رحلةٌ إلى الشام..مع ابن بطّوطة)___
_"حَلَب"_
يأخذنا الشوقُ إلى الماضى وتهفو
نفوسنا أليه....
لاندرى هرباً من الحاضر إليه ، أم هى رحلةُ سفرٍ نحتاجها من حينٍ لآخر
نستلهم فيها عبقَ الماضى
لعلَّه يُجدّدُ فينا شهيّتنا للتغيير ويُجدّدُ فينا حيويّتنا
ويربطنا بالماضى حتى لاننساه ،وتبقى لنا جذورنا.
_______________
يقول (ابن بطّوطة):ثم سرنا إلى مدينة "حلب"....
قال (أبو الحُسين بن جُبير )فى وصفها:"قدرها خطير،وذكرها فى كل زمان
يطير،خُطّابُها من الملوك
كثير ،ومحلّها من النفوس أثير،فكم هاجت من كفاح،
وسُلَّ عليها من بيضِ الصفاح ...موضوعة على نسبة
اعتدال واستواء...وسِعَت الخواص والعوام ....أين
امراؤها الحمدانيون وشعارها ؟فنِىَ جميعُهم ولم يبقَ إلاّ بناؤها..فياعجباً
لبلادٍ تبقى ويذهبَ مُلّاكُها،
ويهلكون،ولايقضى هلاكها .
_هذه حلَب ..كم أدخلت ملوكها فى خبر كان.......
وانجلَت عروساً بعد سيف دولتها ابن حمدان..هيهات
سيهرم شبابها ،ويعدم خطابها،ويسرع فيها بعد حينٍ خرابُها.
★وسببُ تسميتها
حلب،حلب (إبراهيم)-عليه السلام
لأنه كان يسكنها،وكانت له الغنم الكثيرة ،يسقى الفقراء والمساكين من
ألبانها،فكانوا يجتمعون ويسألون:حلب إبراهيم؟.
★وهى من أعزّ
البلاد ..وأهلها دائماً فى ظلِّ ممدود
ومسجدها الجامع من أجمل المساجد.
★قال (ابنُ جُزى):أطنبت
الشعراءُ فى وصف محاسنها،وفيها قال شاعرُ سيف الدولة:
وخرقاءَ قد قامت على مَن يرومُها
بِمَرقبها العالى وجانبِها
الصعبِ
إذا ما سرى
برقٌ بدَت من خلالِه
كما لاحتِ العذراءُ من خلَلِ السُّحبِ
فكم من جنودٍ
قد أماتت بغصّهِ
وذى سطواتٍ قد أبانت على عقِب
★وقال فيها (أبو
الفتيان بن جبوس):
ياصاحبَى........إذا أعياكما سقَمى
فلقّيانى نسيمَ الريحِ
من حلَبِ
من البلادِ التى
كان الصٌبا سكناً
فيها وكان الهوى العُذرىّ من أرَبى
★وفيها قال (أبو
الحسَن على بن موسى بن سعيد الغرناطى العنسى):
حلبٌ ..... إنها مَقرُّ
غرامى
ومرامى....... وقِبلةُ أشواقى
كم بها مرتعٌ
لِطَرفٍ وقلبٍ
فيه سقىُ المُنى بكأسٍ دهاق
وتغنّى طيورها لارتياحٍ
وتثنى غصونها ........العناق
وعلوّ الشهباءِ حيثُ استدارت
أنجمٌ حولها ......... كالنِّطاق
________
