رَجَعْنَا إلى التَّاريخِ نرَجْوهُ تأَويلَا
إيهاب عبد السلام
رَجَعْنَا إلى التَّاريخِ نرَجْوهُ تأَويلَا
فَلَمْ نَرَ مِثْلَ اليَوْمِ عَهْدًا وَلَا جِيلَا
جَرى النِّيلُ في أرْضِ الكِنَانَةِ خَائفًا
فإنَّ لصُوصَ اليَوْمِ قَدْ تَسْرِقُ النِّيلا
نَرَى نَمْلَةً إذْ تَوَّجُوهَا بِمَنْصِبٍ
وَبَعْدَ مُرُورِ العَامِ قَدْ أصْبَحَتْ فِيلَا
يُقَابَلُ وَجْهُ الصِّدْقِ بالصَّفْعِ سُبَّةً
وَتَلْقَى وُجُوهُ الزَّيْفِ حُبًّا وَتَقْبِيلَا
وَنَحْيَا زَمَانًا يَجْعَلُ العَقْلَ سُبَّةً
فَحَكَّمَ فِي خَيْرِ العُقُولِ البَهَالِيلَا
وَحَمَّلَ هَابِيلَ الذُّنُوبَ جَمِيعَهَا
وَبَرَّأ رَغْمَ الاعْتِرَافَاتِ قَابِيلَا
وَيَنْحتُ تَمْثَالًا لِكُلِّ مُؤَلَّهٍ
فَبَدَّلَ قَوْمِي بالفؤوسِ الأزَامِيلَا
فَأضْحَتْ شُقَوقُ الأرضِ تَنْدبُ حَظَّهَا
وَيَحلُمُ وَجْهُ الأرضِ بالمَاءِ مَبْلُولَا
أخَفْنَا صِغَارَ الأمْسِ بالغُولِ رُضَّعًا
فَهَمَّ رِجَالُ اليَوْمِ أنْ يَعبُدُوا الغُولَا
يُرَتِّلُ قلبي في بلادي مَحَبَّتِي
فَتخنقُ كَفّ اللَّيْلِ فيهِ التَّرَاتيلَا
وإنْ أبْصَرَ الوَالِي الدّمُوعَ غَزِيرَةً
تَصَنَّعَ تَحنَانًا وَغَلَّى المَنَادِيلَا
نُدِيمُ مِطَالَ الجُوعِ حَتَّى يُمِيتَنَا
وَحِكْمَتُنَا يَا بَخْتَ مَنْ بَاتَ مَذْلُولَا
وَصِرْنَا عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ ذُبَابَةً
فَلَا شَيْءَ إلَّا أنْ نَطِنَّ المَوَاويلَا
نُعَلِّم أسْرَابَ الفَرَاشِ بَرِيئَةً
بِأنَّ هَوَى الأوْطَانِ يَعنِي القَنَادِيلَا