منصور جغيمان
..
عراب الأوفرة
عراب الأوفرة
أشياؤكِ دائماً مختلفة
اللون الذى تصبغين به شعركِ
البالطو الذى ترتدينه
عندما تذهبين إلى دعوةٍ للعشاء
المطر الذى على نافذتك
فرشاة أسنانكِ ، عطركِ ، إصبع الروج
أشياؤكِ الصغيرة جدا تبدو جوهريةً
مقارنةً بنظيراتها لدى الأخريات
و فى اليوم الذى فقدتِ فيه سماعة هاتفك
توقفت سماعات الهاتف فى العالم عن العمل
كل هذا حدث و يحدث و أنتِ لا تشعرين
تمارسين حياتكِ بطريقةٍ طبيعيةٍ جدا
دون أن تنتبهي
لهذا الخلل الذى يجتاح
النظام العالميَّ عندما تمرضين
دون أن تنتبهي
أن نجوماً تصطدم ببعضها البعض
و أن كواكب تتآكل و أن انفجارات كبيرة
تحدث خارج غلافنا الجوي
فقط لأنكِ ألغيتِ رحلتكِ الجوية لسببٍ ما
دون أن تنتبهي أن عاصفةً شديدة
هبت فى منطقةٍ بعيدة
و هدمت مئات المنازل و شردت آلاف الأسر
فقط لأنكِ انفعلتِ على صنبور المياه الذي
فى بيتك
أعرف أنكِ تضحكين الآن من قلبك
هذا البدوي الذى أحبه يضخم دائما الأمور
هكذا تقولين الآن
أنا لا أضخم الأمور
و لست عراب " الأوفرة " كما
تدعين
لا أدري كيف أقولها لكِ
لكني زرتُ مدرستكِ الإبتدائية
قابلتُ معلميكِ و أصدقاء طفولتكِ
الذين أخبروني عن هذه الحادثة الغريبة
يوم رسمتِ بحرا فسالت المياه من دفترك
و غطت أرضية الفصل ثم أغرقت المدرسة
و اضطروا يومها إلى استدعاء المروحيات
لانقاذ العالقين
بعدها حولت رئاسة المدينة مدرستكِ إلى
منتجع
و أوقفوا بحثهم عن دفترك
الذى تسبب فى هذه الحادثة الغريبة
لأن الغواصين الذين دخلوا فصلكِ
بحثا عن دفترك لم يعد منهم أحد..