أجدهُ وأجدني..
ماهر محمد..
أجدهُ وأجدني..
لذلك أجدهُ.. أقصد أجدني
أضحكُ وأنا أسيرُ هائماً على وجهي
يداي خلف ظهري
أقطنُ في قفص عصفورٍ
داخله لوحة لجدران زنزانةٍ
وحارس غيابك نائم بلا مفاتيح..
ماذا أقولُ لجارتي عن غيابك
تسمعني أُقشّر حائطها بأظافر الملل
لذلك أجدهُ.. أقصد أجدني
أفتحُ عند البقّال حساباً فارغاً باسمك
لا أشتري شيئاً
أمّرُ عليه فقط يومياً وأقول :
سجّل دمعتين على الحساب
لذلك أجدهُ.. أقصد أجدني
أجردُ دموعي نهاية كل عام وأغرق..
حسناً.. وماذا سأقولُ لقلبي
ذلك الأحمر الصغير
لم يعّد يتّسع لشيء..
لذلك أجدهُ.. أقصد أجدني
في انتظار مرسوم عفوٍ له منك
قلبي بممراته الكثيرة
يطالبك بالرحيل فوراً وإخلاء المكان
المكان الذي ظلّ يحترق لسنوات
وحان أن ينطفئ..
لذلك أجدهُ.. نعم أجدهُ غياباً حقيراً فاضحاً لي
وأجدني إذا ابتُليتُ بالدموع فلا أستترُ..
ماهر محمد..
شاعر فلسطيني مُقيم في سورية..