الثلج ،

مكتوب على القصائد فى الأزمنة البعيدة ،

مكتوب على كفى وأحجار عينى وأينما نظرت ،..

الأفق وخطوط الطول حينما تلتقى تلفظ اسمك ،

البراح فى المدن وداير الناحية عصب القوانين وروحها ، والكوانين المشتعلة بخبيز العام والسنط واللبان المر والصفصاف وغاب الترع الملون فى حصيرة جدى وكتان أمى وكستور العيد وباب الحديد وفسيخ شم النسيم والترمس والبصل الأخضر ، وعانة الملكات بفراشهن الوثير فى مركب نيلى يخطو نحو شمس أبدية فى رحلة الخلود ......

                                  هذا هو كتابك

-------------------

1

موت بلا جلبة يفسد المذاق

عليك وحدك

كما فى حالات كثيرة أن تظل فى سيرك

تتجنب الطرق الآهلة

وراء صيد يجرك طوال الليل

تظل متواريا

بين مكانين أحدهما

نظرة القرى الهاربة

والأخرى مدينة وراءك تغرق فى النسيان

وبينهما

تلك الطرق الخاوية

تتجاوزك القرى فى البراح

على بحر يشبه ما نهرب منه

كحيوان برى يخشى الغرق

كنت واقفا

الكلمات التى معك تطنطن فى أذنك

من مسام جلدك الرطب بالحكايات

على غير عادتك فى إنجاز قتل الوقت

بأقل تكلفة ممكنة

فى السحب الداكنة والأشجار

فى مباريات الركض

نحو السماء وهى تغيم

وما يدور أحيانا على فم الساقية

من كلام العشب وحواديت الماء

إستمع الآن لحديثك

بعيدا عن الحوادث اليومية

إختر طريقة الموت

طريقة غير معروفة استمتع بها وحدك

وأحرم الموت لذته

وأنت ذاهب

فرصة أن تجلب للموت بعض الحزن

بلا ضجيج

كأن تموت صامتا

وتدفن دون صوت

ولا يبكى عليك أحد

لا أحد يعرف عنك شيئا

سجلاتنا مطوية

كمغادرين

لا يُغفر لهم ولا يذكرهم أحد

كموت بلا جلبة يفسد مذاق الموت

تخرج للنهار من كتاب موتك

ومن عوالمك المنهارة

ما يجلب خصلة شعر تتعلق

فى الهواء

تتوارى فى ملابسك

الماء بعدما يغسلك

تزول

2

  فضاء / نص

بفراغ لا يجف

يظل ملتصقا بى

أشاهد كائنا ما وهو يمر

على نهر فى الفضاء

كما لو أننى غيرى

أحاول التملص لكنه يختفى فىّ

 كما لو كنت مدينة

تتفصد أحياؤها

ورغم امتلائى

أنا خاو تماما

بما يعجب البشر عادة

خاو بكل أجزائى

كمحطة

أخف من ريش طائر

مكتظة بمسافرين

أعبر من فمى

إلى عينى وأرى

خيطا من الصمت بين هياكل

العتمة يحاول المرور

إلىّ

ولأن الصمت

بثقب إبرة

يود أن يفسح لى المجال

ولا يرانى

تأتى أطياف وتذهب

أرواح/

أشباح/

خيالات/

تخرج وتستمر فى

التبدل والتحول

وعندما تشير

تنتابنى رعشة تبدد ذاك الفضاء

وهو

أيضا يظهر

ويختفى

أيد عالقة فى مشهد

هيولى /

فراغ/

عدم/

ولستُ هنا

... أقلام رصاص / أعقاب لفافات / مناديل مبللة / أمشاط / تكايات / أوراق ممزقة / بقايا خبز جاف / أنصاف أحذية / عملات صغيرة / جدران نصف تشطيب / دورة مياه متسخة / أكواب شاى متشظية /  قمصان معلقة /

بفمها الأدرد تأكل العتمة تلك الأشياء

إحساس يجعل الموجودات

أشباحا أيضا

وهى لم تكن غير فراغ نص

3

التجول فى الوحدة

غريب أن يأتيك ما ترفضه على الدوام

ليس فى الرفض المطلق أى ضعف

اللجوء لمثل تلك المواقف

يجعل النفس باهتة

غير أن مراسم الدفن لا تلائم

من يتجول بوحدة لن تفارقه بأى حال

ليس ثمة كيان مادى تستطيع أن تلجه

وبالرغم من ذلك

صنعت عالمك

فى خردة الذكريات

حيث لا تستطيع الرفض عادة

ومن ثم

تفقد مكانك

تفقد حواسك

تفقد جسدك

لكنما ذلك النص كقفص حديدى

تظل تسكنه فى اللازمن

حتى تحررك قبلة هى أقصى ما

تستطيعه فى ليلة باردة

فى اللحظة الأكثر روعة

التى تنتج نصا رائعا

تخرج مهشما كنثارات الضوء

تلك هى الشمس تأخذك

بين نقطتين

شبه مستحيل أن تصل إليهما

ومع ذلك تفقد عقلك عندما تنتهى

القدرة فى السفر تلك المسافة

كاختيار وحيد هو موت

وهى تلملم أجزاءك

تدفعك لمغامرة

بطيئة ومراوغة

واذا فشلت لا تخرج منها

تظل كما هى

أرجوحة تفتت ما تبقى منك

بين يديها

four

المفارقون وحدهم هم السعداء

يا ذاكرة السمكة

أستبدل ذاكرتى بذاكرة سمكة

لا تتعرف على الشص

لو أفلتت منه تعود إليه

إلى أن يصيدها صائد

ربما أبدأ بمقدمة مثل " فى خريف ما .........

كعادة الكتاب ......

........  فى خريف ما

نسيت ذلك لا أعرف أى خريف

تشابهت الأيام والفصول ربما

.........فى يوم ما

ومع ذلك

أبحث عن حدث أحكيه

لكننى استبدلت ذاكرتى

بذاكرة سمكة ......

...............................

...............................

كحفرة تنتظر العائدين

تفتح فمها

محاولاتى كلها تبوء بالفشل

فما من مرة إلا ووقع شخص ما

الردم أحيانا لا يكون مثاليا

أو أن إنسانا ما يقوم بحفرها

لذا التزمت الصمت

أقفلت نوافذى وشبابيكى

أعددت ألحفة البيات الشتوى

بعد مرور شتاءات عدة وجدت شعبا

فى الحفرة

التواطؤ مع آخرين يجعل الأمر عاديا

حين يمر خمسة وخمسون عاما من القحط

هى عمرك المتدلى من مشنقة الحياة المتدنية .. تكتشف أنك خدعت نفسك تسير بك الحياة

من محنة إلى محنة ..

محن لا تعد ولا تحصى ..

ومع ذلك

لا تنكر أنك سعيد بتلك التعاسات

حين تغيب ولو فى النوم ، 

والتى تجعلك كئيبا

إذ لا تملك أى حل للابتلاءات المتكررة

كلما صحوت منه .. 

ورغم أننا مفارقون

إلا أن البعض ينسى ،

هؤلاء هم الخطايا العشر

أعمار السلالة ما بين الخمسين والستين

تخطو إلى ذلك العمر بجسد مترهل

لا تعرف كل تلك السنوات كيف عشنا

دون أن نعرف تلك البديهة

حين تقارب ذلك العمر

لا تنضج كفاية

تكتشف أنك مازلت طفلا

لم أر جدَّى

جدى لأبى

و

جدى لأمى

السبب

تلك الوفيات الغامضة

كل الحكايات مقتضبة

التاريخ المنسى دائما هكذا

فجوات

لا تستطيع حشوها فى القصائد

لكنما السمكة تحدد المكان بدقة

البعض منا يحمل خطأه كالصليب

بعد الموت يتم تدارك الخطأ

زائدون على الحاجة

وفائضون كسقط المتاع ..

وأسأل ( كتعبير دقيق عن الرغبة الجامحة والشروع فى النسيان )

: ما الذى يجعل الحياة موتا ، والموت حياة؟!

فى وحدتك أيتها الوحدة يلوكنى البكاء ..

لا تغررى بى ثانية ..

ما يزعجنى أن هذا كلام عادى

يمكن أن يكتبه أى شخص

تنسى

أحدهم وضع عصا فى عينك

آخر خنجرا فى ظهرك 

يدك الممدودة ترجع بحصى فى فمك

لولا هذا الألم لظللت فى نفسك ولم تخرج

ولظلت أسنانك قادرة على قضم الماء ..

تنسى

وجوها ربما

نهرا أصبحت ضفته

ألوان العذاب السبعة

كمن يصلك بالضفة الأخرى

ترْك هذه الدنيا لون من ألوان البهجة لا نتحمله

هكذا بدأ الفساد والمفارقون وحدهم

هم السعداء ...

 

ما العائد الذى حصلنا عليه

أو العائد الذى سنحصل عليه ..

الأمان مثلا ..

كيف وأنا أخاف المشى مفردا بالنهار ..

حين أغراك أمل زائف فى مستقبل أفضل ،

الذى خُدعنا فيه والذى نتحدث عنه

 ( بكره ،

 بعده ،

الصبر ، )

من أجل ماذا ..

ليلا ونهارا

سنوات ولا يأتى

حين تنام المدينة

تغلق نصف عينها

تقضم تفاحاتها

تتركنى لأرق وارف

على تلتها يجلس الشاعر

كأنما يمسك نارها

وكما تتحملَ نساءها

تتحمل تاريخا من الكذب

الغارقون فى الحفرة التى صنعتها

غير قادرين على ممارسة طقوسهم اليومية

تلك المشاهد كمن يفتح صنبور غاز

حيث تتحول البنايات إلى

جنيات عشاؤهن من دمى

هذه الأعشاب التى تورق

تمضغ ما تبقى

غير أنى أستعيد الوعى

وألملم أجزائى التالفة

وأنا عائد مع العائدين

أحملنى لصباح يوشك أن يغادر

صباح تأخر كثيرا

 

الآن عرفت

كنت أخاف وأنا صغير وأحذر التعريشات

على جانب البحر

يأتى الموت كالذئب يا عزيزى

يأتى دون أن تحس

هل تذكر حكاية الذئب

هو هكذا

الآن أنتظر الذئب القاتل

من أى اتجاه سيأتى

فى أى وجه

 

القناطر تفتح بواباتها

للأعشاب كى تبحر للشمال

النهر الذى يسير ليس هو

النهر الذى أجلس عليه

كما الوحدة التى تنشدك

كما

حصوات فى طريقى

حصوات فى فمى

حصوات فى الكلى

حصوات فى المرارة

العالم كله حصوة فى عينك

لست حاقدا طبقيا يا عزيزتى

أنا أيضا أملك سيارة

ودفتر شيكات

وعندى عملات مختلفة

وبضع بنايات يستأجرها التجار

والمرابون

وإذا مشيت فى شارع يتحلق

حولى سائقو التاكسى

لست طبقيا

ولا أحب أطباق الفاصوليا

ومفروم اللحم

أحب فقط أن ينعتنى أحدهم

بياباشمهندس

أنا ابن الطبقة الكادحة التى نامت

بلا عشاء

شرابها الماء من الفخار

ومع ذلك يحق لى أن أكذب قليلا

ماذا يهم

أنت أيضا

تغيبين منذ غروب الشمس

وحتى الشروق

فى ذلك الغياب أركب سيارتى

أتيه فى أكاذيبى

ولا أسألك حتما

أين أنت ..

أنثرى أيتها السحابات بعض مائك

عل البحر يرتفع

عل موجة تعلو

عل أطرافها تبتل

علها تنجو من الوهج

لنجمة بحر وحيدة

الشاطئ منعكس فى رئتها

تئن

المد بعيد

وأوان الجزر طويل

فى وقت ما كانت فى الأعماق

كانت ملكة

كانت ملاكا

خطوة من الماء واحدة

أزرق الماء على خطوة

تكبر على أطراف ضعيفة

لو لم يكن الرمل مبللا

لأكلتها الشمس

العشق ما بينى وبين البحر

تعوزه الشفقة

يا لأطرافى

لم أكن مهيأ لكل ذلك البعد

وأنت أيها الإنسان

لماذا تسير وحيدا

لماذا كلما انبثقت شمس

تذبل وردة

هكذا بدأت المجاعة

من راوغتنى

فأدمنتها

وحيث لا أحد

كنت فى وجوههم أتقلب كحصى ،.

وأخاف البحر

يا ذاكرة السمكة

لا أعرف ماذا يحدث هناك

لأننى مشغول بهنا

بأسوارى وضلالى وفبركاتى ..

المدهش فى الأمر

أنك تعلق فى مكان

تبارحك قدماك

تستجيب لصوت باهت

وملئ بالصفرة

ليس عندى ضوء أزرق

فى حضّانة أيامك

كمريض باللعنة أو صاحب حان

فى حى شعبى

أصعب ما فيه شراب جيد

أحيانا الضوء الأزرق لا يفعل شيئا

خلط الشراب بالماء

يمكن أن يفسد علاقتنا

أريد الشراب صافيا

والبن صافيا

والماء صافيا

لا تزعجينى

بباب مفتوح

ولا بشباك

أحب الأشياء صافية

خارج الفصول

ونتيجة العام

حيث الألوان ليست صافية تماما

التوحش على شاشة التلفاز

يجعل العزلة خاطئة

ما عندى يكفى احتراق عدة ميادين

خارج الكوكب

كإطلالة غامضة قبل إغماضة أخيرة

على مشهد النهاية

المراؤون وحدهم فوق القانون

وتحت نعل القوانين كلها

الأشخاص الجيدون

وحتى آخر نفس

تحت نعل المخبرين

يموت آخر فرد فى المعتقل ..

رائع ذلك الخليط من الطعام الفاسد

الكون يلزمه استراحة ما

كالضمير تماما

غير أن استهلاك النظام

فى فمنا له طعم خبز ساخن

الشراب أحيانا يأخذنا لمناطق حساسة

نعود منها أكثر هدوء

وأقل عنفا

ننسحب من الميادين حيث الصخب

ننام فى حارات تضيق

ولا نفعل أكثر من ذلك

الخارجون على القانون يمكن مداراتهم

ستعطيهم السلطة بعضا من الكعكة

ليكونوا كرأس حربة فى المعارك اليومية

مع الرغيف والتموين والانتخابات

ومظاهرات محدودى الدخل ..

أمسكت لسانى

كى لا

يفر من فمى هيكل عظمى

والقائمون على المصالح

على أعين الجميع يرتشون

يستخلصون أوراقا ومستندات

بالأجر فوق الاجر

الكلام صوت صامت

والمعانى أصوات خرساء

أعود والأمر كما يبدو

الأشجار فى نومها

والطرق هى التى تسير

ينفرط الإسفلت إلى رمل ومجرات تائهة

قدمى فيها لغز

لا أثر فى رمل الوقت

تحولت المسافات إلى ورق مطوى

شبيهة ضوء الشمس *

منى السلام

وإليك السلام

وعلىّ السلام

وإن متُّ من داء

فإلىّ السلام ..

----------------------

هامش :

* مؤنسة مجنون ليلى

وإن مت من داء الصبابة أبلغا

شبيهة ضوء الشمس منى سلاميا

5

صل ملكى

باتجاه العتمة

هدأ رذاذ البحر ولا ثورة فى المقابل

تحصرك الصحراء

ضائعا بين رمالها والبيوت الفقيرة

لا ماء فى الآبار ولا غيوم

ستحط على ربوة الكهوف ؛

لم تعد تمد يدك 

تشعر أن يدك قطعت

وألقيت فى سلة قمامة

حيث أكياسا فارغة تخرجها 

ومهملات ترفض المغادرة

يدك تمتلئ بذكريات أناس طيبين وأشرار

منهم نساء غبيات عبسن فى وجهك ؛

كنت تلم أجزاءهن

وما تطاير من أرواحهن

كجامع تذكارات

تعبئها فى زجاجات ريثما يعدن

من تركن جثثهن على قارعة الطريق

كن على موائدك

مغنيات آلاتهن الصخب والنكات

والشراب الردئ

كن أكثر من أصدقاء

قبل أن ترحل باتجاه العتمة

كنص مفقود ؛

تكتفى بصيحات البرابرة

فى مكان ممتلئ بحلفاء قصيرة

تحت قدميك الذى تسمع صوته ولا تراه

ربما كان أنثى تائهة

الإناث غالبا أخطر من الذكور ؛

عدة حيوات تهبط للدنيا فى مقابل

عدة حيوات تغادرها

هذا التوازن بين الصعود والهبوط

يُحدث التقاءً فى نقطة ما

فيها تتفجر كافة الفنون والرغبات

ولأنك على فوهتها

لا تحذر السقوط لذلك الجنون المحض

تظل فى ذلك الوهم

كصل ملكى

رأسك فى الأعلى

ونصفك فى الأسفل ؛

 

تريد أن تعرف كيف

هى

وردة نار على الدوام

دائمة النزف

لا تهدأ ولا تستقر

لا تريد أن تهاجر

كيف شكلها وكيف فى غيابك

يأكل البحر اليابسة عندما تشع

يصعد النهر إلى منبع

تبحث عن مصب

بسبب ملامسة الغرباء

يبدو بعيدا

وهى

حين تبتسم 

تتهدم

وأنت على حافة الموت تتجرع فراقها

تنسل روحك من خلال فتحة قميصها المبتل ؛

مشكلتك أنك لا تستطيع

أن تتخيل المصب ولو فى بحيرة

المنبع والمصب تخيله

لا فرق بينك وبينها

مجرد حجر فوق شاهد قبر

تضع روحك فيه

وهى

عتمة مباركة

ولأن الحجارة مخزن التاريخ الصامت

لا يقربه أحد ولا يهدمه أحد ؛

6

أسقط وكتابها معى

تأتى سماء وتلعق أصابعك

وهى

تبرز من جنبات الصخر

أصابعك تلعق السماء

ربما الحجر يفضى إلىّ

ربما أفضى إلى الحجر

نستمع سويا لصوت يرقات

ينهض الحجر

ينهض ككتاب ليخبرك

كيف تغول البرابرة

وتوطن الغزاة

كيف ضاعت اللغة فى متاهاتهم

على جلدك بارز وغائر

ضاع الصوت وبقى الشكل

الوشم أحيانا يفضى إلى حقائق

تحتاج إلى توضيح

أنت الواضح كالشمس

فى الجنوب المقفر

تنطق بما ينحته جبل

يمد ذراعا

إلى حدود الكون

أسقط

وكتابها معى

لا أسقط حتما إلى أسفل

بل إلى أعلى وأعلى من قامتى

وأسقط يا حبيبتى تحت قدميك

عمرا كاملا

وأسقط كما يسقط الفلك

7

خسارة أن ينتهىَ العالم

        ولا أكون موجودا

إذا مشيت فى اتجاهات متعددة

تفقد توازنك

تتفسخ ويأكلك الزمن

لم أجد إنسانا بعد يفعل ذلك

غير أن ما تراه مناسبا

يصعب على غيرك النهوض به

يأخذ أشكالا مختلفة

لن تخرج من كوابيسك إلا على محفة

بعض تلك المحفات لا يحملها ملائكة كما تظن

الصعب فيهم أنهم لا يرونك غير قصة أو قصيدة

سيرة الشاعر لا تنتهى بموته

كسيرة البطل فى رواية إغريقية

ملك إيثاكا مثلا

كان قاتلا محترفا

عندما اخترع فكرة الحصان

الفرق بينك وبينه أنك ظللت العمر تائها

وليس لعشر سنوات

دون أن تفقأ عين ودون دم أيضا

البعض ترك ملابسه وسار عاريا

لن يمنحك هدأةً

نظراتُهم وهى ترف

تأخذ شكل مدية لمحارب من الويكنجار

يعيش بمعزل

لا يقابل أحدا ولا يمد يده لأحد

يتحدث من وراء الباب

على وجهه قناعان

لا بأس من أن يكون بعيدا عن مديته

لا بأس أن تكون المدية بعيدة عنه

من يعشق الجمال

ويفعل القبيح

قريبا سوف ينتهى العالم

المحزن فى الأمر

أن ينتهىَ ولا أكون موجودا

ما الذى سيتبقى منى

بضع كلمات تتعرى على الصخور

لقد جئتك لأشهد جلالك*

لكننى جئتك بجلالى

بجسدى وروحى

المؤسف حقا أن تنفصل عن كلماتك

وتذهب

كأنك لم تكن

جسدا

ولم تكن

روحا

-------------------

هامش

* من كتاب الموتى

eight

فى أقرب وقت ممكن

الغيبة الطويلة لصديقى

جعلتني أحبه أكثر مما كنت

ليس لأنه يسمعنى ؛

بل لأنه دائم الصمت

ولا يعنيه كثيرا ما أقول

وإن كان كسيارة تمضى بسرعة

إلا أن فى إمكانه أن يخدش الهواء

برئة سليمة مثل حبل غسيل جديد

ما مر يلزمه استراحة محارب

على الطريق كى أقول له

أن ذلك الهدوء لا يليق بلقاءاتنا

التى تنقطع بمجرد الكلام

الروح

الكائن المشع الذى يظهر أحيانا على هيئة طائر

ولها مكان فى جسدك عادة مخفى

كنت أقول له :

من النادر أن تجد مزاجا مناسبا

سوى رغبة الشخص أن يكون آدميا ،

إذا كان الجسد سليما

ربما تتجمع .

هناك أشياء لا نعرفها

كيف تتكون من ذرات

كيف تدخل الجسد

وكيف يتحرك بها وهى لا تُرى 

غير أنها كالكهرباء أحيانا أو كالأشعة

نحسها ولا نراها .

لو كان من خشب لكان أفضل

لو كان من حجر لكان أفضل

لكنه من جلد ولحم ودم

روح مخبأة ،

عليك استعادتها من لفائف قطعها الزمن

آلاف القطع ونثرها الهواء فى أركان المعمورة .

فى الواقع أن ترميم شخص عمل صعب

تحتاج أحيانا لأدوات قاسية وإزميل

ومعاجين من الرغبة الملحة لحياة متفجرة

من زاوية ما

ذرات الروح ليست بمشكلة

بقدر ما

لو كان الجسد مهترئا من جراحات قديمة

فى الواقع كان الجسد مهملا كمومياء

فى أقرب وقت ممكن سأبدأ ترميم شخص

ما لم يكن كائنا

ولم يكن سوى مادة لا تصلح على هيئة شخص

ظل يراوده الحلم أن يكون آدميا

nine

أرض الماعت

ليست الصحارى ملجأ وليس الماء بقريب

هنا الحجارة تنشق عن سكن ومأوى ،

برك من الطافحين ، ماء من حجارة الأولين ، أبناء الرمل والطين والفخار ونار الكوانين ، وبسمة الأمهات على الشجر ، بعيدا عن القوادين وموقظى الأرواح الخبيثة لموتى بوزن ريشة

ساعة القيلولة تفرضه الشمس

من العطش النازح

وابتهالات الزروع

والطيور الذائبة فى محاجر العيون

والصلال الواقفة فى منتصف النهار

لو تقبلين

فى انسياب الأرواح المتعبة

فى النوم تحت الشجر الوارف

موعدا

لظلمة مضيئة

تجربة موت صغيرة

نحياه بمقدار ونصحو على فوضى

رديئة هى الحياة بعد النوم

وجميل هو الموت المؤكد

إهبطوا

لكم الذهب المدنس

لكم أوانى الطبخ

الضحك فيها

رحلة ليست منتهية

فى الطريق إليك أيها الموت المقدس قابلت تنينا حشر روحى بأسنانه وقعت فوق سلحفاة واقتادنى إلى أرضها الصل الكبير هناك مايشبه الملائكة اندملت جراحاتى نبت لى ذراعان طويلان للساقية ورجلان سريعتان لمطاردة البط فى البرك فتحت فمى لك لم ألفظ بقول ردىٍّ

أيتها الريشة بجانبك سأقدم دفتر حسابى نحن قاسينا المعاناة من شروق الشمس لغروبها فى الحقول وليتك تهبطين أيها الكنز المخفى أنا ابنك وحارسك وصانع الشادوف والفخار صديق الطيور والثيران فى جنة النهر مرحبا أيتها السلاحف أنا صديقك أيتها الأرض .

10

إلى فتحى عبد الله

.. ..

وحدك

.......

لماذا تسير وحدك يا غلام

الأصوات المكسورة

كراية منكسة

تأتى من بعيد

وطبول من الأدغال تسير فى دمك

تبلل قميصك الأخضر

الإشارات واضحة

الريح تركض

والطرق ملتوية

وفى الأحراش لا ينوب عنك

سوى ظلك كعطر بعيد *

يهبط الشعاع درجة ترتقيه لآخر الدرجات

لآخر رحلة وحدك

فلا أنت قاتل ولا أنت مقتول

غاب قمر أبيك

وأجران القرية تناوؤك وصديد الصوت

لا يخجل من مرور الفراشات

تلك الإشارة

أن تمر الفراشات على وحدتك بين أصابعك

تحملك للنهاية

إلى ذلك الضوء أيها الغلام

وحدك تنام

تفرش صدرك للطيور

من حانة المدينة

إلى حانة بها الملائكة

يغسلون قدميك

على سريرك العالى

سريرها ها هو لك

متى لاح لك وحدك

أو إلى اللانهاية

ما لا نراه على سنابل قمح أبيك

وما لا يمده القمر لغيرك

ترتقى لحبيب يملأ جيوبه بالورود

ويسألك :

أين الفراشة التى اصطدتها أيها الغلام .؟!.

---------------

* نص

عطر بعيد

للراحل

فتحى عبد الله

eleven

أن ارتكب ذنوبا أخرى

قبل أن يتحول الرب إلى خيمة

كان وحيدا

ومن الوحدة كانت المخلوقات

وخلق بعدها الذنوب

ذنوبى الجميلة

فى أعلى وضعت عينى

وفى الأسفل

توالدت فئران

نسحب الدفء عند عناقنا

من الجحور

وعش اليمام

تلك هى البيوت

حضن دافئ

أفران من النسل فى الغد

وبالأمس

كان اللهو مباحا

كنا صغارا نخدع الكبار

بألعابنا

كنت عريسا

كانت عروسا

بيتنا من الطين

تحت خيمته

اللزوجة فيه كما حلم

أرتكب ذنوبا جميلة

ولا أحاول إخفاءها

لأن الله يريد ذلك

ضحكت

مع أشعة الشمس لوهلة أولى

ومصاحبة هواء يخجل

دون أن تحس إذا ما لمس وردة

كنت أحس

وكانت تحس

النسغ فى التويجات

12

لسنا هنا وحيث أن

بما أننا لسنا هنا

وحيث أن الهواء يتنفسنا

وكم كنا وحيدين

إلى منتصف الحياة حين رحلنا

ومنتصف الموت

فى كوب الوقت لا شك أننا غرقنا

وامتصنا العمر ولا نعلم

أن شبحينا ملتصقين على جدار هش

يا ترى لو

فكرنا أن نستغنى عن أسمائنا

وملابسنا

هل سنكون بشكل الملائكة

ٱو الحيوانات

أو حتى الطيور

أو مخلوقات وضيعة

أو أى شئ

مؤكد أحيانا نفكر يا حبيبتى

أن نصبح مثل تلك الصخور

نعيش مليون عام

ولن نفكر مطلقا فى الدم

واللحم والعظام

..

هؤلاء البشر

ولا ريب خارج سياق النص

لا نعترف أننا أبناء قاتل

الصلصال

ذلك التراب الذى صنع منه الرب آدم

بكافة عناصره

تسرب إلينا

فإلى التراب نعود

كأبناء القتلة

من يحبون آباءهم غير مدركين

أن الجريمة لا تفيد

نصنع آلات

لنختصر الوقت والمسافة

لكننا فى ذات الوقت ندرك

أن طاقتنا على الاستيعاب تقل

وبرغم خيالنا العلمى

نهرب من فكرة أن تلك الآلات

تستعبدنا يوما بعد يوم

لا شك يا حبيبتى أنك

تحتاجين آلة حلاقة

حيث أننا صلصال

نبت له شعر

من يفكر فى مثل تلك الأمور

يحق له التواجد فى أعلى قمة

ليس فيها ثلج ولا نقص اكسجين

على قمة العماء

يلوح ببنطال فى يده

وعلبة صفيح يستخدمها كطبلة

حيث ذهب العقل واخترع حبيبة

بحجم كارثة

ويا حبيبتى ابحثى معى

هل كان آدم يستحق ذلك

ومنذ أن قتل هابيلَ قابيل

ونحن نتوارث الجريمة

السقوط من القمة إلى الحضيض

لا شأن لى به

ومع ذلك مازلت أسقط

مع أنى لست هنا

فى مخيلتك سراب شخص

تتمنى أن تستعيده

تتلقاه فى كفك كقرش

يمكن أن تكون الملك

ويمكن أن تكون الكتابة

ما حدث مع أبينا

يمكن أن يكون كذلك

thirteen

  فى حين أن ......

من المضحك

أن تحكى عن حياتك

تظن أنك تمنح الآخرين بعض السلوى

عادة لا يهم ذلك

إنهم مشغولون بقصصهم

التى يودون أن تسمعها

الأذن أحيانا بلا فائدة

اللسان ذلك الذى يود العاقل قطعه

كفيل بقتلك

ليس بالشيخوخة بالطبع

المهم فى بعض الأمور

أن تتجنب انزلاقا على إسفلته

فما إن تتوسده

حتى تجف روحك

بفعل كلام تسرب من خزنتك السرية

يصبح غازا مشتعلا

تتدفأ منه ربات البيوت

فى بعض الأحيان أزعم أنى شاعر

تعجبنى نفسى جدا

تنطفئ القصيدة بين يدى

فى لحظة إشراق

أخرج منها إنسانا عاديا

تخرج منى قاتلة

فى الغالب

يسكننى قط جائع

يكتب نصا ليس ببالى

الواضح أن

أشياء أخرى تهمنا

غير الحب الجسدى

كوضع الحَب للكتاكيت

والماء للعصافير

وإغلاق النوافذ فى وجه متلصص

واستضافة ممثلات الإعلان

لحين إذاعة النشرة

هى تفعل ذلك

وأنا أنظر لمنحنياتها

ما يهمنى تلك اللحظة

لا يهمها

فى حين أن أشباحنا فى الداخل

نائمة ولا يعنيها غير حرارة النوم

والدفء تحت غطاء الجسد

لا يمكن للفعل أن يكون بلا مقدمات

وضعتُ الماء للكتاكيت

والحَب للعصافير

وعندما نمنا

انتبهت

كنا مرئيين فى عالم لامرئى

الواضح فيه

تلك الكتل الدموية التى تتناثر

فى المدن البعيدة ولا تجد أسماءها

فى حين أن أحوال الطقس

غير صفحة الوفيات

يرتبك المرور حين تسير المواكب

فى حين أن

كسائق موتوسيكل

فى جائزة الرالى

حطمتُ المضمار

كان يجب على الموكب أن ينتبه

للتقاطع الجانبى

إهمال علامات المرور خطأ لا يغتفر

بمسدس جانبى

أردى حارس الرئيس مواطنا

كانت له شكوى بسيطة

بمسدس جانبى

أردى حارس البارجة الأمريكية

صيادا فى قارب

كان يريد بيع سجائر للجنود

بمسدس جانبى على قمة الهملايا

مات متسلق

ما أكثر المسدسات الجانبية التى نحملها

فى حين أن البعض

أهمل تلك الناحية

حملَ مسدسا فى كل جانب

المبالغ فيه

تلك الروايات الحائزة على نوبل

تخرج أحيانا من إطارنا

وتسبح فى حضن أبناء العم

كنت آخذ بيد (الدرة)

لكنما تململ من الرصاصات

محبة الرصاص على تلك الشاكلة

واجب قومى

يظهر فى الروايات الخائبة

والحاصلة على جائزة الهيئة

فى حين أن قاتلى الأطفال

يقتحمون الحدود

الوحيد

من يغرس أنيابه فى الهواء

خذ يدى وعضها

لن تصبح وحيدا بعد ذلك

وأنت كمصاص للدماء

لا تتركنى للألم

علمنى كيف أعض

بذلك نتساوى

فى القهر

أو

فى العدل

( أقدم معاهدة سلام فى التاريخ )

فى العالم أشياء متضادة

قول مأخوذ عن :

وبضدها تتميز الأشياء

لكنى الآن أعرف

اتجاها واحدا

يبدو أن الحسن الصباح يتكلم

وأنت فى حضنى

سقط التفاح

وجذبتنى الأرض

الفيزياء عادة تفقد ملامحها

وأنت بعيدة

ولا يمكن وسط المعادلات الكيميائية

بسبب شجرة يسقط آدم

وبسبب تفاحتيك

أنا مثل نيوتن تماما

اكتشفت الجاذبية .

14

      تبادل أماكن

مغمور بالحزن

كلما حاولت استضافة فرح

تحول إلى ميتم

كنت متواجدا

وفجأة

هؤلاء التعساء محونى

لم تبق غير عظامى فى الأطباق

حتى اسمى تمصمصه الشفاة

كنتُ جائعا

غير أن جوعى ليس كجوعهم

من أجلك

الجسد أحيانا يفعل ما لا تفعله

الروح

أن توازن بين المتناقضات

يعنى أنك تخلصت من الشيزوفرينيا

فالخطأ أن تكون مثاليا فيلتهمونك

أظن ما حدث

ليس سرا .

الجوع أن تستمر فى التدنى

تجعل مَن حولك

لا يرون

حتى أن المتسامح الوحيد

فى حياتك

مجرد شبح

لا يراه غيرك قط .

تتجولين فى غرفة عمرك

تقطعين مسافات لا تشعرين

أنها طويلة

وبرغم إرهاقى معك

كل يوم

تكتسبين أعداء جددا

نوع ذلك التجوال

يجعل المسافة

بينى وبينك

لا تشيخ .

من لا يحب

يظل متشككا فى الجدوى

من لم يضع نفسه مكان الآخر

الثقة بالنفس

مدخل لقتل الحب

خسرت كثيرا

عندما وضعت نفسى مكانك

العمى الذى انتقل لى لم يكن منى

الحنين أيضا

يخلخل التوازن بين

الحب والكراهية

تجعلهما شيئا واحدا

لا ننتبه إليه .

تنظرين من فوهة الصمت

تجلسين على حافته

ليس مهما أن أرى أو لا أرى

المهم

أن أوقاتنا من النقيض للنقيض

كالصمت تماما

حين يقضم منك الروح

مصمصة الأصابع

مثل تلك اللعبة

كأرواحهم الذاهبة للجحيم .

15

وجبات جاهزة

اللحظة التى تصابين فيها ب(الزغطة)

هى أنسب اللحظات لقبلة طويلة

فالحياة بلا حب

تظل منخفضة التكاليف

ذلك يعنى أن البخل

هو أبشع ما فى الحب

وأننا فى لحظة معينة نتخيل

ما لم يكن

فى ملمس شعرك الحرير

تعجبك يدى

كأن الحب ينتظرنا على الباب

نأخذه من يديه

كنا أطفاله

ومع ذلك ذهب منا

وأنت تبدلين ملابسك

فى الحمام

الحب أحيانا يجبرنى

أن أغرس لك شوكة وملعقة

فى الأندومى

بعدها

أصبحتُ وجبة جاهزة

ومع ذلك

بائع الأحلام

فى حلم زارك منذ قليل

لم يكن يعنى

أن شراب المولتو باللبن

هو أفضل الوجبات

أحتفظ بشيكولاتة

دائمة لك

سندوتشات هامبورجر

مع المخللات

يجب الثقة بى

طالما القبلة أحيانا

تعطى طعم تلك الأطعمة

التى لا أحبها بالتأكيد

إنما يجب أن نتظاهر بأننا

نأكل ونشرب

المعيشة فى الأحلام تتطلب مثل تلك

الأمنيات

وأظل منتظرا لحظة (الزغطة)

16

إلى محمد المغربى

نص على ضريح

يأس الدرويش كفيل

باحتراق أمة من غلالة الرقة

يذوب فى فمه

نص على ضريح .

توارى الحزين

ونصه الهائم ألف عام

يريد الرحيل ولا رحيل

فى ألف عام تمدد النص

صار هيئة

مشى فى السوق يأكل الطعام

ينام فى عراء رايات المدينة الحمراء

ينثر أولاده فى شقوق الجبال .

ممدد على أرصفة الغرباء

فى حان

الطيب فيه كأس نبيذ

تعتصره العذارى بأرجلهن

حين ينضج (الحصى)*

شربت منه كأسا

فدلنى إلى كرم بهيج .

ليس كل ماض هو أسود

بل عزاؤنا أن النجاح أو الفشل

كان مرهونا بآخرين .

النبش فى الماضى أحيانا يجلب الصداع

ليس إلا

أما بالنسبة للشاعر

فهو كنز من الكتابات

رغم الآلام التى يجلبها .

نحن إنسانيون أكثر من اللازم

والشاعر هو الإنسان الوحيد

الذى تتساوى داخله الأشياء المتضادة

أو هكذا يجب .

المبررات أحيانا تجعلنا نخطئ

كما أن جلد الذات يصيبنا باكتئاب

فيا إلاهى

خذنى من الرحيل للرحيل

لا أستطيع التورط أكثر من هذا

قلبى بعدما شاخ اخضر

وأنا لا أستطيع تحمله

سأنفجر .

....................

* إشارة

عبارة لمحمد المغربى

17

يناير

خلف الوقت تنبض ساعة الحائط

تلك التكتكات تظل عالقة

إلى المحيط

القارب الذى يود الإبحار

على رصيف الموج وحده

وكمسافر أتعبنى الطريق

أثقبه بوقت تالف

فى هزيمة محددة سلفا

عالم من البؤس ينضج

كنا أشلاء نحاول المرور منه

أخذتنا الدائرة دون سابق معرفة

العين الزجاجية فى هامش ما

إلى مركزها

تفصلنا عن المعقول

ولو أنك فى فم تمساح لن تعرف

الوقت بأسنان تطحن أحلامنا

بغير رحمة

لا وقت

لشعور أفضل

لا اختيار من متعدد

لا سؤال فى الأصل

لا ورقة إجابة

حيث يكون النص باردا ومخيفا

تسقط كنثارات كتاب

تخلصت منه للتو

آه يا شجرة عمرى التى لم تظلنى

ولا أدفأتنى من برد

ولا أخرجتنى من يناير

ألا تظنين ملمسك الغائر خاويا

كانحناءة ظهرك وهذا السطر

( إنى يا إلهى لم أجع ولم أبك أحدا ، وما قتلت وما غدرت ، وما كنت محرضا على قتل )*

ذلك أنى قتلتك عندما تلفظت باسمك المقدس فى خرابة ما الواضح لى أننى كلما توغلت فى قراءتك تتلبسنى الجمل الخفية وأظل مفردة تائهة

أنا سطر يفر من كتاب

معقول هذا اللامعقول

----------

هامش :

طوبة ( تاعب بالمصرية القديمة ) من الشهور القبطية ويوافق (9/10 يناير)

* من كتاب الموتى .

18

أتجول وحبيبتى فى الخرافة

للذين لا يعرفون مقدار الخطأ

كأن تترك حبيبتك ساعة

تشاور نفسها

هل تختفى من حياتك

أو

تظل معها بلا حياة

وتكتب ذلك فى ورقة وتلقيها إلى النهر

كفعل النساء العجائز

إذا ما أردن التحكم فى مستقبل العلاقة

لا تنسى أن حبيبتك لم تلمس الورقة

الشئ الأكيد أنها لن تضر ولن تنفع

فلا تخطئى يا حبيبتى

وتعبرين الجسر

عند ذلك يكون الألم

ذلك الرباط بعقده الكثيرة

التى لا تفك

من ينزل البئر فليحضر تلك

اللفافة

أظن أننى فعلت شيئا سيئا

لم ألتزم بقبلة الصباح

ولا أحضرت فطورها

لم أغسل قدمها البارحة أيضا

نسيت بمقدار محبتها

جلست

على البئر ولم أفعل شيئا

ربطت خيطى على شجرة

وها هى الشجرة تبكى

فى سريرى أقرض أظافرى

من البارحة

أشاهد العقارب فى حذائى

لليوم السابع

مع صياح الديكة

يظل وهمى أنها آتية

لكنها فى مساء اليوم الفائت

أيقظت الشجرة

وقطعت الخيوط

تنجذب لتلك الحوائط

بفعل ورقتها المثلثة

من يرسم تلك المربعات يعرف

أسماء أمهاتنا

والمغفل الذى لا يعتقد ذلك

يظل فى متاهة

حاضر أم غائب

أو

حاضرة أم غائبة

وبينكما

ينتظر

هؤلاء المعتوهون

 19

الأعلى فى الأسفل والعكس

لى موضع فى السماء مع تلك النجوم

وبما أن الأرض مستديرة يعنى

أنك ربما تكون فى الأسفل

نسبية أينشتاين جعلت الأشياء تتموضع

فى الذات

واللغة نفسها أصبحت نسبية

النجار عندما يصنع دولابا

لا يحس بذلك

التناغم أحيانا للذين يعذبون المادة الميتة

أما الحية تظل فى نسبية الأشياء

بين السماء والأرض

عندما تدركين يا حبيبتى أن الخرزة الزرقاء

هى صفة المقبلين على العمى

ربما حينئذ

تبحثين عنى

فى الفضاء الشاسع

تتوهمين دقا على الباب

- من ؟

- لا أحد .

أدخل ولا ترين

أجلس ولا ترين

أعبث بصدرك الرطب

وبطائرين ينقران أصابعى

يهمان بالخروج

أخرج

كمن فقد ضلعه فى معركة ما

وترك أنفاسه عليك

كبصمة لا تزول

بفضل تلك الأقفال فى عروة الثوب

وبعد انهيار الضوء بقليل

فى المدخل وراء الباب

نسرق قبلتين

إلى أن نصل إلى قدس الأقداس

فى الأزرق الخفيف 

الرغبة جامحة ومهدورة

ولا ترغب بالإيذاء

يقيناً أن جسدك اشتعل قبل أوانه

وأن زهورا حمراء ذبلت فى مخيلتى

آه يا حبيبتى لو تنصتين

لما كان هذا العدم

20

مخلفات نظيفة

ما يدفعنى لإزعاج أرنبين

يتيمين بقبلات

تصرخ فيها صاعقة

والذى نفسى بيده

لم أكن اعلم

بكل تلك الآلام

بينما تمر يدى على صدرك

ولا أنتبه

أرضع

حقولك التى تحولت إلى لبان

كما أحتاج إلى تدوير الحكايات

ومع إزالتى عن طريق الموت

عدة مرات

لا أعبأ أحيانا

بالشبه بينى وبينك

هذه الأقوال المتناثرة

والتى أستعين بها

لا تبرح عينى

والذى يقرأ لابد أن يدرك

أن كتابك المفتوح

سبب الفوضى

بيديك الدافئتين أنا نهرك

ومنى يتسرب شعب فى شقوق

أرضك الشراقى

وعلى ذلك

كمخلفات نظيفة

تغمرنى الحكايات

من هنا ومن هناك

المهم

هذه العلامات لن تنمحى

ما بعد الفوضى

أنا واحد

فى كتابك

وهكذا يتسع العالم

21

دقيقة الحداد

إلى أمجد نجم الدين

فى دقيقة الحداد

جلسنا دون أن نقف

وضحكنا ضحكة مريعة

كل من يسمعها يضحك

هناك مقاعد خشبية

مشغولة بالجثث

والأحاديث الجانبية

بصوت عال

الأكثر انصاتا

مساءات أجبرتنا على اختيار أحذية مناسبة

للجلوس على مقاعد خاوية

مر عام دون أن أهمس بكلمة

مشاركة الربع الخراب لا تعنى

الحزن غير أن الصمت دائما

ينبئ عن الأسف

وقلة الزاد والماء النادر

منفضة للسجائر هى ما تبقى

(علبة من الصفيح )

لا تسع سجائرنا معا

ومع ذلك يجلس الأسى منفردا بكامله

العمر كله

أحيانا فى أماكننا

لا نعرف

هل كنت تنتظر الموت

أم

كان ينتظرك

رؤيتك على هذا النحو

كمن يتلقى واجب عزاء فى فرح

أو

كمن يفرح فى عزاء

لن تفهم كيف تتصور مصاحبة الموت

ذلك الذى يغش دائما

فى ورقة اللعب تلك

22

الظن

الظن بأنك لست كما أنت

يجعل القلب غير مبال بتلك الحدائق التى تزهر فى صدرك

لا أعير انتباهى لفواكه مائدتك

التغير أحيانا يجعلنا مهووسين بكشف كيف يتم التظاهر بالمرح

دون أن يتلامس معنا نظرة أو كلمة دافئة

أو شلال موج من عاطفة بعيدة

فى عمق الكلمات الاولى التى اختفت

فجأة

وحل محلها تلك النظرة الشاردة

فى حطام مدينة تفر من التاريخ

بجبال تدكها المجنزرات

ذلك الظن غالبا

وليد احساس بأنك لست كما أنت

ويا حبيبتى

سأعلن أمام عينيك وللعالم

أننى قادر على إعادة البسمة لذلك الشجر المتوارى فى جسدك

والذى كنت أعشش فيه بعصافيرى

23

مكيدة لخروج آمن

الخروج من العمر

يجعل الحلم كما لو كان حقيقة

أن نرجع للوراء

كومضة

هو ما يمكن أن نتذكره

الثعالب المرحة فى صورة بشر

والذباب الطنان

حديقة فى جيفة

هى كل ما نود نسيانه

والآن

هل يمكن استعادة

الجمال من صورة قديمة احترقت

على عمد منك

لا يمكن أحيانا استعادة ذكرى

لأننا فى اليوم نفسه انتهينا

وغالبا ما يحدث أن تتحول إلى

هواء أو زهرة

فى مكب نفايات نفاذ الرائحة

إثنان آخران يعيدان تدويرها

للأسف

فى أحلامنا وكوابيسنا

المتجددة

لن يتعلم الآخرون

غير إعادة إنتاج ما نهرب منه

تفرقنا فى الاتجاهات

لم تتغير الخارطة كثيرا

خلفها

نحدد تفاصيل الغياب

لمنفيين

على مشارف القرى

والأجران

أرواحهم

تظل بلا روح وبلا حضور

تهطل دمعاتنا

وتغرق البيوت

فى

خطوة إلى السماء

ماتزال لأقدامنا

دون أن نجرؤ عليها

حتى يجف نهرها

الوجه نفسه

والاقدام نفسها

والأجساد نفسها

والأحاديث نفسها

لكننا لسنا من يعبر الشاطئ

لسنا من يجعل الطريق

ملء عينينا

أنا وحبيبتى ضاع منا

قارب النجاة

الخروج الآمن من النص

هو ما تكون الدراما

مأساة

دفعة واحدة

لا يستطيع النص الإلمام بها

تحتاج لنصوص عديدة

بما يعنى أن الوهم أحيانا

هو خروج عن النص

ومداراة لنصوص أخرى

يظنها الناس أحيانا

أنها أنت

فى حين أن النص يحتاج

إلى شخص مات

منذ عدة سطور

وأنت لا تعلم

ما يواجهنا

الدخول لمنطقة محظورة

بها الأقبية والحوانيت

بشكلها المستعار

نخدع أنفسنا على فوهة

من الأكاذيب وهى تنضج فى الحلم

الهدوء عاصفة تفتت القلب

على نارها

نتقبل ذلك

ما أرجوه بعد الصحو

أن لا أجدك

يا حبيبتى إلا وأنت مهيأة لمكيدة

أصنعها منذ وعيت

أن التاريخ هو ما يجبرنا

على صنع المكائد

24

أحب الحواف الأخيرة للأشياء *

إلى محمد صالح /سوريا

 تستثنى القبح المتداول على فوهة العالم

أن يلج معك

لن تتأخر بطبيعة الحال عن موعدك اليومى

كشجرات مزهرة

تقطف من غاباتها المعلقة فى الحلم

مع الزهرات والطيور والصخور المجنحة

ما يجعله حقيقة

ثمة سر لا تستطيع البوح به

للصفصاف والرمان والعشب الجبلى ،

لا تستطيع أن تفرض على الشلالات

تلك الرؤى الممتلئة بك

هى أيضا تحبك وانت نهر هادر

الغيم أحيانا يلفنا فى ابتهاج

كما النساء فى المدينة

بأنوفهن الجميلة وعيون المها

وهى تزين وجوههن

السقوط أيضا عن عمد

كهذا الثقل

يجعل عبورنا

مثلما تحب الحواف الأخيرة للأشياء

أخف مافى الكون

من دخان

ودانات

وقتل سريع ..

سوف تنهض الحواف الأخيرة

تنهض من رقادها وتمسك ما تبقى من إنساننا ،

ينبت الجمال فى العزلة

أشياؤك فى اليرابيع والغزلان وعين ابن آوى

والثعالب الصغيرة

ترى بك الأم الطبيعة وتُسر كملكوت غير قابل للطى ..

كتاب مفتوح لا يقرأه عادة المبصرون

لا يرونه إلا مراع تجلب الدماء  ،

تقلب الأرض دودة من فيضك تبتسم لوطء قدميك الخفيفتين .

* أحب الحواف الأخيرة للأشياء

عنوان النص

من تعليق

للشاعر محمد صالح

--------------------------

نصوص

ديوان :

أسقط وكتابها معى

              ( تقارير تفرض نفسها كنص )

صلاح عبد العزيز-مصر 🇪🇬🇪🇬🇪🇬

ديسمبر 2020  إبريل 2021



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *