تنقيب..
ماهر محمد
الرجلُ الذي نظر من خلف
زجاج النافذة
كان يراقبُ حركة
المارّة
ويسجلُ في عقله
توقيت مرورك..
ومتى سيحين؟
عقلهُ الباطني ينكزهُ
ليُذكّرهُ بأنك لست هنا
وأنك غادرت لتُنّقبي عن
الله والجنّة
وبشكلٍ لا يوصف
إستنشق كل غُبار
الغُرفة
وتنهّد كل أوجاع الأرض
ثمّة وجع واحد
يطرقُ زُجاج النافذة،
وجع غيابك..
فقام جرحٌ قديمٌ ليفتح
فلم يجد أحداً
نظر للأسفل باتجاه
العتبة
فوجد الناس قد اجتمعوا
بشكل دائري
حول جثةٍ في أسفل
الشارع
راحت تُنّقبُ عن الله
وعنك..
******
زراعة..
تلك العائلة هناك،
زرع الأبُ فيها كل شيء
لكن..
سرعان ما لوّحت الحرب
لهم من بعيد
حتى إقتلعت كل شيءٍ من
الجذور..
ذلك الطفل هناك،
الناجي الوحيد
والساق الصغيرة
التي امتدت داخل حوض
زراعةٍ
في دارٍ للأيتام..
******
معركة..
سأختار مُباغتة
خط الدفاع الأول يا
أبي،
لكن نجمةً بعيدةً
سلبتني ذلك الشغف..
حاول الوطنُ مراراً
أن يقرأ لي فنجاني..
فبكى..
أما أنت يا أمي،
فلا بأس إن حضّرت لي
خبز الكرامة
كي أحمله على ظهري مع
كامل العتاد
لألوّح به هناك وأُقاتل
خلف خطوط الفقر
الفقرُ حقيرٌ يا أمي
الفقرُ دائماً في الخط
الخلفي يا أبي
وأنت أيتها النجمة التي
سلبتني ذلك الشغف
قولي لوطني :
قهوتهُ من حنظلٍ
وفنجانهُ لا يُقرأ..
******
نصٌ كاذب..
حبيبتي التي وضعوا
شالاً على وجهها،
فعادت كقصيدةٍ شابة..
حبيبتي التي أخذوا
قميصها
فألقوا به على وردةٍ
فنبتت حديقة..
حبيبتي التي وضعت يدها
في يدٍ غير يدي
جعلتني لا أؤمن
بالمُعجزات..
لذا.. لا تُصدقوا
أنبياء الحب..
******
شكوى..
سأُقدّمُ شكوى ضدك إلى
الله
ومعروض إحتجاجٍ إلى
محكمته
للفوضى
التي تسبّب بها سريرك..
والمجزرة
التي ارتكبتها شامتك..
والأذى الذي لحق قلبي
جرّاء ضحكتك..
والتي أودت بحياتي
إلى نعيمٍ جديد..
******
حفلة تنّكرية..
ضحكوا علينا وعلى الوطن
قالوا لنا من هنا..
وفي هذا الفندق
هناك حفلة تنّكرية
ألبسونا زيّاً جميلاً
ومؤقتاً
لكن..
سرعان ما فاحت رائحة
الفقر
ومن سوء الحظ
نسينا أيضاً التدرّب
على لُغة الأرقام
فقامت ساعات الروليكس
بتعليمنا جدول الضرب من
جديد..
ماهر..
