يوميات نصراوي: كيف نحتفل وشراع الحق حطام؟
نبيل عودة
شاركت
بنهاية الخمسينات من القرن الماضي بلقاء مع طلاب يهود ثانويين يساريين
وشيوعيين، تفاجأ الطلاب اليهود اننا لا
نحتفل باستقلال الدولة. عبثا حاولنا بمفاهيمنا السياسية الأولية ولغتنا العبرية
الضعيفة ان نشرح ما يؤلمنا في هذا اليوم. بعد حوار طويل أشبه بالحوار السفسطائي،
او حوار بين طرشان، نجحنا بمساعدة مرشدتنا التي هي أيضا لا تعرف العبرية بشكل
مقبول، في ايصال بعض ما يؤلمنا.
راودتني
فكرة.
سألتهم: ما
هو شعوركم بمثل هذا اليوم الذي يسمى استقلال اسرائيل؟ كان ردهم متشابها: الشعور
بالأمان والسعادة ان لهم دولة تحميهم وتجعلهم اسوة بجميع الشعوب. قلت لهم فورا اول
جملة تيسرت لي بالعبرية: هذا بالضبط ما ينقصنا نحن. واضفت بلغة مكسرة بمساعدة سائر
الزملاء العرب والمرشدة: استقلالكم يعني تشريد أكثر من مليون فلسطيني من شعبنا.
استقلالكم يعني مصادرة اراضينا. استقلالكم يعني اننا صرنا مواطنون اقل شأنا منكم.
استقلالكم يعني ارهاب الحكم العسكري وتقييد حريتنا بالتصاريح. استقلالكم جر علينا
كوارث تدمير أكثر من 500 بلدة عربية وطرد سكانها. استقلالكم يعني مجزرة كفر قاسم
رغم انهم يعتبرون مواطنين في دولة اسرائيل مساوين لليهود حسب القانون على الأقل...
وربما اضفت نماذج اخرى ليست اقل شانا.