نزيه أبو عفش
..
أيّامُ الشَّمعِ الأحمر
....
ستأتي عليكم أيامٌ يا أبناءَ الربّ، ستأتي
أيام.
ستأتي أيامٌ -أراها- تُرغَمون فيها على
تسديدِ أجورِ الإقامة في مقابرِكم : غفوةً بعدَ غفوةْ، ونهارَ موتٍ بعدَ ليلِ موت؛
مضافاً إليها ما تَراكَمَ من ضرائبِ الرفاهية، وفواتيرِ الظلمات.
ستأتي، وَ أراها.
ولِئلّا تشهقوا وتقولوا: "أُخِذنا
على حين غفلةْ"، ها أنا أُنبِئُكم!
ليس بعد وقتٍ طويل، ستفيقون فتجدون
بوّاباتِ مهاجعِكم مختومةً بشمعِ العدالةِ الأحمر، وملصَقةً عليها إشعاراتُ
الإخلاءِ والنفيِ إلى قارّةِ الحياةِ مرةً أخرى.
------------- ------------------
استعِدّوا إذنْ! استعِدّوا ولا تُتعِبوا
أنفسَكم بالأمل!
مهما جازفتم، وأنّى تَوجّهتم، لن تجدوا
مَن تتوسّلون إليه وتستغيثون بمروءتِه: "نرجوك؛ تَحَنّنْ على جثاميننا
الهائمة، وأمهِلنا بضعةَ أيامٍ أخرى!".
ستأتي، وَ ستأتي..
أيّامٌ يا لُقطاءَ الربّ.. أيامٌ
أراها
أيامٌ لم تَشهدوها حتى في كوابيسِ
موتِكم..
أيامٌ تتمنّون فيها لو أنكم لم تَتَهَوّروا
وتموتوا.
ستأتي وَ أراها.
.. ..
- ستأتي؟..
- أتَتْ. أتَتْ يا طرائدَ الربِّ، أتَتْ.
أتتْ وَ.. أراها.
أتَتْ وَ.. سَــ
ترونها.