الضادُ الأخرس
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
يـحـيـقُ الـحزنُ أفـئدةً خِصابا،
ويـنـفـثُ من زفـيـرٍ لـن يـهـابـا.
هـي الأرحـامُ من جسـدٍ تراءتْ،
لشـعـبٍ يـنغلُ الإحساسَ نابا.
شـروقُ الحـلم ِ يبعثُ من سوادٍ،
يـمـزّقُ فـي خـرافـاتٍ ضبابا.
يَـضيـعُ على الحقيـقةـِ ألفُ جدٍّ،
يصيرُ الحظ ُّ في صدع ٍ مآبا.
روتْ بـجـذورِنا صـدعاً سـليلاً،
ونامتْ في الرجاءِ، أدامَ،خابا؟
تـعودُ الأمـنـيـاتُ إلـى فـصـولٍ،
هـنـا شـعـبٌ هـنـا نرجو الكلابا.
نـعـوشُ بـقـائـنا ورثتْ جـلالاً،
وتـسـخرُ فـوق أضـرحـةٍ سـبابا.
يباعُ النبضُ في سوقٍ رخيصٍ،
ويـحـبـو في انـكسـاراتٍ سحابا.
غــريــبٌ وجــهُ أمّـــي لا أراهُ،
حـلـيـبـاً لـلـطـهــــارةِ أو ثـوابـا.
وتـسـعـلُ صـرخةً من نائباتٍ،
يـعـرّصُ فـوق جـدرانٍ جـرابـا.
أنـا الـعـربـيُّ لا رأسـاً مـنـيراً،
أنـيـرُ الجـنـسَ مـنـهُ.. والرغابا.
طـقـوسُ عـبـادتي شعرٌ طويلٌ،
وأنـسـى فـي عـبـادتِـنا الصلابا.
أسـاسُ الديـنِ صدقٌ لا شـعاراً،
ولا قـتـلاً لـشــــكـلٍ لا عـقـابـا.
بـلادي أثـمـرتْ بـكـهـولـةٍ من
خـسـيـسٍ مـقـعـدٍ وركَ الشـبـابا.
وقـاتـلُـنـا يـغـنّــــي ذبـحَــهُ أو،
يـحـاكـمُ بالـسـيـوفِ ولا خـطابا.
وأرضُ صلاتِنا صارتْ مشاعاً،
حـقـائـبُ زادِها بـاعـتْ حسـابا.
أيـا نـبـضـاً على الـدمِ يا بلادي،
وحـبُّـكِ فـي الـقـلـوبِ بـدا يبابا.
يـمـوتُ ربـيـعُـنا قـبل احـتمالٍ،
ويُسـقـطُ فـي مـجـازرِنا خـرابا.
هـيَ الأمـواتُ لا تـحـتـاجُ نكزاً،
لأنَّ الـصـمـتَ يـبـتـلـعُ الـلـعابا.
تـتـوهُ خـطـى الضميرِ بلا سبيلٍ،
يـنـامُ، ويـسـتـريـحُ ولا جـوابـا.
تـجـوعُ صـغـارنا أمـناً ســــلاماً،
وتـفـردُ فـي جـراحـاتٍ عـذابـا.
ونـطـقُ الـضـادِ يـخـرسُـهُ حـقيرٌ،
وعهرُ الزيْفِ يصطادُ الصوابا.
بـلادي لا أحـبُّـكِ بـعــد مـوتــي،
ولا بـيـن الـقـيـودِ أرى الـشـهابا.
تـعـالـيـمُ الســجونِ جـهـالةٌ مـن
لـصـوصٍ أغـلـقـتْ بالـظـلمِ بـابـا.
nine/nine/2014
تركيا /ملاطيا
من ديوان وطن للحقيقة والموت