محمد صالح
سوريا
..
" نساء الصيف "
آخر مرة رأيتها ،
كانت تمشي على دروب الربيع
في مطر فلكي مشمس
وأذكر أنني سألتها :
إلى أين ، أيتها التائهة ؟
ولا أنسى أنها قالت دون أن
تلتفت إلي :
وأنت إلى أين ، أيها الضائع ؟
ولما هممت بالمسير ،
التفتت نحوي هذه المرة وقالت :
لتكن أغنيتك في كل مكان
قريبة جداً وعذبة جدا
مثل أغنية الله ،
لتكن أغنيتك .
دعني أتذوق قصيدتك
كما لو كانت عطر زهرة تتفتح للتو
أو كإنحناء الضوء
على قنطره ،
دعني أتذوق .
تعال محيرا
مثل طائر يعبر المحيط الشاسع
لأول مرة ودون توقف
أو تعال رشيقا
كإنحدار دمعة
على خد عاشقه .
وأنا لا أحب
أن أنادي أي إمرأة بالإسم
الذي كبرت عليه
بل ،
بالإسم الذي تصبو إليه .
أحب القصائد متخففة من ملابسها
هكذا مهفهفة ورشيقة
مثل نساء الصيف
هكذا أحبها .
***********************
***********************