جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

مقالي الثاني

(ذات مرة )



وفي اليوم الثاني ذهب الإبن متلهفا لإبيه يطرق عليه باب غرفته بكل أدب ليستأذنه ويدعوه لإستكمال الرحلة بالقرية العربية فأعجب الأب من شوق إبنه للبحث عن جذوره في كل أرض العروب التي قسمها الإستعمار إلي دول ذات سيادة لدرجة كل دول تتسابق مع الأخرى في إثبات الريادة والشرف وتنظر كل منهما إلى أخرى بعين الإمتهان فلا عروبة صارت توحدهم بسبب ماترك فيهم الإستعمار من إنانية وحب الذات وتغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة فصار الصراع عربي عربي كما يحدث في اليمن والمغرب والجزائر بعد إن كان الصراع العربي مع الإستعمار من أجل الحرية والتحرير هنا بكي الإبن ودموع نزلت على خده

فسأله والده لماذا تبكي ؟

قال الإبن كنت فخورا بتاريخ العرب وصراعه مع الإستعمار من أجل الحرية

حتى بعد خروج الإستعمار وتحول الصراع إلي صراع

العربي الإسرائيلي.

كنت فخورا ولكن يا أبي لفترة أحسست بإن الصراع العربي الإسرائيلي قد حدث له نوع من الفتور أو تصالح الديب على الغنم

وهرولت الحملان إلى التطبيع مع الذئاب فقد أصيبت

ياوالدي بحالة من فقد الإتزان بما يحدث حولي

كيف يحدث هذا ياوالدي؟ كيف للعروبة ان تخلع ثوبها أمام ابن صهيون ؟!

هنا وقف الوالد أمام لوحة شارع مكتوب عليها هنا

فلسطين الأقصى

نظر الأبن في عيون أبيه فقد عيونه تترقرق بالدموع

فقال له مابالك دموعك يا أبي تنهمر على تراب هذه الأرض

فجلس الأب على تراب الأرض يحتضن دموعه الساخنات

وأمر ابن بالجلوس جواره ويقول له امسك حفنة التراب وتحدث إليها فأن التراب هذا ماهو إلا تراب

شهداء سقط على هذه الأرض الطيبة

فأخذ الأبن يرسم مسجد كبير و كنيسة كبيرة وبحر وأشجار من الزيتون والتين والزعتر ويرسم أم تزف ابنها على حمالة الموتى وابنها الأخر يجلس في العرس ومعلم يعلم التلاميذ كيف يكون حب تراب الوطن وعشق البندقية كعشق الحبيبة .

فقال الأب المسجد هو الأقصى  القبلة الأولى للمسلمين

و كنيسة القيامة مهد المسيح عليه السلام

وبحر غزة المورد الأساسي للخير لأهل فلسطين

وهناك مدن كثيرة  تقع على البحر مثل عكا ويافا

ولكنها تحت يد المحتل الصهيوني

اما أشجار الزيتون والتين والزعتر تدل على قوة البقاء لأهل فلسطين فهم كأشجار جذورهم ثابتة في الأرض مهما حاول أقتلاعه تنبت وتخرج للحياة رافعة رأس

ام الام تزف ابنها للجهاد كما تزفه في يوم العرس تماما وكأنها تربي ابنها وهي تعلم إن حناء الأرض هي الأبقى أثرا لفلذة قلبها

ام المعلم هو الأب الذي يربي طفله من أول يوم على حب تراب الأرض كمحبوبته وكأمه ودفاع عنها شرف والموت من أجلها حياة ولذلك جاءت البندقية رمزا للجهاد والصمود . عاشت فلسطين ياوالدي

فتبسم الأب وحضن الإبن وقال له بيك يا ولدي لن تموت العروبة وذات يوم سيخرج صهيون من فلسطين ويعود الأقصى لحضن العروبة وترفع رايات

العزة فوق كل حبة رمل ذات يوم يا ولدي

الكاتب / إبراهيم عبد الفتاح شبل


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *