محمّـد حَمَـادة .
يمضِي باسِطاً يديْهِ
يمضِي باسِطاً يديْهِ
قابِضاً على قلبِهِ جَمرَةً مِن شوقْ
يُحدِّثُ النّيسانَ عنِ النّسيانِ
حَديثاً بِلا جدوى
يُهذّبُ خَشاشَ الأرضِ بِقَدميْه
وتُهذّبُهُ روحُهْ
يَعُودُ مِن نَيسانِهِ خائبَ النّسيانْ
فَ لم يَنسَى بَل غَرِقَ أكثَر
يُحبُّها بِجُنُونْ
لَم يَبقَ لهُ مِن عَقلِه شَئ
يَذكُرُ شامَةً فِي باطِنِ قَدمِها
وأخرى على بياضِ كَتِفها
لَم يَبقَ لهُ مِن عَقلِه شَئ
يَذكُرُ كَيفَ التَقَتْ عينُهُ بِعينيْها ثانِ لِقاء
وكَيفَ توقّفَ الكَونُ مِن حَوله
ولم يَبقَ لَهُ مِن عَقلِه أيُّ شَئ
يَحفَظُ نَظْرَةَ الحُب فِي عينِها
ويعرفُ مَتى تَشيحُ بوجهها
ويعلَمُ متَى يَختَبئ السّرُ فِي صدرِها
ولم يَبقَ لَهُ عَقلٌ لِيُفَكّر إلا بِها
هِي كَشجَرَةٍ مُعمّرَةٍ
تَمتَدٌّ جُذورُها فِي أعماقِ أعماقِ روحِه
فَلا يُنهِيها وقتٌ ولا موتٌ ولا بَترْ
قد تمَكّنَتْ وقُضِيَ الأمْر
ولا نَجَاةَ مِنها