محمد صالح
..
" الولد الذي لا يعود إلى البيت حتى لو حل المساء "
كبرت في العمر
واكتسى رأسي بالبياض مثل
جبل الشعرة في الثلج
قرأت كتبا كثيرة
وقطعت المسافات الطويلة
مشيا على الأقدام
وأنضجني الليل والنهار
قرأت شعر الجهات كلها
ووقفت على نوافذ العالم وعتباته الساحرة ،،
جريت خلف الأوهام مثل نهر
وصعدت قمم الجبال
مثل موكب من الضباب ،،
عرفت الغزلان في الأحراش
وتتبعت أصوات الحجل والزرياب
في غابات الكستناء العالية .
وقعت في الغرام
مرة واحدة لكنها كانت قوية جدا
وكافية كي لا أقع مجدداً
على أية حال ،،
هذا أنا الآن
مع هذا ، فأنا لست الرجل
الذي يحدثك الآن عن نفسه !
أنا ذلك الولد الذي
مازال يلعب بعيدا جدا عن البيت
الولد الذي لا يعود
حتى لو حل المساء .
أنا الولد الذي لا يعود .
***********************
***********************