جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
عامر الطيبنصوص

أغلبكم جميعاً بسعادتي

 

أغلبكم جميعاً

بسعادتي 

عامر الطيب


..

أغلبكم جميعاً

بسعادتي وسط تأوهاتي المتصاعدة و الأذى

الكبير الذي يلحقه أحدٌ بي،

بروحي الصافية

كقنديل يحاوطه الأطفال

على الطاولة .

أكتب ذلك و أنا مصاب

بالآم كأسرار نادرة

أكتب ذلك وأنا أشاهد جثتي

تتعفنُ

لكني سعيد أيضاً

من أجل الديدان التي تتعانق في قلبي !

لقد جئتُ لأسمع ما أقوله لنفسي

أقربائي سيحسدونني

أعدائي سيشعرون بالعرفان

حكاياتي ليست تلك التي تؤلفونها

و يدي نظيفة كالعاصفة .

لقد جئت كما أحببت أي أحد منكم

برباطة جاش و فطنة

باحتراس و وداعة أرض بائرة

إن حياتي

التي أرنو لها على مد البصر ،

ليست سوى أيامٍ قليلة لا تحصى !

بعد بضع سنوات

من المشي وجدتك طفلة تعبرين

القصيدة التي تكتبينها،

تلعبين معها على الدرج

متطلعة نحوها بعيون مليئة بالحسد

حسد أينا سيصل إلى الآخر

دافئاً كسرير طفل .

بعد بضع سنوات من الوقوف

في الطابور

لمحتك

تعيشين حياةً غزيرة كالدموع

تنظرين بقدر ما كنت خائفة من الأعين

و بعد ذلك

كانت لنا الطفولة نفسها :

أصابع ترتعش

 لأن حكايتنا ينبغي أن تظل مكتومة

شفاه مجروحة

لفرط ما كنّا نمررها على الكلمات !

لستُ محبوباً من قبل الجنس

البشري كما أنا محبوب

من قبل حناجر الطيور المهاجرة،

دخان الغابات

و طين الغرف المجاورة

و الأكتاف

أي كتف هو مقدر عندي .

ما أقوله كان حقيقياً

لقد رأيت الناس

يتطلعون نحوي بجرعات متتالية

من الغيظ

و كان من الممكن

أن تكون جرعة واحدة لأموت !

من وقت لآخر

عندما لا يعود بإمكاني أن أحبكِ

أعوض نفسي بأن أحب

شيئاً،

أتطلع نحو لأفق

للوردة أو لأشواكها الطاهرة

لا بد لي من خليل في هذا العصر الليلي المبهم

و إن كان

قطة هزيلة

على وشك أن تصير هيكلاً عظمياً.

من وقت لآخر

أنظر للقلب كما أنظر

لجسد أحدب

و اقول تلك هي القطة

التي سترافقني بمغادرة الألم

لكن الأوان قد فاتَ

لقد استنفدتُ كل القطط

التي أعرفها من أجل النسيان!

إننا لا نقول ما نقول

ولا نرى ما نرى

بسرعة لا تصدق اكتشفتُ ذلك

قبالة الرجل المحتضر

الذي شيعناه صباح اليوم .

قال مرتجفاً :

دعوني أموت

قبل أن تسطع شمس الريف

و لا تغمضوا عيني .

لقد لبينا ذلك

و احترمنا

رغبة الميت

بأن يبدو حياً !

يا لك من طفل سعيد

وأنت تلعق الجراح منزوياً

قادراً على أن تقوم

دون الاستعانة بقوة مجهولة .

قادرا على أن تحب

مرة أخرى

بغريزة الوحش الذي يفلت

فريسته.

يا لك من أشخاص

يركضون هنا و هناك

يعيشون حياتهم بالتناوب

كأنهم يحرسون كنزاً

يا لك من أشخاص

يموتون أخيراً

في اللحظة نفسها

ليأتي دوري!

أرقص بمشقة

لأن ألمي ثقيل ،خطواتي بطيئة

و نوافذي حية كالثقوب .

لدي قدرة خالدة على التطلع

بمرارة

فبعض ما يؤلمني

هو ما لم أعاصره .

متوجع منذ عصور غابرة

لكنني أبكي

الآن لألفت النظر !

أيها الأولاد لا تهتفوا

سيدعنا الله نعيش جميعاً

بأصابع متيبسة

نشير لما نسيناه .

أيتها الروح انهضي

أيتها العائلة استقبلي ولدك الوديع

بالازهار الصامتة

و الأناشيد .

أيتها الالهة

لا تتفرجي علي وأنا ألهو

برفقة فتيات صغيرات

إنني ألمس كل شيء

بلطافة الحجر .

أيتها المصابيح الهائلة

ما جدوى

أن تتوهجي أو تنطفئي

ما جدوى كل ما لا يذكرني بعيون الإنسان !


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *