هذه قصيدة معارضة لقصيدة
= قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
..= لابن الفارض
إني علمتُ بأنَّ ظُلمَكَ مُنصفِي ..
والظُّلمُ في شرعِ الهوى لمْ يُعرَفِ
روحي بكفَّك عُلّقت مرحومةََ ..
امسح بكفك رحمةََ بالمُدنَفِ
ما لي سوى شعري ملاذا للهوى
فاشعر بما في طيّهِ بتلطُّفِ
ناديتكم فوق المنائر جهرةََ ..
فكأنني في الكتم كاللّطفِ الخفي
ودخلتُ نارَ محبةِِ بصبابةِِ ..
لكنني لم أحترقْ .. بتعفُّفي
وصبرتُ لكنْ كانَ صبريَ في الهوى
خطَأََ لأني في الهوى لا أشتفي
أذللتُ نفسيَ كي أعزّ لديكمو
وبذلتُ وجهَ الجاهِ للمُستَعطَفِ
وغلبتُ كلَّ مغالب ومحارِبِِ
وسمعتُ كلّ مُلوِّم ومعنِّفِ
وجعلتُ قلبي كعبةََ لطوافكم
فأنا أطوفُ وطيفكم بي يحتفي
يا أمّ سعد أسعدي ما قد دهى
هذا الأسيرَ لذا الجمالِ اليوسفي
إن كانَ في قُربٍ تقطع بالأسى
شغَفا وإن ينآى فيا عينُ اذرفي
إنِّي لأذكرُ كلَّ قولِِ قلتَه ..
فرضابُه أو شهدهُ حلوٌ بفي
قسما بربّك حين أبدع خلقَه ..
أنّي تَلفتُ وأنَّ حُسنَكَ مُتلِفي
إن لم يكن أمل بوصلك دلني
حتّى أعيشَ بغير حُبّك واختفي
وانفث بريقك في النسيمِ وقل له
أحيي بريقي ذلكَ الخلَّ الوفي
أرسل إليّ ألوكةََ أحيا بها
وانفخ بها روحي لكيلا أنطفي
أبو المعالي الظاهري
