منوعات صغيرة..
ماهر محمد
وفجأةً..
فقد
المكابح..
صار
يهوي بحياته..
*****
بعد
غياب..
دعوتُ
كلّ نصوصي
على
مائدةٍ واحدةٍ
جلسنا
بشكلٍ دائري
أمسكنا
أيدينا ببعضها البعض
أغمضنا
أعيننا
تلونا
الصلوات
أبانا،
نشكرك على هذا (الحب) وتلك المباركة
نسألك
أن ترعانا في هذا اليوم
آمين..
تشاورنا
بعدها
من
سيخرج معك الليلة..
*****
لا
أحد يهتم بشجرة
واقفة
على قارعة الطريق
لذا
لن أكون شجرة
لن
أمد أغصاني كي تقف عليها العصافير
لا
أحد يهتم بلوحة إعلانات طرقية
تستظل
خلفها فتاة
في
انتظار ميكروباص ينقلها لحياتها البائسة
لا
أحد يهتم بمزهرية
مركونة
في زاوية منزل
لا
أحد يهتم
لطالما
أصبحنا بلا أصدقاء
بلا
أحد
اليوم
قررت البحث عنهم
في
جيوب الماضي
أن
أعود بسنين الحرب إلى الوراء
من
الشارع الخلفي
الشارع
الذي لا يتواجد به أحد إلا من أمثالي
مطبات
كثيرة وحفر
وأنا
أعود إلى الخلف بمرايا مكسورة
ورقبة
لا تعود إلى الوراء متحجرة ويابسة
مثل
أصدقاء غادروا من الشارع الأمامي للحرب
وتركونا
نلعب الغميضة في الشارع الخلفي
الملئ
بالمستنقعات المائية وقلة الخدمات
بلا
خرائط ومكابح..
*****
أمامك،
رجلٌ
يقف شامخاً..
خلف
الكواليس،
أحدبٌ
يحمل دمعة كبيرة على ظهره..
*****
في
منزلنا..
شتاء
دافئ
لا
يغادرنا طيلة العام
غيوم
كثيفة تتحرك
ورائحة
المطر
في
كل مكانٍ تدخله أمي..
*****
لما
عليّ أن أمشي
في
نومي..
وأنا
الحلم
في
جيب غيابك المثقوب..
*****
راقصته
ظنّاً منها
أنه
لا يجيد الرقص
لم
تعلم أنه كان يُحّركها
بخُيوطٍ
مخفيّة..
*****
ذلك
الرجلُ الطيّب،
أراه
يمشي وحيداً
دائماً
مثلي في ذلك الطريق
يُلاعب
أوراق الحزن المتدلّية بيديه
وأحياناً
كثيرة يقطف أحزاناً صغيرة
ويضعها
في جيبه
مثلي
تماماً
حتى
أنّ امرأةً أعرفها
جرت
خلفه
نادت
عليه :
ماهر..
ماهر.. ماهر
لكنه
لم يلتفت
حتى
وضعت يدها على كتفه والتفت
فاختفى
الشارع من تحته بعد ان ابتلعه..
يشبهني
تماماً..
مرّةً
رأيتهُ يمشي سعيداً
ربّاااااه..
من
ذلك الغريب؟
*****
أكتبُ
للريح كلّما أردتُ الكتابة إليك
الريح
التي لم تخذلني يوماً
كما
خذلني ساعي البريد..
*****
تُعجبني
فكرة التطوّر
أن
تمنح نفسك فسحة..
كريهة
هي الأيام
بسوادها
وجنونها
تقفز
من يوم إلى يوم
والفسح
في إجازة مفتوحة
يعجبني
منطق القوة
رغم
الهشاشة الموزعة علينا بالتساوي
ومن
فرط تحطمنا
وتحوّلنا
إلى غُبار
لا
شيء يجمعنا على طاولةٍ واحدةٍ
ولا
شيء يمسحنا إلا ماء الحيرة
يعجبني
أن أكون شاعراً لمرّةٍ واحدةٍ فقط
أستمع
فيها لاحتكاك الريح بشجرة
أو
دبيب نملةٍ في الجوار
فضفضة
كوكب لآخر
ونميمة
نجمة على صديقاتها
أو
علامة داكنة على رقبة إحداهنّ
أو
فضيحة ثغري العاري المُلتصق بثغرك
هناك..
في تلك الأيام التي ولّت
ولا
نعرف شيئاً عنها
لأنها
لا تخصّنا
لا
يعجبني مشهد ارتطامي بنفسي
وتطوّري
لشخصٍ قوي
يأكل
قصائده في كلّ مرّة
ليُطعمها
لصغار أحزانه..
*****
ثم
إن بلادي باتت تتقيأ سكانها
بلادي
التي وقفت على حلبة غير مُتكافئة
أمام
خصوم بلا قفازات
ويضربون
من تحت الحزام
بلادي..
المُحّرمة عليها تلك القوانين
تضبط
واقي أسنانها
وقفازاتها
المغلقة
هتافات
من هنا وهناك
وأنا
راهنت عليها بحياتي
بلادي
التي انتصرت جولات وجولات
حتى
أتت الضربة القاضية
واستيقظت
أنا في المستشفى
هل
أنا من تلّقى تلك اللكمة؟
يبدو
كذلك..
*****
دفتر
عائلة..
في
الدفتر الأحمر
صفحات
مُهدّمة تحت سقفها عائلة
*****
أخي
الذي لم يُنجب
ولا
أنا
كنتُ
عابر سبيلٍ لا أكثر
*****
ترانزيت..
القهوةُ
بردت
والوجوه
كثيرة هنا
حقائب
تروي حكايات
في
انتظار الإقلاع..
*****
أيُّ
ليلٍ هذا الذي أركض فيه دون توّقف
أُحاول
أن أتوّقف كي أحبك قليلاً
لكن
ساقاي تخونانني بسرعتهما المُفرطة
كيف
أتوّقف
أو
بالأحرى كيف أوقف الليل عن التمدّد على سرير العبث..
وأنا
ذاهبٌ باتجاه الحب
في
طريقٍ يُفترض أنه مُعبّد بشكلٍ جيد
ارتطمت
بمُنصّف ذكريات اسمنتي
فانقلب
قلبي حتى خرجتُ منه بعيداً
لم
تُسعفني الكلمات
حذّروني
مراراً ولم استجب
قالوا
لي إلتفت لوظيفتك واعقل
لا
تخافي،
لديّ
ما يكفي من الليل الطويل
لديّ
ما يكفي من نوافذ الذكريات
أُبلّلها
بالدموع وأمسح
أُبلّل
وأمسح
حتى
تخرج من يدي آخر ذكرى
على
هيئة دماء
لديّ
ما يكفي من الأبواب
أفتحُ
من جهةٍ
أدخل
ثم أغلق
أتذكّر
فأعودُ
وأفتح
أخرج
ثمّ أغلق
حتى
ضجر الباب مني ولم يعد يفتح
وتركني
خارج حياتي..
وفي
أثناء عودتي من هناك
حيث
المكان الذي لا يعرفه أحد
ولا
أنا
وجدتُ
طريقاً فرعياً
لا
بأس، رغم إصابتي بعرجٍ فكريّ
صرتُ
أعرج مُتّكئاً على كتف الصمت
حتى
عدتُ باتجاه الحب
فدهسني
قطار الحنين إليك
على
سكة الحزن..
*****
ماذا
لو انهار الطابقُ الرابع على الثالث
ما
الذي سيحدث؟
هل
ستزول آلام الجُدران فجأةً
حين
تنام على بعضها؟
أم
ستتناثر النوافذ التي كنت
أُلوّح
بيدي لك منها ببساطة؟
سأمضي
إلى شرفةٍ مجاورةٍ
لأراقب
المشهد
وأضحك
كثيراً حين ينهار على اللا أحد..
سأضحك..
في حين يظهر
سنّي
المخلوع أخيراً للفضاء
سيضحك
هو الآخر
حين
ينهار فكّي العلويّ على السفليّ
وهو
خارج فمي
يراقب
المشهد من سلّة قمامة
مشهد
انهيار فمي
وهو
يقول في الفضاء :
أُحبك..
*****
نعم،
سأستقيل من كلّ شيء
من
ذلك الباب المُؤدّي إلى الشارع
الشارع
المُؤدّي إلى مقّر عملي
مقّر
عملي المُؤدّي إلى الشارع
الشارع
المُؤدّي إلى ذلك الباب
وأدخل..
أُقدّم
لك سيرتي الذاتية
وأُحيل
نفسي إلى التقاعد
في
أحضانك مدى الحياة..
*****
حسناً..
كنتُ
أعتقد بأنني بلا ذكريات
حتى
داست ذكرى صغيرة على قدمي
فعمّ
صراخي أرجاء رأسي
حتى
صرتُ عبرةً
لكلّ
الذكريات الباقية..
*****
أحتفظُ
بشالٍ حتى هذه اللحظة
حتى
وأنا أُخاطبكم الآن
أحملهُ
بيدي مثل أم كلثوم
كلما
شممته.. رأيتُ أمي..
*****
كلّما
تحدّثتُ عنك أمام أحدٍ وعن جمالك
يقولون
لي لا تُبالغ في الوصف
حتى
شاهدوك برفقتي ذات يوم
ومن
يومها يدعونني بالصادق الأمين..
ماهر
محمد