إنّي خَيّرْتُكِ يَادَارِي ..
بِقَلَمْ / عَلِي فَرَجْـــــــــــــــــــــــ
إنّي خَيّرْتُكِ فَاخْتَارِي
مَابَينَ المَوتُ بأِحْضَانِكِ
أو أن تَحيينَ بِأشْعَارِي
فَفُرَاقُكِ صَعْبٌ مُلهِمَتِي
لَكْنّ القَدَرَ بِمِقْدَارِ
لا تَبْكِ فُراقاً يُؤلِمُني
وَدَعِينِي أُوَاجِهُ أقْدَارِي
سَيَظَلُّ هَوَاكِ بِذَاكِرَتِي
وَيَكونُ الوَحْيَ لِأشْعَارِي
ظِلّي سَيَظَلُ بِجُدْرَانِكْ
مَحْفُورٌ كَالجَسَدِ العَارِي
لَمْ أُخْفِ عَنْكِ غُوَايَاتِي
فَجِدَارُكِ كَاتِمُ أسْرَارِي
كَمْ ظَلّ الليلَ يُسَامِرُنِي
كَمْ كَانَ يُشَارِكُ أفْكَارِي
فَرَآنِي بِثَوبِ العَرْبَدَةِ
وَرَآنِي بِثَوبِ العُمَّارِ
وَرَأيتِينِي وَأنَا أسْجُدْ
وَرَأيتِ أيضَاً أوْزَارِي
كَمْ شَاهَدْتِينِي أتَعَبّدْ
كَمْ كُنْتِ لِهَفَوَاتِي تُدَارِي
وَسَعِدْتِ لِكَونِي أتَطَهّرْ
وَرَأيتِ أيضَاً أغْوَارِي
وَفَتَحْتِ لِضَوئِي نَوَافِذَكِ
وَسَتَرتِ عُيُوبِي بِسِتَارِ
كَمْ شَاهَدْتِنِي أتَبَسَمْ
وَرَأيْتِ أيْضَاً إعْصَارِي
وَرَأيْتِ نَعِيمِي وَبَهْجَتَهُ
وَرَأيْتِ أيْضَاً إعْسَارِي
لَو أنّ ثِيَابِي مُمَزّقَةً
لَمْ يَرَهَا سِوَاكِ وأنْظَارِي
كَمْ وَاسَيتِنِي بِشَقَائِي
فَإلَيكِ أُقَدِمُ أعْذَارِي
أُقْسِمُ لا أحْدَاً فِي الدُنْيَا
يَعْرِفُنِي سِوَاكِ أيَا دَارِي
هَلْ أتْرُكُ أسْرَارِي بِقَلبِكِ
أمْ أُدْفَنُ فِيكِ بِأسْرَارِي ؟
إنّي خَيّرْتُكِ فَاخْتَارِي ....
ــــــــــــــــــ
بِقَلَمْ / عَلِي فَرَجْ
