جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبنقد

على حافّةِ الوجعِ القُدسىّ

 

على حافّةِ الوجعِ القُدسىّ

              _قصيدةقرأها:حامد حبيب

              للشاعر :عبد العليم اسماعيل

      



        """"""""""""""""""""""""""""""""""

  أن تُعِر القصيدةَ نبضَ قلبِك...أن تضُخَّ فيها من حواسِك ومشاعرِك..أن تجعلها لوحةٌ فنيّةً تتّسم بالحركة والألوان ..أن تحوّلها إلى إنسان نابض بالحركة..بالصوت ..بالمشاعر،حتى تنوب عنك فى تبليغ الرسالة...حينئذٍ نستطيع أن نقول أنك شاعرٌ مُبدع.لأنّ القصيدةَ لوحةُ رسّام ينقلُ إليها مشاعره

ويفيضُ عليها من وجدانه ويختار أنسبَ الألوان

ويشكّلها كى تماثلَ حالتَه أو حالةَ الآخرين..وأن تصنع فيها الدهشة التى هى أهم ماتُنتجه القصيدة ،

حينئذٍ يتم الالتفاتُ إليها بعناية،فيسافرُ القارئُ معها حتى النهاية وتؤدّى وظيفتَها معه.

هذا ماأحسستُه فى قصيدة المبدع الرائع(عبد العليم اسماعيل)..والتى كان أروع مافيها قلبُها:

فكَم من عُمرنا باقٍ

لنرسمَ فى حوائطِنا بلاداً

إن وهبناها بأشياءَ

يكونُ الصدقُ من أحلامِنا أبعد

_لأنها سطورٌ جسّد فيها المعاناة التى يعيشها هو وكل الحالمين بوطنٍ حقيقىّ..إنه يشيرُ إلى حالةِ الوهم ...حالة اليأس..زمنٌ يمرُّ ملئ بالاستكانة....

وراء هذا الاختزال ، سطورٌ وسطورٌ تحمل تفاسير شتّى وآلاماً شتّى ،يعيها القارئ الواعى،ويستطيع قراءتها.

*عنوان القصيدة دالٌّ على موضوعها..لاغموض...

يأخذنا مباشرةً إلى المشهد،ويستهل القصيدة ب:

صباحُ القدس ياعرَب...

استهلالٌ يشير إلى أهم قضايانا المزمنة ..القضية التى تحرقُ أكبادَنا كمداً..قضية فلسطين.

وكما قال(ابنُ عربى):"الأديبُ من عَرفَ وقتَه"....

أى لديه إحساسٌ وفهمٌ لواقعه،لأنه ينهل من هذا الواقع الذى يعيشه..أن تنقل نبضَ الواقع وتُعطيه جُلَّ مشاعرك،ينقلك إلى عالم الصدق الذى يلقى صداه فى القلوب،فينفعلُ به الآخرون،هذا هو المُراد

وهذا مانبتغيه.

         صباحُ القُدس ياعرَب..

باللُّغةِ الحياتية التى تألقها:"صحّ النوم ياعرب"

القدس يضيع..الوطن يضيع..أحلامنا تضيع

هذا يذكّرنى بقول(جبران):"الناسُ رجلان:رجلٌ نام فى النور،ورجلٌ استيقظَ فى الظلام"..نحن ذاك الرجل الذى نام فى النور،وكان عليه أن يستغلّه للمُضى حتى آخر الطريق،لكننا تقاعسنا،وفرّطنا،

وتكاسلنا ،ونمنا،بعد أن أرسل الله لنا رسولاً يخرجنا من الظلمات إلى النور،فلما هدانا إلى طريق النور

نمنا،وقام غيرنا فى الظلام يطأنا بقدمه.

_وما أروع ماقال شاعرنا:

         صباح موائدَ حمقى

         وكلّ طعامِها أشلاءُ أوطانى

_وقوله:

           لنا وطنٌ على أبصارِنا يُذبَح

..قمةُ الخزى والعار والهوان والجُبن.

ولم يبقَ لنا غيرَ تلك النغمة المُستهلكة التى ألفناها

منذُ زمن..كلما حلّت بنا محنةٌ هرولنا إلى الماضى

نتباهى بأمجاده..ولانملكُ إلاّ قولاً واحداً:كنّا..وكنا.

           فنصنع من أمانينا أقاصيصَ نغنيها

           على نزفِ الدمِ المُجهَد

_ماحيلةُ الضُّعغاءِ كما يصفها الشاعر:

        ونجلسُ أسفل الجدرانِ

        نلعنُ وقتَنا المسكونَ بالخوف

_ويعود لنغمةِ الضعفاء الذين لايملكون إلاّ أحلاما:

        طرِبنا من أحاديثَ تمنّينا

        بأوطانٍ مُحرّرةٍ ستأتينا

*إنَّ تلك القضيةَ هى قضيةُ اختبارٍ للعربِ والمسلمين

حيال كرامتهم ودينهم ووطنهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم...وقد فشلوا فشلاً ذريعاً

ولم ينجحوا فى أىّ واحدةٍ منها..فلم يحملوا لها سلاحاً ولاثاروا لها ثورة وطن واحد،إلاّ بهتافاتٍ

نألفها منذ زمن،وسرعان ماتخبو،وبضعة أغانٍ كالنواح فى المآتم،وكلماتٍ من شجبٍ وتنديدٍ على استحياءٍ لحفظ ماء الوجه،لكن تلك القضيةِ أثبتت أنّه لم يبقَ من العرب سوى هياكل باقية ضمُها قبرٌ ،كُتِبَ عليه:

"قبرُ العرب".

_إنّ القضيةَ تداولها عددُ من الشعراء لايُحصى،ليس المهم كم كُتبَ عنها من قصائد،لكن الأهم،كيف كُتبت

أو تُكتبُ عنها القصائد؟..كيفية التناول هو مايعنينا.

موقف الشاعر...تحليله للقضية..تجسيده لها من خلال اختزالٍ واعٍ.

_استطاع الشاعر هنا وهو يكتب أن يضُخَّ كلَّ ما فى وسعِه فى شرايين القصيدة،ليعبّر عن الدم العربى الحُر الثائر بصدق.وإنى أعترفُ له بأنه لا يكتب لأجل الكتابة،إنما هو دائماً تُحرّكه مشاعر فيّاضة،وقضية يدافع من أجلها...أنا أعرفه منذ أكثر من عشرين عاما

وألمَسُ فيه ذلك.

_لقد حاول من خلال القصيدة أن يبُثَّ فيها جوانبَ شتّى،لكنها مرتبطة بحبلٍ سرّى مع العنوان...وأن يجعلها رسالاةً قويةً للسادةٍ الخائفين على عروشهم فى ردهاتٍ قصورهم...صُمٌّ بُكمٌ عُمى.

                ألا ياصمتنا المُتعَب

                بلادُ العُربِ باكيةً

                تنادينا بلاصوتٍ

                نولّى وجهَنا دارا

               على جدرانها قائداً بأيدينا صنعناه

               تثاقلنا إلى الأرض

_وخلف الكلمات اتهاماتٌ واضحة توارت،لايعيها إلاّ منا تأمّلَ فيها جيداً..وهو يتهم الشعوب العربية المستكينة،والتى فى استطاعتها أن تتحرّك وتُكسّر تلك الأصنام"بأيدينا صنعناه"..نحن الذين صنعنا تلك الطواغيت التى كتمت أنفاسنا وقيّدت أحلامنا النازعة للتغيير وإثبات القوة الحقيقية للعرب.

_ويتحدّث عن التاريخ ،ويعترف له بخيباتنا،فيقول:

وإن جئناك لاتزهُ

فكُلُّ كلامنا زَيف

وإن جئنا إلى الميدانِ

لم نختَر سوى الخَوف

فرتِّب كلَّ أوراقِك

وسجِّل فى حواشيها لنا ذُلاً ألِفناه

__________

*مابين الوصف والتهكُّم ،وماخلف السطور من كلمات أُخرى أكبر،تعامل الشاعر مع القضية  بتوازن

يكشف عن فهمه العميق لما يحدث،وبثَّ فيها مايكفى للتحريض على التغيير والحث على التحرّك

العاجل من خلال أسلوب التهكّم  الذى آثر أن يكون مُعبّراً عن غضبه،وكما قال (نزار):

الشعرُ..ليس حماماتٍ نُطيّرُها نحو السماءِ

ولا ناياً وريحَ صَبا

إنما هو غضبٌ طالت أظافرُه

ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا

_____________

بعضٌ من كثير لشاعرٍ يستحق التقدير..تحياتنا له.

_________حامد حبيب(مصر)١٨_٥_٢٠٢١


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *