جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
عامر الطيبنصوص

أحبُّ حياتي لكي يدوم الشعر

 

أحبُّ حياتي لكي يدوم الشعر

عامر الطيب


أحبُّ حياتي لكي يدوم الشعر

و أنظر لموتي كخبطةِ ظلٍ ،

أطارد أغنية السأم و الأغنية السعيدة أيضاً،

أعيش حول الجسد الذي تسكنينه

و في السنة التي تغادرينها غير راضية.

إنه حبكِ إذن :

العالم زائلٌ

أنا الذي جئته من الجهة

التي يبدو فيها أبدياً !

سمعتُ صوتاً في الداخل

يفكرُ من أجلي ، يجهز لي الحكاية

و يطلب مني أن أسجلها فقط،

يبتكر لي حياة الملك

و يجعل ليلي طويلاً هذه المرة،

يخبرني

عما سيحدث لي

فأصغي بامتنان .

سمعته الآن

خالداً كالنيرفانا

و أحببت أن أصنع منه اسماً

لكِ فاختفى!

اليوم بدأ الصيف الأصلي

في قريتي،  ذبلت ألسنة دجاجاتي

و اختبأت قططي

تحت ظلال السيارة .

تنتهي حياة القطرة

في اللحظة التي تقع بها على الأرض،

طائر بعيد يحوم

و آخر كأنما يتعقبه فقط .

اليوم بدأ الصيف الأصلي في قريتي

لقد بقي لدي القليل

من قصص الصقيع الفائت :

تمرة يابسة

لا يمكنني أن أصنع منها فخاً !

حياة غزيرة كرجلٍ في الوحل

و موت يصر على البقاء

نائياً ،

 ينبغي على المرء

أن يعيش

و ينتعش

و يسافر إلى أميركا .

 ينبغي عليه أن يقطع

الطرق التي لم يقطعها

أسلافه ،

هكذا سانهي طريقي دائراً حول قدمي ،

و ذلك ما تفعله الدوامة من أجل النسيان!

في منتصف الليل فكرتُ

بأنني قد أحببتك منذ قرون بعيدة

حيث كان الحجر

يلمع تحت أصابع الصغار ،

تبدو الشمس دائرة

و الرياح مسمرة على العتبات،

حيث لم يكن ثمة بيوت بعد

 كان العشاق

يألفون الوحوش التي تتعقبهم

و يحبون الموت !

إنني أجوع لحياة أقل نبلاً

لحب كالصنم الخفي أحممه و أعبده

دون أن يخبرني الآخرون

عما سيسببه من ضلال،

أضعه على الطاولة

و أتوسله أن يقيمَ على الطاولة فعلاً،

إنني أجوع

للأيادي التي يملكها البشر،

الأيادي التي تلوح

وهي تحاول الإمساك بالزمن!

أدركتُ أنني روح أكثر مما أنا جسد،

متآخ مع الأشجار ،

عذب في الحديث عن رغباتي ،

صبور كتمثال

و متوجع كطائر .

أضحك وأنا أنظر لنفسي

كما ينظر الأطفال للبهائم الغريبة .

إلى أي حد سأكون سعيداً

على الجنازة

حيث يتلاشى جسدي كغبار الظهيرة

و تدفن روحي ؟!

كالبنائين

أقول يا الله وأنا أضع أول كلمة

على الورق،

اللعنة تطارد الرزق البشري

كافة،

قد يجيء قدر و يمحو ما كتبته.

أقول ذلك

لتصير الأمور ميسرة

لكنني آخذ استراحتي

فلا يصح أن أقول يا الله الآن :

إن حياتي بضع كلمات على السلم

إن مدينتي تطردني من جسد الأنثى !

هذه ساعة شهوانية غير مباركة

سأبدل بها كلَّ كلام

عابر إلى شفةٍ.

جسد امرأة يلوح لي

منذ الطفولة لم أبلغه حتى الآن.

بحيرة مرصعة بالأقمار ،

بحيرة أزلية و حزينة.

هذه هي ساعتي الآن

أثناء الجماع

بدت الكتابة الشعرية عاجزةً

لا بدّ أن ثمة حكمة

في ألا يمسي لهاثنا مرئياً !

عامر الطيب


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *