علمتني ابنتي ( 20 ) من أحق الناس بحسن صحابتي؟
عزة عبد النعيم
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
و لقائنا العشرون مع
علمتني إبنتي
بقلم عزة عبدالنعيم
توقفنا مع ابنتي في
الحلقة السابقة علي عدم إرتفاع الصوت علي الوالدة او الأب بالطبع وحتي كلمة أُفٍ
لهما
فقد قال الله تعالي :
( وَقَضَى رَبُّكَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا
أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي
صَغِيراً )
الإسراء
ويُعتَبر ذِكْر الله
سبحانه وتعالى لطاعة الوالدين في القرآن الكريم بعد ذكر طاعته عزّ وجلّ دلالةٌ
واضحةٌ علي أهميّة بِرِّهما واحترامهما وأنّ لهما على الأبناء حقوقاً يجب أداءها
و للأسف لا نجد غير
العصبية و الصوت العالي .. هذا إن كان هناك حوار من اي نوع يدور بين الأبناء و
ذويهم .. ناهيك عن أن هناك من الأبناء ما يعترض دوما علي أراء الآباء خاصة الأم و
بأسلوب مستفز و كان الأم التي قامت بتربية أبنائها لا تفقه شيئا عن أي شيء
لا إبنتي الحبيبة .. الأم تخشي علي أبنائها و بناتها أكثر من
خشيتها علي نفسها
لقد حضّ الإسلام علي
إحترام الأبوين فهو باى من أبواب الألفة و المودة و أوصي رسولنا الكريم ب الأم
اخبرنا أبي هريرة رضي
الله عنه أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله
ﷺ فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال : أمك قال : ثم من؟
قال : أمك قال : ثم من؟ قال : أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك . متفق عليه
فهذا الحديث يبيّن فضل
الأم ومنزلتها وأن الأم لها من الحق في هذا الجانب وهو حسن الصحبة ثلاثة أضعاف ما
للأب .. والمقصود بحسن الصحبة : حسن المعاشرة والملاطفة والإحسان والبر وذلك أن
الأم تحملت الحمل وآلام الولادة وكذلك أيضاً الرضاع والحضانة .. كل هذا شقيت به وتعبت
. والأب كذلك هو سبب في وجود الإنسان وهو الذي يبذل الجهد ويتعب ولكن الأم تحملت
زيادة على ذلك هذه الأمور الثلاثة التي ليس للأب شيء منها .
فهذا الإنسان حينما
يكون في بطنها يعيش على دمها وحينما يخرج تعاين الموت و تشعر به وحينما يولد فإنها
تقدمه على نفسها وراحته على راحتها وتفرح لفرحه وتتألم لألمه وحزنه وإذا مرض مرضت
معه وإذا صار في المدرسة فكأنها هي التي تدرس وإذا إختبر كأنها هي التي تختبر وهكذا
حتى ينتهي من دراسته ثم بعد ذلك تشقى بعياله من بعده وتجد لهم ما تجد له فكما
يقولون أعز الولد ولد الولد .. لماذا ..
لأنه إبن او إبنة قطعة
منها .
كل هذا يقع للأم ..
فالمقصود أنها أولى الناس بحسن الصحبة
و إن أخطأت الأم و ذل
لسانها بدعوة علي أبنائها فتأكدي أنها ليست من القلب و لا مقصودة آبدا و كما قال
المثل .. ادعي علي ولدي و أكره من يقل آمين .. الأم يا إبنتي تعاني الكثير سواء
كانت إمرأة عاملة ام مجرد ربة منزل فهي تحمل من الأمور و مشاغل الحياة الكثير .
و أستكمل حواري مع
إبنتي في الغد إن شاء الله ف الحوار لم ينتهي بعد
عزة عبدالنعيم
