جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبذكريات

قصَّةُ الشِّعر من مصر المحروسة إلى بغداد مروراً بالعاصمة الأردنيَّة عمَّان

 

قصَّةُ الشِّعر)____________

 -من مصر المحروسة إلى بغداد مروراً بالعاصمة الأردنيَّة عمَّان

  لم تكن قصَّةُ حياة ،بل قصّةُ الشِّعر فى حياتى..

_كيف بدأت ولماذا ؟..للشِّعر حدّوتة فى حياةِ كُلٍّ منًا

_إنّها ذكرياتى مع الشعر ...

         ......        ......      ........

_أذكرُ أنّنى أوّل ماكتبتُ الشِّعرَ ،فى عام ١٩٧٨م،كنتُ فى الرابعة عشر من عمرى،وكانت القصيدة التى كتبتُها عن مُدرِّسة لنا فى الصف الثانى الإعدادى،

كانت فى كل حصّة ،أول ماتفعل أن تُخرج مرآةً صغيراً من حقيبتها،وقلمَ كُحلٍ تخطُّ به عينيها،

رغم أن ماكياجها كان زائداً عن الحدّ ،فأحدثَ ذلك

ردَّ فعلٍ عندى،فكتبتُ فيها أوَّلَ قصائدى:

      جابولنا      مُدرِّسة    بالماكياچ.......ملَحمِسة

      فاكرة جايّة كباريه    لابسة فُستان سواريه

      ولبان      وطرقعة    حُرمة ..........ومدّلّعَة

      تقول ع الرعد برق    وتقول ع الشِّعر   شَعر

      واحنا نقول كلامها    ويبقى حالنا .... حالها

      لُغَتنا....... ملحمِسَة     زىّ................. المُدرّسة

     السَّتر يارب استُرها    لاتعليم...........ولاتربية

     الستر يارب استرها    هنبقى............ حراميَّة

...لم أستطع حينها أن أبوحَ بها لأحد،أو أقرأها فى الإذاعةِ المدرسية،التى كنتُ أُقدِّمَ بها أولى فقرتيها

القرآن وأهم الأخبار،منذ عام ١٩٧٣م.

 _لكنى بعد أن انتقلتُ إلى المدرسة الثانوية بالزقازيق،أعطيتُها لإحدى شقيقاتى،ألقتها بالإذاعة المدرسية،فأحدثت ضجَّةً كُبرى واحتجاج من بعض المدرسات،وساندها الناظرُ وغالبية المدرسين،

وحفظها أغلبُ الطلبةِ والمدرسين ،وتركت أثراً كبيراً

فى المدرسة لوقتٍ طويل.

_فى عام ١٩٧٩م،وأنا فى الثالث الإعدادي،وجدتُنى

بتلقائيةٍ أكتب تلك الأبيات:

وكتبت فيها الأشعار.....................على نغَمة الأوتار

لكنى لقيتها لاتستحق نغمة ولاعتاب ولاحتّى لْتار

دا نا اللى حبيتها من قلبى...وهيّه اللى لعبت بالنار

_ربما كان هناك سببٌ للقصيدة الأولى،لكنى لاأعلم سبباً للثانية.

_فى المرحلة الثانوية حتى نهايتِها ،انصرفت للقراءة

كثيراً،فى كتب سياسية وفلسفية ودينية واجتماعية

واعطيتُ وقتاً كافياً لحفظ القرآن،وكتبت بعض القصص القصيرة...كان لى فى تلك المرحلة أصدقاءٌ كثيرون لديهم فكرٌ واعٍ ومواقف وآراء،فنعمتُ بكثرة الأصدقاء ووفرة الكُتُب ومتعة القراءة.

_بُليتُ بزواجٍ مُبكِّر فى نهاية المرحلة الثانوية بحسب تقاليد عائلية،فتغيَّرت دَفَّةُ حياتى نحو مسئوليات مُبكٌِرة وضرورة الاستمرار فى الدراسة

حتى استحالت حياتى لسجنٍ مُظلم،لم يرافقنى فيه

إلاّ الشعرُ رفيقاً مُلازِماً كلَّ سكناتى وحركاتى.حيث عالمٌ خلا من الأصدقاء،من الحياة الهادئة،وبدأت معاناتى الحقيقية تخرجُ شعراً..شِعراً ..شُعراً.

_ كان الدمعُ يسيلُ شِعراً،والشِّعرُ ينهمرُ دمعاً ..فقد تبدَّدت كلُّ الآمال ..كل الطموحات على صخرة التقاليد .

_ورحلتُ إلى بلادٍ أخرى ..غربةٌ فى غُربة..رفيقة الشعرُ وحده ...إلى (عمٌَان)العاصمة الأردنية......

كان هدوئاً نسبيّاً نهاراً ،وعندما يأتى الليلُ فالآلام ..

فالبكاءُ.. والشعرُ مخرَجٌ وحيدٌ للفضفضةِ بالآلام.

_وكان العام١٩٨٣م...لأكتبَ أولى قصائد هناك. فى حجرتى وحدى:

ودَنَت  منّى  السعادةُ....  وفتحت  علىَّ   بابَ   دارى

وبدأت الشمسُ ترخى علىَّ أنوارها..... والغيمُ يُدارى

وطلَّ علىَّ الغيمُ لمّا وجدنى للفرحِ ذاهبٌ  شدَّ إزارى

وعلى مدى أيامى هذه.... أُغنّى بنشيد  لحنُه أحزانى

وكل يومٍ يجرى دمعى على مآقى تتقرَّح منه أجفانى

وصارت الأيامُ تلعبُ معى لُعبةَ الحزن ومحنة الفراق

وصارت الدنيا تطوفُ علىَّ .......بكئوسٍ مُرّة المذاق

فليتَ ثغرة تتفتّحُ ......فأرى منها ولو شعاعاً من نور

وليتَ الدموعَ تُجافينى فتُسفرُ عن أملٍ   داراهُ  سور

وها أنا ذا أبحثُ عن زورقٍ .......يدنو بى لغدِ الأمان

فأرى نفسي فى مرآته غداً  .......غيرَ مُقَرَّح الأجفان

_وهربتُ من وحدتى سريعاً إلى بغداد ،حيث (الكاظمية)..حىٌّ شعبى كأحيائنا الشعبية..لعلّى أجدُ السلوى...لم أشعر هناك بالغربة ،صادفت فى عملى رجلاً عراقيَّاٌ أصيلاً..أحسستُ معه وأسرته أنّ الله أراد بى التخفيف،فعوّضنى بهذا الرجل العربى الأصيل ،وكان رائداً فى الجيش العراقى..كان رجلاً

دمث الأخلاق ،وكان أخاً كريماً ..أحياناً أذهب لشارع الرشيد أتجوّلُ بين مكتباته،فأشترى الكتب التى أحبها،وأشاهد المبانى العباسية القديمة،وفى المساء

أجلس بمقهى بالكاظمية له طابعٌ خاص ،جدرانه ومقاعده مدهونان باللون الأبيض وراديو قديم

نستمع من خلاله إلى الأغاني العربية الأصيلة....

تلك الأجواء أخرجتنى نسبياً من عالم المعاناة إلى عالم الخيال والوجدان ،فكنت أتخيّل عالماً رومانسياً جميلاً ،فأكتب فى محبوبةٍ لم أرها،إنما من صنع الخيال:

ونظمتُ شعراً عن حبيبى.. من فرط وجدى وحنينى

وأسدلتُ ستراً على جرحى من فرحى علّهُ يداوينى

ورُحتُ أنسى الأسى والوفا.... فيما سلف من السنينِ

وتبوّأتُ مكاناً بين مجالس اللهو أضمد قلبىَ الحزينِ

مُنيتى أرى الدنيا بعينٍ باسمة.....لا بالدموع  تُضنينى

........

وأكتب:

ألهمتنى عيناك شعراً        فاض بالمعنى الجميل

كلّما  تذكّرتُك  أكتبُ        فيك   الشعر   وأُطيل

فلستِ كمثلِ العيون        عيناكِ  سحرٌ   مفتول

حُلماً حقّقه لىَ ......        الزمنُ  البخيل...........

أراكِ نَجمةً تُسامرنى        فى     الليل    الطويل

أراكِ   أملٌ      يحنو        فى     الليلِ     الكحيل

أراكِ ربيع..........أراكِ         فى كل ماحولى جميل

_______مايقرب مائة قصيدة،كتبتها فى العراق...

كانت البدايات الشعرية لى من عام ١٩٨٣حتى عام١٩٨٥م....جميعها فى بغداد،وبعضها،كتبته عند زيارتي ل(كركوك)الجميلة.

_كان لسحر بغداد أثر جميل فى صُنع بداياتى الشعرية،وتكوين شخصيتى الأدبية من خلال عشرتى بمكتباتها فى شارع الرشيد...وذلك المقهى الساكن فى ذاكرتى..فقد كان يلهمنى بكتابات كثيرة..حتى كتبت قصصاً للأطفال فيه...ولم أشعر إلا بالحب والسحر والجمال فى العراق حيثما ذهبت

وذلك الصديق الذى لن أنساه مادمتُ حيّاً..نعم الصديق والرفيق كان.

_لايشعر بالشاعر إلا شاعرٌ مثله،أو إنسان عانى ماعاناه....فالشعر وليد المعاناة...وهو أيضاً وليد عوامل أخرى مُلهمة .

_لأشعارنا حكايات،وتلك الحكايات إحدى مكوّنات

شخصية الشاعر وجزء أكبر من حياته ... ...

                     (إنها ذكريات)

__مع تحياتى(حامد حبيب) مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *