محمّـد حَمَـادة .
وافتَرقَا
بَعدَ لِقاءٍ حَمِيمِيٍّ مَجنُون
بَعدَ
بُعدٍ واقتِرابْ
مَدٍّ
وجَزرٍ وحَنِين
اختَارَتْ
حَياتَها
واختَارَ
كَرامَتَه
ناداهَا
ياحَبيبتِي
ورَحَل
حَمَل
الباقِي مِنْهُ بين ذراعَيْه
كَمَا
كَان يَحمِلُها
رَحَل
مَيتًا
أراهُ
جَالِسًا عَلى رَصِيفِ المَقبَرَة
مُحتَضِنًا
طَيفَ رُوحِه
يَرتَشِفُ
مَرارَةَ الألم
حلقُهُ
جافٌّ كَالعَلقَمْ
أطرافُهُ
مُتهادِيَة ذابِلَة
يُغمِضُ
عَينيْه
يَعتَصِرُ
آخِرَ عِنَاق
فَ
تتلوّى مَعِدَتُه
لِيُخرِجَ
مافِي جوفِه
ذِكرياتَهُ
والشّوقُ والمَوتْ
فَ
يزدادُ الإشتِياق
يمُوتُ
ويَمُوتْ
ويَختَنِقُ
بذاكِرَته
يَئنُّ
ويَحِنُّ ويَشقى
يَقِفُ
عَلى قَدمَيْه فَجأة
يصرُخُ
يركُضُ يُدمَى
ويُغمَى
عَليْه
انتَهَى
المَشْهَد
وانتَهَتْ
القَصِيدَة
ولمْ
تَمُتْ الحِكَايَة
وإن
مَاتَ أو انتهَى
***********************
***********************