التطريز على مُثلَّثة ابن دُريد ..01
أبو المعالي الظاهري
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فإنّ الأرجوزَة
المثلثة للعلامة ابن دريد صاحب المقصورة والجمهرة وغيرهما هي من عيونُ الأراجيز
ذاتِ المعاني البديعة ، والمباني الجزلة البليغة ، ولمّا كانتْ بكرا لا شرحَ عليها
، استعنت بالله على وضع تطريزِِ عليها يُجلي مجمَل معانيها ، وييبن ما قد يستبهمُ
من مبانيها والله ربنا المعين ..
تمهــــــــــــيد :
* والأرجوزة المُلثّثة
قصيدة على بحر الرجز ، على شكل مقاطع ، كل مقطع يتضمن ثلاثَة أشطر [ بيتُ وشطر ]
وكل مقطع مستقل بمعناه ، أنشأها ابن دريد من عصارة العقل الذي أمده معين التجارب ،
ومن لباب الألباب التي عَركتها الأيام وهذبتها صروف الدهر ، وبسطَ مهادها الأدبُ
الفخم .. وهي موجودة ضمن ديوان ابن دريد [ دراسة وتحقيق عمر بن سالم / مؤسسة علي
بن سلطان عويس الثقافية ، الإمارات ، ص 27 - 31 ] ..
* أما ناظمُها فهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية
الأزدي الدوسي [ 223 - 321 هـ ] وهو شيخ الأدب صاحب التصانيف ..قال عنه
الذهبي في السير [ 15/ 97 ] : [ تنقل في
فارس وجزائر البحر يطلب الآداب ولسان العرب ، ففاق أهل زمانه ، ثم سكن بغداد ، وكان
أبوه رئيسا متمولا ، ولأبي بكر شعر جيد ..]
قال أحمد بن يوسف
الأزرق : ما رأيت أحفظ من ابن دريد ، ولا رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق
إلى روايته ، يحفظ ذلك .
قال الذهبي : قلت : كان آية من الآيات في قوة
الحفظ .
وله كتب كثيرة ، من
أشهرها المقصورة التي مدح بها آل بني مكيال في بلاد فارس ، وقد حظيت بشروح كثيرة
ناهزت الخمسين ومن أشهرها شرح ابن خالويه وشرح ابن هشام اللخمي ، ومن المعاصرين
شرح شيخنا العلامة عبد العزيز الحربي المسمى مفاتيح المقصورة .. ومن كتبه الجمهرة
والاشتقاق والسلاح والملاحن و المقصور والممدود وغيرها كثير ..
ودونكم نصها والله أسأل
العون والسداد ..
أبو المعالي الظاهري