المبدع هيثم الأمين
..
رجل منطفئ
ــــــــــــــــــــ
ككلّ الرّجال الذين
ينطفئون، ليلا؛
لأنّهم يشبهون
أعمدة الإنارة التي تقف
في آخر الشارع فتبتلع ضوءها
حتّى لا تشي بالقبلات
المتبادلة، على عجل
و لأنّهم لا يشبهون
نبتات الزينة في غرف
حبيباتهم
و لا صور أبطال
مسلسلاتهنّ المخفيّة في هواتفهنّ الذكيّة
و لا يشبهون حتّى
حفّاظاتهنّ "الآلوبز"، قبل الاستخدام...
أجلس،
خارج وجهك،
و أنا أمرّر شفتيّ على
اسمك كاملا
لأقتفي آثار قصيدة شردت
منّي و أنا غاف عند استدارة خصرك!
أجلس،
خارج وجهي،
و أنا أتحسّس تجاعيد
اسمي وهو يلوّح لأطفال صوتك
علّه يحظى بأن يصير
"معناه" مدينة ملاهي لهم!
أجلس،
خارج وجهينا؛
أدخّن كثيرا جدا،
أصنع من دخان سجائري
طريقا،
أنهي الطريق عند عمود
انارة منطفئ
يقف في آخر شارعكم،
أنتظرك هناك،
أثرثر مع عمود الانارة،
يرجوني أن أقف مكانه،
لبعض الوقت، ليذهب للحمّام،
أقف، مكانه، بكامل
انطفائي،
أبتلع الكثير منّي مع
كلّ قبلة يتبادلها عاشقان، على عجل،
يعود عمود الإنارة
فلا يجد إلّا القليل
منّي
فيضحك
و أعود،
باكيا،
لأجلس خارج وجهينا
و أدخّن...
.