أوبرا الذهب
عبد النور الهنداوي
____
_____
إلى عمران
_ ما أجمل أن لا تفعل شيئاً
ثم ترتاح
قليلاً _
لقد أنجزتُ جسداً جديداً جديراً بالضياع
وأكملتُ وصيتي بجدارة //
كي لا يفلت وجهي من ضباب يتسوّل الهواء الملكيٍّ
وكُتَل الملابس الغامضة
الأصابع التي أمتلكها///
أشرفت على الإحتضار
وأخشى إن ظلّت تنظّف الأسلحة // وأطراف الشاحنات
أن اتعذّب مع حريتي
أو// أواجه أيديولوجيا طأطأت رأسها
خجلاً من الدم. /
لقد نصحت الوردة أن لا تعطي أصابعها لقدامى المحاربين
ولا للضوء الذي احدث خللاً بالرخام
ما وراء الصدى///
غرق كبير
وأشلاء ضائعة // بين أمكنة جسورة
وزغاريد طبقت الآفاق
وايضاً //
بين أسرّة كان لها إغماضات / وهواء لا يزال بيننا
على الأقل //
كان نصفها من الغبار ///
وأكثر عذاباً من الملائكة
حتى الأجوبة المسلولة من صداها
صارت علفاً للخيول الميتة
حتى الصرخة التي فتحت ثغرة في الجدار
اقتفت أثر الصور المشوّهة // وظِلال المقاعد الفارغة
يا أيها التراب الذي تتلّمذ أصابعي على يديه//
هذه الإبتسامة التي ناحت في خطى الأنبياء ؟//
صافحتها بحرارة // كنزيف في مهب
إنه يوم الرهان //// حين تفتح الأسطورة ذراعيها لأولاد الزنى .
يكفي القليل من البكاء الغابر //
كي يمشي السؤال على قدميه
أو يتقيّأ الهواء الغبار //
قلت : إن خطّ الدم الذي ابتدأ مع الأزل //
ينتهي مع الأزل
وإن الذي كشط الأذى / عن الأصابع النظيفة
تثاءب خجلاً
ورحل عمودياً باتجاه الصخب //
وتسلّل عبر صرخة // أخذت قسطاً هزيلاً من موسيقا
لها إيقاع يشبه المجهول
ما رأيت أجمل من الخوف وهو يرتدي قميصاً رحباً
ويهتزّ كريشة في الظلام
أتذكّر الشفقة / وأسرار قومنا / وكيف امتطينا لغة /
لا هي بطيئة// ولا تعترف بمتاحف الشمعِ//
وتغيير شكل الطرق / والصراع الطبقيّ/ وضرورة
الإستيقاظ / كي نرى الأرجاء المعلّقة وهي ترفل
بالخطايا// والغمام القادم
بحذرٍ من الأبعاد
ولدتُ مثل الحروف
لا أعرف المصافحة/// أو طعم الماء الذي لا ينام
أسقط في الهفوات دائماً //
وأمارس وحشة// صنعت لنفسها مسافات عمياء//
كي تظلّ دقيقة في وقوفها
خطيرة كالتفاصيل//
أخذتُ قسطاً يسيراً من الأقدام العارية
لأسيج الخرافة / بدم صالح للإستعمال
وأرصد كل الحفر التي لها ذكريات عن الإهتزاز
وتشاؤم غسيلنا العزيز
سأبذل قصارى جهدي /// لتقليد الفراشات
وتغيير اسماء الشوارع //
واسماء الفقهاء /
وإعادة الصهيل // إلى كائنات تشبه الصهيل
يا زهرة اللؤلؤ التي تطرق الفراغ
سواء رقصنا أمام الديدان الهزيلة //
أم ملأنا ضياعنا/ بفلسفات حفرت في عيوننا اسرّة للشتائم
سأتّشح بذكريات ليست مؤذية
وأبدأ بتمزيق التواطؤ مع آفاق القراصنة ////
وسأظل ارقص وحدي //
لأجتثّ كافة الطقوس// من بين أصابع العظَمَة
ورشّ الكبرياء // على شهوات حلّت ازرارها /// امام جناية عزباء/.
للنوم تاريخه المؤثّث // يا دم
والزلزلة التي فقدت شروطها الهائلة
وقفت علناً//
أمام تغيير شكل الكلام / وشكل الماء/ وشكل الضياع/
وشكل النواح
ركضت وراء الزمن من أجلنا
واحتطبت طرفة عين من جنازة النار والريح
كي لا تكون وجوهنا // صرخة في ليل
حائط من الحرائق// لتغطية التفاصيل
قبور خصبة هلهلت بوقار // لتنتقل من خراب إلى خراب
حتى الضباب // يريد أن يأتي طائعاً ونظيفاً من الأنين
يعني // أنّ بضعة أرصفة امتلأََ نصفها بالغبار
وإن حفاة " هناك "يتراشقون بالزمن // امام الذين يصنعون
الزمن
ماذا أفعل بالذين أطعمتهم قلبي //؟
وعِظامنا تزغرد/ كي لا يظل فيها مناطق تالفة
سأظل كما انا ممتلئاً بالعراء
ولن اعتذر من عزلتي// حتى لو تحوّلت الأصابع والأسنان والفضائح
المركّبة /// إلى شموع
قدم في الفراغ//
قدم في اللامكان // لحضور قدّاس الجثث العائمة
وانا ما زلت كحجر هائل// يدور في الكون دون هدف
كدت أعاتب أصابعي/ علّني أجد مكاناً لجرح
فلففت وجهي بإغواء فارغ// لئلا اتذكّر الدم المطحون بعناية//
خِفتُ من عزلتي//
من عالم رماني بكل انواع الضحك / وما خلفتّْه الشواطئ الميتة
هي لحظة الطين //
لحظة البُشرى // حين تتلألأ قطعان العشب ///
وليل القبائل
اتذكّر//
_كيف تزحف غمامة / بعد أن تعرف كيف يزحف الحريق
_ كيف يقتنع الذي ينفخ في القاع // أنه ينفخ في التاريخ
_ كيف لحبل الغسيل / أن يكون له دقات قلب
ونعترف له بالمسافة العمياء / وحلاوة ضوء القمر
انا الآن في موسم سقوط خيوط الفراغ
وارتطامي بما قبل الإغتصاب
أبايع الغابة أنني سأموت قبلها
وأكدّس الضحك فوق بعضه البعض / كما نكدّس الحطب
الآن أريد أن أغتال الأجزاء الإضافية من العالم
لازرع جثتي في نهاية الهواء
اريد ان يكون لي صهيل حصان // كي لا أظل حجراً
في العصر الحجري
قبل ذلك // كنت" بصلاحية "جعل أرواحهم هباء منثوراً
وأستعدُّ ليوم القيامة
وأقذف الوقت مع تميمة جميلة //
مع شغف عال // لقهقهات خاصة بالخوف
وصمت بلون الريّبة المظفّرة // العائدة من الإنتصار
كنت بارعاً في اقتفاء آثار أقدامنا الميتة
احتسي ماء نزّ من المرايا/ لأشاهد الهواء يطحن الهواء
كل الذي رأيته غريب في ماضيه
يضارع علانية الأسرار من أجل ذواكرنا البلهاء
التراب الذي يتلألأ في دمنا
يقطف وردة عبقرية " في" الركض
ويعرف انه جاء من الأضداد///
ولم يعرف سوى الجوانب الخلاّقة في آكلي الحشرات
قد يرتطم فمي بالضباب// أو باللهب
لأتعرّف على كوميديا الآمال//
قامات زجاجية/ تتراقص داخل المباني الزجاجية
الأرض مرهقة / وتائهة/ تنتظر ما يقوله السيد القيصر
تشويش/ يتلاطم / بين الركض / ونهج اليقظة الدائخة
الله / الله
ياالذين " وضعوا " ارواحنا في أكياس الطحين / كما لو
أنها النفايات
ويقدمون أرواحهم الطاهرة/ لماسحي الأحذية
التاريخ كما قلت قبل قليل
هو حقيقة الدم
أو الوجوه التي تآكلت مع الأقنعة
في كل يوم ///
أرى وجهي يتأهّب لزيارة العار
يمتلئ بالفرح / دون مقابل / ليعثر على زهرة واحدة
دون قناع
احياناً//
يتفصّد من خلاياه / الفراغ //// وثأرخديج
ينتظر طرْقَ أبعادهِ//
ليشبه الأسطورة
كنت قد جئت من غيمة بعينين خشبيتين
واشبه النيران الطائرة
وبارع في إلقاء قصائدي على الحفاة العراة
لم يكن لدى القمر فرصة كي يعبث بفحم أرواحنا
وعينا //
ولا وعينا/ كان نائماً
أيدينا يابسة / لا تصل الحلم
وصمتنا يريد أن يتخلّص من قيوده المزدوجة
لا أحد يستطيع تعليب الثقوب التي سقطت مهشّمة
مع أنني في طور تحوّلي إلى جزيرة من القش
قد لا أستطيع نقل الكرة الأرضية إلى مكان آخر
ولا داعي لنبش القبور بحثاً عن عشوائية المكان
صهيل القتلة //
هو نفسه صهيل السكاكين
هي نفسها // الأشياء التي يحملها عابر السبيل
يا سيادة الوردة//
أظافر الهواء / دفاعاً عن حضرة الموت الذي هو حضرة
الحياة
ولعبة القبائل // هي لعبة الأرصفة
كتبت عن كيفية تحوّل العبيد إلى عبيد
وعن تراب يتسلّق الحجارة / لئلا يظل الرماد عالقاً بالأجنّة
يا سيادة الوردة.../
كم اننا معذبون /// لاننا لا نستطيع ان نكون تلويحة يد
وكم قال لنا الثلج/ انتم الذين تبحثون عن رجاء ما ؟
للقبض على أشجار تقيم الصلاة على روح " ما تبقى"
من اليخضور
أنتِ جئتِ إلينا لأن النار ولدت في النصوص
وأوجاع الله ///
صارت تشبه أوجاع الغرباء
أليس الإنتظار هو الذي يتألق في الأجفان
شعراء من الخزف
جاهلية معلّقة على حائط الدنيا والآخرة
جثث جاهزة لاستقبال كافة أنواع الصدى //
وحَمَامُنا العتيق //
شاهد آخر / تلطّخت اجنحته بأحمر الشفاه / والشتائم / وخرز الآلهة
قد أحمل فوق ظهري قطعة من الجحيم//
وأتزامن مع أيام باهرة /
وورد على الهيكل
ثمة صورة فظّة لنشأة الهواء
وهبوط في رقصة الدمى/ لإعادة نسخنا البائسة .
ليس لدي إجابة واضحة عن ارتجاج اللحظة بِعظام
فرّت إلى أجسادها
كنت وحدي اتبع الجليد // لأصل إلى "مرابط خيولنا"
واحدّد وجهة النظر / عن نبوءة الجنائز التي لا أثر
لها في الخيال
ارتّب منتهاي// خوفاً من الحسّاد / والزغاريد الأصلاً
خارج العماء
دعني يا إلهي أملأ فمي بلغة الغابات
وأنهمر كهواء تعبر فوقه الأشباح
يا سيادة الوردة //
لأننا أكثر من زوايا حاّدة في هذا الزمن
وحدي //
ما زلت ابحث عن الكلأ منذ الأزل
لأنني قرأت عن ثقافة الملح // التي هي ثقافة العذاب
ولأن السراب أصيب بالإعياء ؟
تساءلت من هو الذي يصنع الدم
قيل لي : //
كل جثّة تسقط // تعني انّ المشهد " يعني " على ما يرام
نتثاءب على أرصفة العصر
للتزوّد بِقِطَعٍ من النوم / القادم من الغروب .
غابة من العيون / والأصوات/ بانتظار الهباء الضخم
ففي قلوبنا //
أمكنة خشبية تشبه المقاعد الفارغة
والأمم تتبع عادة جراحها
اما دمي ////
فقد برع في إنتاج الحفاة/ وآكلي الأسئلة
إنها الفرصة الأخيرة// كي يتوقف صهيل الخشب
لأن الأصابع تدحرجت من الماضي /// إلى الماضي
انظروا كيف تدلّت الأظافر من النهاية
ودخلت في الخرافة / وتراكمت في السواد الذي ارتطم بقوة بالحائط
قد " لا تعود " الأسطورة تلاحق افواهنا
قد تعزف الموسيقا لنثر عِظامنا/ ومخملنا/
وما استطاع الوحل// أن يكسّر رغبة اللهِ //
في القصائد التي لم تعد تصلح مكاناً لانتظار الهواء
ثمّة موت داخل الزجاج // يريد أن يموت مع الأشجار
امشي فوق عذابي // لأشتّت النبوغ الذي تطاول فوق
الأرصفة
لقد أصبحت باهراً / وقادراً على تذويب / الغبطة المالحة
وعندي وجهة نظر لإعادة المعجزة / إلى مكانها اللائق
ومثلما امتلأتُ باللهاث الورديّ / والممكن الورديّ
أطلقت العنان للخجل//
لأجهش في بكاء// يفضي إلى الوداع //
ماذا تعني كلمة جفاف؟
وانا أذرف خيلائي من أجل ضحيّة أبعد من الأفق
يا أرواحنا التي تتناول كتاب قارع الازمنة//
سأتحاشى الخيال الذي يحدّد لنا شكل الألبسة
وأكتفي بالجدار أن يكون أبي////
وبالنصوص///
أن تكون شهيّة / وتختال في جوف الضوء العظيم
لم يعد لدى الحديدِ رائحة
ولا اللعب عشوائياً بوجه اللغة
ولا بالأشياء التي تذهب حيثما تشاء //
أنا ابن الذين يتدلّى الدم من أفواههم
وابن الوديعة الإلهية التي //
تبحث عن دليل