جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءشخصياتمحمد أبو اليزيد صالح

المفكر / حامد حبيب وروحانية الشرق

 

المفكر / حامد حبيب وروحانية الشرق

                          بقلم : ابن المحروسة    

                          محمد أبو اليزيد صالح 

" الغرب بماديته الغاشمة لم يفهم يوما روحانية الشرق.  العظيمة ،  وهذا أس مصائبه . "

                         


        
ابن المحروسة  

                            (    1.  )

و ينتصر حامد حبيب لروحانية الشرق فيما يكتب ويبدع. إنه يكتب عن إسرائيل ككيان غاصب أثيم إعتاش ويعتاش على منح الغرب وسلاح الغرب ومظلات الغرب الدبلوماسية فيلفت الأنظار إلى ما قامت به وتقوم انجلترا ، و ألمانيا وهولندا وفرنسا وأميركا وبقية دول ذلك الغرب لضمان

حياة هذا الكيان ، ( الذى هو  حتما إلى زوال ). و يدافع  / حبيب عن الإسلام السمح الحنيف الذى شوه النظرة إليه الغرب ورهط من أهله الذين لم يقفوا على مراميه السامية من قديم . ثم إنه يتحفنا بشعره  ونقده وترجماته و أفكاره - تلكم البهيجة -  ذلك الإتحاف الجميل . هذا قبل أن يعرج بنا مخبتا إلى مقامات الفقهاء الخلص وسير آل البيت المطهرين.

                         (    2   )

إن حبيب بهذا ولهذا يعتبر حالة مثلى تقوم دليلا على روحانية الشرق ، ومما يدعم ذلك أيضا ميله إلى تبنى قضايا السلام والعدل والحرية والمساواة بين بنى البشر.

وروحانية الشرق لم يعرفها أو يعترف بها الغرب يوما ، ولذا

خسر جولاته كلها فى صراعه مع الشرق رغم الفارق التكنولوجى الشاسع بينهما ، وإسرائيل التى تمثله لن تكون بدعا فى ذلك ، فهى إلى خسران مبين أيضا.

لقد اندحرت أميركا فى فيتنام الجائعة بسبب روحانية الزعيم " هوشى منة " والفيتناميين ، وفى الهند دحرهم " غاندى " وشعبه بسلامه و صوفيته ، وفى أفغانستان والعراق والصومال  مع أميركا مرة أخرى . والمتأمل فى التاريخ يجد إنه حتى الإمبراطورية الشرقية المسيحية  " بيزنطة " ، تأثرت بروحانية الشرق ولهذا السبب كانت لها اختلافات مع الإمبراطورية الرومانية الغربية فى " روما " برغم مسيحيتها أيضا.  وأما فى منطقتنا العربية فإنه بكل مقاييس العقل المادى الأوروبى والإسرائيلى لم تكن لمصر من قائمة بعد هزيمة السابع والستين ، ولكن الذى أذهلهم حقا هو نهوضها بعد ذلك بأيام لتذيق أسرائيل العذاب ألوانا فى حرب الإستنزاف ، ثم يكون تجليها الأكبر فى ملحمة أكتوبر رغم الفارق الشاسع لصالح إسرائيل فى كل شيئ كما أسلفنا .إنها روحانية المصرى المقاتل التى ردمت فجوة الفارق الشاسع  لصالح مصر ، أى أن  السلاح و الروحانية سواء بسواء.

بعد أحداث يناير وما تلاها ، ظن الغرب وإسرائيل ومن على شاكلتهم - للأسف - من أهل المحروسة أن مصر إنما إلى زوال وشيك ، وجدوا فى ذلك كل الجد وعلى صعد متنوعة ، دونما

إدراك لروحانية جموع المصريبن التى تبزغ فاعلة حين خطر.

وأنا طوال عمرى أتعجب من سذاجة هؤلاء : ماذا سيأخذ الغرب وإسرائيل من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس والجزائر والسودان وبقية الدول العربية التى يتآمرون وسيتآمرون عليها ؟؟؟!!!الإجابة عندى بكل الثقة :

لا شيئ البتة رغم ما تعانيه هذه الدول الآن . إن تلك الدول عريقة فى المدنية الحضارية رغم كل شيئ ، وهى فى تعادلية صحيحة تجمع ببن المادية والروحية .المعادلة التى لا يعرف الغرب وأذنابه غير جانبها المادى المتوحش فقط حتى فى توظيف علمه بمبتكراته واكتشافاته و تكنولوجيته ونظرياته . العائد والمكسب المادى فقط هو ما يعنيهم ، ولهذا يعيشون فى أزمات أخلاقية ووجودية دائمة ، وهزائم مستمرة. 

إن الشرق بأديانه وفلسفات مصلحيه وأريحيته الإنسانية سيعيش ويزدهر ، وما يعانيه الآن ما هو إلا بالطارئ الذى لا يقاس عليه. و التساؤل المطروح : ما نصيب الغرب وإسرائيل من أى روحانية ؟ طبعا لا شيئ ، وكيف يكون له من روحانية

ولا أصل له ولا فصل وكل دوله تكونت بالهمج وشذاذ الآفاق!!!!

                          (   3.   )

وللإستزادة ، فإن لروحانية الشرق تجلياتها فى الأدب والسياسة غير ما ذكرنا تأمل أدب المتصوفة العرب و  " طاغور " و " محفوظ " و" محمد المخزنجى "  وكذا الأدباء من ذوى الأصول الشرقية فى أوربا وأميركا اللاتينية لقد حملت كلها سمات الروحانية الشرقية وتلمح فيها جذور الأديان السماوية والوضعية و فلسفات الحكمة الإنسانية القديمة من صينية و هندية ومصرية . وتأمل موقف مصر من

دعم حركات التحرر العربية وغير العربية فى الخمسينيات والستينيات. لقد كان دافعها إلى ذلك روحانية الشرق الإنسانية العادلة فى مقابل مادية الغرب الجهول الظالمة ، وكان النصر للأولى.

                           وبعد

ألا يجدر بنا أن نبجل الناقد والأديب والمفكر / حامد حبيب

على نحوه ذاك الطيب للانتصار لروحانية الشرق ؟؟!!!!

ابن المحروسة

محمد أبو اليزيد صالح.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *