أهمية ( الأٌخت) في الأدب التمثيلي اليوناني
العقيد بن دحو
لطالما عظمت و جلٌت الذهنية الأعريقية في جل الأثار الأدبية
الشعرية و الملحمية , ولا سيما الأدب الدرامي بشقيه التراجيدي المأساة و الكوميدي
منه .
بل أعطت أهمية للأخت أكثر حتى من الأم التي
مستها القداسة في جميع الأديان السماوية و الأرضية , و بالقدر الذي أبان الأدب و
اظهر في الكثير من المواقف الأم خائنة متآمرة على الزوج و الملك , لضعف عاطفي اصيل ضمن المكون الشخصي
النفسي العاطفي و الذهني لها , تظل الأخت متماسكة العواطف , قوية الشكيمة ورباطة
الجأش و تسعى جاهذة , و تقدم التضحيات الجسام تلو التضحيات من أجل الحفاظ على اسم
و شرف الأسرة.
فهذه الفتاة النورية النورانية ابنة الأغارقة
جميعا (أونتجون) أو تسمى (أونتجونا) ابنة أجاممنون , تسعى جاهدة وحيدة دون معين
لتدفن أخاها ( بولينيس) الذي حرم من طقوس الموتى , ودون أن يبكي عليه حدا , تتحدى
(أونتجون) كل جبروت القصر و قوانين الدولة , وعمها الملك كريون في سبيل تكريم
أخاها وهو ميت بعد أن حرم من التكريم وهو بطل قومي على قيد الحياة..... تأخذ
المأساة الى اقصاها , و لأن السياسة فوق العواطف , وان القوانين فوق الجميع يبقى
القبض على أونتجون و تهلك شهيدة في سبيل أخاها...... المصائب تتعاظم , و المصيبة
تجر المصيبة , يقضى على الأخوين بضربة سيف واحدة , ثم يحكم على أونتجون بالإعدام
الى المملكة الأموات ( هيديز) , ثم يتبع موت الجميع موت رجل أخر ( هيمون) خطيب
أونتجون و ابن الملك كريون.
قماذا بقي من حكم داخل هذا القضر بعد ان صبت
اللعنة عليهم صب عذاب , أكيد العنجهية , و التكبر , و الانصات لرأي واحد هو السبب
في كل هذا.
الأخت مهمة جدا في حين نرى بأمكانية الأباء و
الأمهات خيانة الأوطان و الحكم و الانسان من أجل اسباب دنيئة دنيوية سافرة ساقطة ,
تظل الأخت متقظة واعية , الحارس , و الحارص الشفيع , الوريث لأنقاذ ما يمكن
انقاذها.
و
هذه (إلكترا) في ثلاثية اسخيلوس أو عند سوفوكليس , عندما تجد الخيانة وشسكة لا
محالة من لدن أمها(كلوتيمنسترا) و عشيقها ( ايجستوس) يقتلون وال
ها ( أجاممنون) الملك , تتكلف بتهريب و انقاذ اخيها (أوريست) و تسلمه خفية الى
مربيه و صديقه بولاديس) , هرباه الى جزيرة كريت بعيدا عن أمها وعشيقها وظل فيها
سنينا طوال حتى بلغ أشده ثم عاد ليثأر لأبيه
الملك ( اجاممنون) و لحزن وحداد الخالد الدائم ( إلكترا) من امهما (كلوتيمنسترا)
و عشيقها ( ايجستوس).
اذن هكذا علمتنا روائع الفكر الكلاسيكي الإغريقي
أن الخيانة الزوجية كانت مستفحلة , و الخيانة خيانة لا يمكن تجزئتها تجر معها
خيانات أخرى , خيانة الأوطان و الإنسان معا. لذا أوجد الشاعر الإغريقي من صلب
المأساة , ومن صميم الداء دواء معالجة درامية من قلب الأسرة أن توجد الأخت انقاذا
للأسرة.
لذا قيل بيت فيه اخوات بنات لا يهان ولا
يخضع ولا يظلم ولا يسرق ولا يحتقر.
فأحيانا عندما يتدخل طرف ثالث سواء مالي أو مادي
أو بشري ما يكون السبب في مأساة الأسر , بل الدول , و لكن من لطغ الأقدار أن يخرج
من العائلة من يعيد لهذه الأشرة اتزانها الروحي و العاطفي و الوجداني و الإجتماعي , كون الخطأ اضيل
بالذات البشرية يمكن التقليل منه لكن لا يمكن القضاء عليه , لذا أوجب دائما الدفاع
و الأستيصار و الإستشراف , وعدم الأستقواء بالأجنبي أو بالطرف الثالث الحامل لكل
الإستعدادات الخيانة.
أهمية الأخت صارت مجلية اليوم , لذا نطلب
يوم وطني للأخت , حتى يعاد لها الإعتبار ما قدمته من تضحيات في سبيل المحافظة على
الأخوان و الأوطان.
ز
ما أكثر الإخوان حين تعدهم **** لكنهم بالنائبات قليل.