جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

في انتظار النهر

شعر: السمّاح عبد الله

..


أنا الذي رأيتُ النهرَ

كان ثَمَّ عطشٌ ولم يصدقوني

أخبرتهم بأن النهرَ كان مارًّا في جوارِ شجرِ الحوافّْ

وأنه حين رآني ارتجفتْ قطراتُه فَرَحًا

وأبطأ الخطْوَ كأنه يلقي السلامَ على حنيني

وأنني ألقيتُ وردتين جافتين في طريقه

ولم يصدقوني

وأنني خلَّعتُ قمصاني

وواريتُ عن الناس الذين يعبرونِ سوءتي وعن العيونِ

هممتُ أن أقذفَ جسميَ النحيلَ في جوى أمواجِه

لكنني تذكَّرْتُ العجائزَ الذين لم يذوقوا قطراتِ الماءِ من قرونِ

ولم يصدقوني

قلتُ لهم: قلتُ له: مُرَّ بنا يا نهرُ

مِسَّ جسمنا الصديانَ رشرشْ دفقتين فوق سقفِ دورنا

وزُرْ مواقيتَ الزروعِ والجواميسَ

وجباناتِ موتانا وغمضة الجفونِ

ولم يصدقوني

مدَّ واحدٌ منهم عيونَه إلى نهايةِ المدى وقال: ليس هذا دربه

تثاءبتْ إمرأةٌ ودسَّتْ نهدَها العريانَ في جلبابها

وتمتمتْ: باقٍ على موعده عشرون ظلمة وظلمة وألف كلمةٍ

ما قالها الشاعر في تجواله المفتونِ

وأعلن السيِّدُ في تطوافِه اليوميِّ

أن النهرَ قادِمٌ لا ريب فيه

عندما تقتتلُ الطيورُ في نهارِ شمسةٍ محروقةٍ

وعندما تمرقُ قُدَّامَ الديارِ ذئبتانِ خلف نعجتين بيضاوين

في عينيهما احمرارٌ داكِنٌ

وحفنةٌ من الأسى ولوعةِ الأنينِ

وعندما تشتعلُ النيرانُ من تلقاءِ نفسها في رجفةِ البوادي

كي تُحرِّقَ القوافلَ التي ترحل في الليلِ الحزينِ

ولم يصدقوني

وجلسوا في انتظار النهر.

..

أبريل 1988

ديوان قبو الثلاثين


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *