حوار مع الروائية
// أمل شيخموس//
حاورها: الكاتب والناقد
د. عباس الجبوري / العراق
تحب
الكتب التي توسّع وجهات نظرنا إلى العالم وتدفعنا لطرح الأسئلة وللتفكير
،
تحترم القارئ وتسعى دائما إلى مخاطبة ذكائه.
الحوار
مع الأديبة الروائية أمل شيخموس ذو شجون
حيث
يقودنا السارد في سفر تأملي، سفر البحث عن ملاذه، هذا الملاذ الذي يوجد في أعماق
كل أديب. وأمل شيخموس أديبة روائية تمتلك عناصر الوعي النظري والفلسفي بالكتابة،
حيث لفتت الانتباه بباكورتها الروائية " ابنة الشمس" لأنها جاءت باحثة
عن الحقائق في محاولة منها للخروج عن المألوف بنكهة وجدانية صوفية.
1
- بدايةً نريد تقدمي نفسك للقارئ العراقي والعربي من هي الروائية " أمل
شيخموس "
- مساء السعادة وزهر الرمان ☘
بوجودكم
البهي ،معكم " أمل شيخموس " كاتبة روائية وباحثة اجتماعية أطور ذاتي في
الصحافة والإعلام
عاشقة
للعلم والتعلم ، السلام
ولدت
في سوريا
وعشت
فيها ، الآن مقيمة في كوردستان الجميلة
عملت
مع الكثير من المنظمات الدولية والمدنية ، إنخرطت في المجتمع المدني والعمل
التطوعي يجذبني إليه أينما كان
أشعر
فيه بالبهاء والجمال العطاء والألق الإنساني محبة الله سبحانه وتعالى تغمرني
ومخلوقاته والنجوم تزين صدري وتشع ببريقها من عيني . . .
2
- أبطال رواياتك من بلادك أم شبيهة لأبطال إيزابيل أييندي لأقضي برفقتها يوماً
كاملاً ، يتغلب عليك العاطفة أم الوجدان أم تصحبيها إلى ضفتي دجلة والفرات ليستمتع
معها القارئ حكايات ، حال معرفته الروائية
أمل
شيخموس . . ؟
- عندما أكتب أفترش النار والصدق ككرة من اللهب
المكان والزمان يتلاشي وأنسكب مع شخصياتي قلباً وقالباً ، أبطال رواياتي من الواقع
بطريقة إبداعية
إذ
عندما أكتب أخض مخيلتي خرزات زرقاء وصفراء خضراء من الواقع والخيال
الرؤية
والإستحداث بما يخدم تطور الأحداث والشخصيات ، أعبر فيها عن أفكاري عن طريق معالجة
الواقع المعاش وتسليط الضوء على معاناة النفس البشرية والإنسانية . . المجتمع
ودفعه نحو الأمام لخلق مجتمع متماسك أكثر وذلك من خلال الرؤية الواقعية العقل
والقلب الروح والنفس والجسد .. التجربة والإنخراط بكافة طبقات وفئات المجتمع لطرح
ماهو واقعي وهادف وبناء
قريبة
من الناس جداً ، أيضاً منعزلة بطريقة إبداعية تتطلب ذاك الإنعزال لأجل التطور فأنا
كما صرحت مسبقاً أكتب من صومعتي الداخلية،
سويداء قلبي وما أشعر به وبصدق وكما أقول دائماً ( الصدق جنة الحياة )
من
إحدى قضاياي التي أدافع عنها الصدق ، الإنسانية ، . . .
كما
أعمل دوماً على نشر ثقافة الإبتسامة والإيجابية والوعي . . محبة الخالق سبحانه
وتعالى أفعالاً لا أقوالاً
من
خلال ذاتي أتحرك وهجاً حنوناً ينشر الثقة والأمل أو هكذا أحاول قدر المستطاع
3
- بمن تأثرتِ من الشعراء القدامى والجيل الحديث مثل نزار قباني ونازك الملائكة
والسياب وغيرهم .. .؟
-
من الجيل القديم الأخطل الصغير * خاصةً هذا البيت :
سلِّ
الليل عن عيني إذا رابكِ الفجرُ
أفازَ
بها إلاكِ و الأنجمُ الزهرُ
أما
الجيل الحديث نزار قباني :
يامجدُ
يافنُ ياجنون
أين
العصبةُ والمعجبون
وبالتأكيد
أيضاً ، أستاذي في مادة اللغة العربية ، الأستاذ الشاعر منير محمد خلف* في قصيدته
:
شيرينُ
إنَّ حمائماً في خافقي
تشدو العذابَ بصمتكِ المتورمِ
لا تتركيني في الهوى متقلباً
أو
للفراغاتِ المريرةِ أنتمي
4
- الكثير من الروائيين يقولون أنهم اكتشفوا رغبتهم في الكتابة ، حاولوا تقليد رواية
ما . . . هل حصل ذات الأمر معك ؟
-
نعم في بداية إكتشفت موهبتي الكتابية والتي كانت محض صدفة بالنسبة لي كنور إلهي
ورسالة وجهني الله بقدرته وحكمته إليها دون سواها ، إذ منذ الصغر كنت مولعة
بالعباقرة والعلماء شدَّ ما تمنيت أن أكون عالمة أو مخترعة،كانت تجذبني الأمور
الإستثنائية والمتميزة، طاقة ما في أعماقي تنهضني للعلاء والسطوع والإندفاع نحو
أشعة الشمس
بالنسبة
لي حدث بمحض الصدفة أن مسكت روايتة ( السكرية ) للكاتب القدير نجيب محفوظ في
العطلة الصيفية للمرحلة الإعدادية حيث كنت أُجلُّ الكتاب وأرى فيهم عظمة غريبة لم
أكن أتجرأ بيني وبين ذاتي أخوض هذه التجربة ولو بمحاولة التفكير ، لكن قوة ما
إرتادتني عند قراءة هذه الرواية الضخمة حيث ساورني شعور إنه إذا كانت الكتابة هكذا
فأنا أستطيع!! وقتها كتبت على المسودة أكثر من 60 صفحة في وقت قياسي وشاء القدر أن
يراها الشاعر الأستاذ "منير خلف" الذي شجعني جداً وبدى فخوراً ومنبهراً
. . لم أنم ليلتها من الفرح حيث كانت قبائس النور والأمل تسترسل من جسدي أضيء
وأستذكر ما قاله لي مكرراً من القلب إبدااااع ، إبداااااع ، إبداع ، سوف أخبر رئيس
اتحاد الكتاب اني عثرت على كاتبة عملاقة نعم عملاقة !
لحد
الآن أستذكر كلماته وأستشعر ذاك الإحساس وكأنه اللحظة وبفرح . . بيد أني خرجت
بنسخة مختلفة عبرتُ فيها ذاتي إذ لم ولن يستهويني يوماً تقليد الآخرين مهما كانوا
عمالقة ، أحبُ لنفسي بصمتي الخاصة بي وإلا لماذا أكتب ؟! أكتب لأعيش الإختلاف
والجمال وخلق أسلوب وخط روائي خاص بي .. هذا هو الإبداع وبإختصار أن تأتي بالجديد
بما لايشبه سواك . .
five - الكتابة بدايتها إلهام ورواية ، ثم وسيلة
للتعبير عن دور الكاتب في الحياة ، علاقتك بالكتابة كحرفة أم صنعة ، أو غير ذلك ؟
-
الكتابة حب وعشق ، حياة !! ليس بمقدوري أن أكون دونها فأنا الرواية وهي أنا حدَّ
التمازج والتماهي ، الإنسجام الإنصهاري . .
موهبة من الرحمن الرحيم ويؤتي الحكمة من يشاء
ألف
شكر والحمد لله . .
6
- من خلال متابعتي لك ، أعرف أنك تكتبين في مجالات عديدة ماهو المجال الأقرب
لوجدان أمل شيخموس
؟
- المجال الأقرب بالتأكيد هو الرواية
محترفة
لفن تدوين الرواية بفضل الله تعالى لأنها تمثل الإنسان وحياته لذا هي عشقي الأقرب
7
- من رواياتك . . ماهي الرواية التي تعتقدين أنها الأكثر طموحاً على صعيد البناء
والشهرة ؟ . . ولماذا ؟
-
إلى الآن لم أعرض من رواياتي للقراء سوى روايتي الأولى
( إبنة الشمس ) والتي كتبتها بشغفٍ عالٍ بنبضي
وجنوني . . وذلك لأ المجال الأقرب
بالتأكيد هو الرواية
محترفة
لفن تدوين الرواية بفضل الله تعالى لأنها تمثل الإنسان وحياته لذا هي عشقي الأقرب
eight. بماذا تنصحي الجيل الجديد من الروائيين
والقصاصين..؟
-
الحرص على تقديم الكاتب والروائي أفضل مالديه ، وعدم الإستعجال في الظهور والشهرة
قبل النضج والتدرج في الخطوات
،
الصعود خطوة خطوة
،عدم
حرق المراحل وتقديم أدب يفيد به الإنسانية والبشرية ، إعادة الكتابة أكثر من مرة
في المراجعة والتدقيق ، الصدق في التعبير والإحساس بالعمل هو سر النجاح ، إمتاع
القارئ وعدم إجهاده بما لا يفيد ، الإبتعاد عن التكرار والحشو كل كلمة وكل حدث يجب
أن يدفع الرواية للأمام ، أن يكون لديه مخزون ثقافي من خلال القراءة قبل وبعد
استخراج العمل الروائي .. ، استخدام اللغة
(
العربية الفصحى ) لغة مفهومة على صعيد الوطن العربي ، أن يقدم عمل هادف ممتع وشيق
ليس مادة تعليمية بحتة لأنَّ القارئ ينقب عن تلك المغامرة والمتعة ، عدم المباشرة
في العرض بل التحلي بالفن والصياغة مطلوب أن تتمتع الشخصيات بالحياة والحيوية
والتجدد وليس شخصيات آلية لا يتأثر بها القارئ ، فالعمل المتميز يحدث نقلة في
الوعي والتطور يؤثر في أعماق النفس الإنسانية والعقل البشري ، عرض العمل على مدقق
لغوي أو محرر يفيد جداً حتى تقدم رواية أو مجموعة قصصية بمنتهى الإبداع يسجل
إستحقاقاً للكاتب ويضيف إليه كما البشرية المزيد . .
nine -
كلمة ختام :
تحية
تقدير عميق أ. د.الكاتب والناقد عباس الجبوري من العراق الحبيب حوارك معي وسام تشريف وتكريم لي ممتنة من القلب
فخورة
أني كنت مع قامة أدبية ثقافية استثنائية وسامقة
طاقة
حب وسلام وابتسام من قلبي لكم القراء الأعزاء المتابعين
حزم
وجرأة ، ثقة بالنفس ، شدَّ ما تأثرت بهذه المقولة
:
الثقة
بالنفس تثمر النجاح المستمر
وأنا
أقول : كُن كموج البحر متجدداً على الدوام ، متقدماً إلى الأمام
كما
كتبت في روايتي
( ابنة الشمس ) :
التغيير
يبدأ من الأعماق . . علينا أن نكابر على العقول الموبوءة لنشر الروعة والأمل .
بالتنقيب والتجربة سنحقق المعجزات العالمية الباهرة . .
نحول
الفشل إلى نجاح فواح بعبيرالأقاحي
//
الروائية أمل شيخموس
تحياتي والورود الفاتنة ..