جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

إحساس

هشام بوطرفاس

..


يعتريني إحساس الانسحاب؛ أن أنسحب من كلامي وأتبرأ منه، كما يتبرأ المجرم من قفاز الجريمة،وأنسحب من صمتي حتى أجد مسافة كافية تفصل بيني وبين لزوجته الطاغية.( قد يكون الصمت مادة لزجة تعلق بثيابنا كما تعلق الصباغة والدماء) .

     تعتريني مثل هذه الحالات البيضاء. ان لا أقطن شيئا، أن لا أجعل من اللغة مسكنا أو بيتا (اللغة ليست مسكنا دائما، كما يدعي هايدجر) ولا من الصمت  سريرا. أن أعيش في اللاشيء فربما هو أبلغ  واليق  بحالتي البيضاء. أن  أصبح حياديا وملتزما التزاما عميقا بغيابي، كما يلتزم الجندي ببندقيته في المعركة (الغياب مُنتج أحيانا كالحقل في حالة راحة) . أن  أكون لا في الشعر  ولا في النثر. لا في الجنة ولا في النار. أن أربك حساب السماوات ولا أعطي فرصة  للملائكة أن تكافئني ولا أن تؤنبني.

   أبحث أن أكون: لا ناثرا ولا شاعرا ولا صامتا، بل أختار لي منطقة خصوصية  لا تسمى؛ بين النثر والشعر؛ منطقة سرية كمخابئ اللصوص  وتجار المخدرات ( الشعر والنثر مخدران قويان) والقتلة الهاربين من العدالة. أن أستمتع بإحساس الطريد المطارد الذي لا تصل إليه الأيدي ولا الأعين ولا تقتنصه البيانات والبلاغات بعيدا عن النعت والتوصيف. بعيدا عن  الاختزال. بعيدا عن الوطن ومنفلتا من المنفى. بعيدا عن كل شيء  ومقتربا من لاشيء. هكذا حرا حرا إلى درجة أن الإحساس بحريتي هو سجن جديد.

 ملحوظة: السكران لا يناقش النبيذ و الحر لا يغني عن الحرية.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *