مقال (ذات يوم )
الشاعر / إبراهيم عبد الفتاح شبل
اصطحب ابنه يوما برحلة
داخل شوارع قريته التي كانت تسمى بأسماء الدول العربية.
وكلما مر الأب على شارع
أخذ يقص على ابنها قصة الشارع واهله وابنه يستمع وينصت بنهم شديد للمعرفة وكأن
الأب يسرد تاريخ الشعب ويصف جغرافية المكان بوجوه الناس الذي تملأ المكان
فالاب يواصل السير داخل
عبق المكان حتى وصل
إلى لوحة كبيرة قديمة
كتب عليها بخط كبير وجديد
مصر صانعة المجد
توقف الأبن أمام الأسم
وسأل الأب
مامعني المكتوب ياابي؟
فجلس الأب على تراب
الأرض وأمر الأبن بالجلوس على تراب الأرض وابن لايفهم لماذا جلس الأب ؟
وينظر بتعجب شديد
وينتظر من مايشفي بيه صدره
فقرأ الأب مافي عين الﻻبن من شغف
للمعرفة
فرسم الأب رسومات على
الأرض ويسأل الأبن على مدلول كل رسمة وفيصل الأبن للمعرفة من خلال إجابته
ولكن ماذارسم الأب في
هذه اللوحة؟
رسم الأب رجل يزرع ورسم
نيل يجري ورجل يبني بناء عظيم ضخم و صانع فخار وجند يحمل سلاحه
وامرأة ورجل وطفلين
ورجل يرتدي ثوب عظيم وبيده صولجان الحكم
فقال مارأيك في هذه
اللوحة ؟ هل رأيت مثلها على تليفونك الجوال؟
أو قرأت قصيدة شعر توحي
بهذا الجمال
فقال الأبن ما أروع هذه
اللوحة وما إبداعها فهذا الرجل هوالفلاح اول من فلح الأرض وأخرج منها فولها وبصلها
وعدسها وخيراتها فجعلها سلة غذاء لمن حولها وخير دليل قصة سيدنا يوسف ودعوته لأن
يكون ملكا أمينا على خزائن الأرض فخير شاهد سنوات الجفاف والجدب التي مرت بيها مصر
والدول المجاورة فأنقذت مصر العالم بفضل هذا الفلاح المصري العظيم الذي اهتم
بالنيل وعظمه واهداه اجمل بناته عروسة تقرب لحابي العظيم لكي يأتي له بالخير
العظيم ويأتي بالفيضان لكي تنجب الأرض الرخاء ويساعد في البناء العظيم فهذا البنا العظيم قد شيد أكبر
معجزة بناء التي ليس له مثيل حتى الآن.وهذا الصانع الذي صنع أدواته من حجر الطبيعة
ومن طمي النيل صنع
أواني من الفخار وزين القصور بالأثاث الفخم وصنع الأسلحة لحماية هذه الدول وحدودها
الكبيرة فكان خير أجناد الأرض
وقال الأبن لوالده لقد
فهمت يا أبي
وسوف يعود هذا المجد
ذات يوم لمصر قريبا
وهنا قال الأب غدا سوف
نكمل الرحلة ياولدي
مع تحياتي
إبراهيم عبد الفتاح شبل