أحبُّ حياتي لكي يدوم الشعر
عامر الطيب
أحبُّ حياتي لكي يدوم
الشعر
و أنظر لموتي كخبطةِ
ظلٍ ،
أطارد أغنية السأم و
الأغنية السعيدة أيضاً،
أعيش حول الجسد الذي
تسكنينه
و في السنة التي
تغادرينها غير راضية.
إنه حبكِ إذن :
العالم زائلٌ
أنا الذي جئته من الجهة
التي يبدو فيها أبدياً
!
♤
سمعتُ صوتاً في الداخل
يفكرُ من أجلي ، يجهز
لي الحكاية
و يطلب مني أن أسجلها
فقط،
يبتكر لي حياة الملك
و يجعل ليلي طويلاً هذه
المرة،
يخبرني
عما سيحدث لي
فأصغي بامتنان .
سمعته الآن
خالداً كالنيرفانا
و أحببت أن أصنع منه
اسماً
لكِ فاختفى!
♤
اليوم بدأ الصيف الأصلي
في قريتي، ذبلت ألسنة دجاجاتي
و اختبأت قططي
تحت ظلال السيارة .
تنتهي حياة القطرة
في اللحظة التي تقع بها
على الأرض،
طائر بعيد يحوم
و آخر كأنما يتعقبه فقط
.
اليوم بدأ الصيف الأصلي
في قريتي
لقد بقي لدي القليل
من قصص الصقيع الفائت :
تمرة يابسة
لا يمكنني أن أصنع منها
فخاً !
♤
حياة غزيرة كرجلٍ في
الوحل
و موت يصر على البقاء
نائياً ،
ينبغي على المرء
أن يعيش
و ينتعش
و يسافر إلى أميركا .
ينبغي عليه أن يقطع
الطرق التي لم يقطعها
أسلافه ،
هكذا سانهي طريقي
دائراً حول قدمي ،
و ذلك ما تفعله الدوامة
من أجل النسيان!
♤
في منتصف الليل فكرتُ
بأنني قد أحببتك منذ
قرون بعيدة
حيث كان الحجر
يلمع تحت أصابع الصغار
،
تبدو الشمس دائرة
و الرياح مسمرة على
العتبات،
حيث لم يكن ثمة بيوت
بعد
كان العشاق
يألفون الوحوش التي
تتعقبهم
و يحبون الموت !
♤
إنني أجوع لحياة أقل
نبلاً
لحب كالصنم الخفي أحممه
و أعبده
دون أن يخبرني الآخرون
عما سيسببه من ضلال،
أضعه على الطاولة
و أتوسله أن يقيمَ على
الطاولة فعلاً،
إنني أجوع
للأيادي التي يملكها
البشر،
الأيادي التي تلوح
وهي تحاول الإمساك
بالزمن!
♤
أدركتُ أنني روح أكثر
مما أنا جسد،
متآخ مع الأشجار ،
عذب في الحديث عن
رغباتي ،
صبور كتمثال
و متوجع كطائر .
أضحك وأنا أنظر لنفسي
كما ينظر الأطفال
للبهائم الغريبة .
إلى أي حد سأكون سعيداً
على الجنازة
حيث يتلاشى جسدي كغبار
الظهيرة
و تدفن روحي ؟!
♤
كالبنائين
أقول يا الله وأنا أضع
أول كلمة
على الورق،
اللعنة تطارد الرزق
البشري
كافة،
قد يجيء قدر و يمحو ما
كتبته.
أقول ذلك
لتصير الأمور ميسرة
لكنني آخذ استراحتي
فلا يصح أن أقول يا
الله الآن :
إن حياتي بضع كلمات على
السلم
إن مدينتي تطردني من
جسد الأنثى !
♤
هذه ساعة شهوانية غير
مباركة
سأبدل بها كلَّ كلام
عابر إلى شفةٍ.
جسد امرأة يلوح لي
منذ الطفولة لم أبلغه
حتى الآن.
بحيرة مرصعة بالأقمار ،
بحيرة أزلية و حزينة.
هذه هي ساعتي الآن
أثناء الجماع
بدت الكتابة الشعرية
عاجزةً
لا بدّ أن ثمة حكمة
في ألا يمسي لهاثنا
مرئياً !
عامر الطيب