مملكة الأحياء و مملكة الأموات عند الأغريق
العقيد بن دحو
قيل لأفلاطون : " ما الفرق بين
الحياة و الموت " ؟
قال : " لا فرق.......
ثم قيل له لماذا لا تموت ؟
قال لهم لأني حيّا.
هذا ا ايضا يقودنا الحديث الى أمهات الملاحم , و
الى القصائد الشعرية الطويلة , ما هو عند
الشاعرين " هوميروس" و " هزيود
" .
فجلهم لا يتوارى الإشارة الى أن هناك حياة تحت الأرض للميتين أو للمتوفيين . فهم
يعذيون , يل سجناء أموات.
بل ز لعل ملهاة أو كوميديا ( الضفادع)
لأرستوفانز جاءت تصب في هذه الإتجاه , جاءت تشير الى (هيديز) : العالم السفلي أو
هي مملكة الأموات, و يسمى ايضا بلوتو.
وهو عالم سفلي تجرى فيه على الموتى عدة تجارب
قيزيولوجية على الأعضاء , كسرير ( بروكست) التي اقتبست منه الرواية الحديثة غرفتها
السرية.........
أين تخضع جميع المعذبون تحت الأرض الى طاولة أو
الى سرير حدد مقاسه أولا , يوضع عليه المعذب , وكل من زادت طرفاه على طول السرير قصت قدماه , حتى يتساوى
طول الموتى جميعا.
اذن المقبرة عند الأغريق أو المدفن هو لا يمثل
إلا مجرد تعذيبا لهذا الميت أو ذاك او
اقتصاصا منه.
ومادام العالم السفلي الذي يسمى هيديز هو كذلك ,
فالعالم العلوي أو فوق الأرض لا يغدو إلا أن يكونه......!.
فبعض الأحياء موتى كما هم بعض الموتى
احياء . فعندما مات الشعراء الدراما
الثلاث : ( اسخيلوس - صوفوكليس - يوريوبيدز) التي اصبحت المأساة بعد موتهم مأساة ,
بل يرى بعض الدارسين و النقاد أن المسرح عموما يكون قد انتهى. بالعالم السفلي لم
يموتا ة انما ظلوا مع الضفادغ الكورس / الجوقة يرددون ترانيم المأساة الكوميدية
الملهاة , بكاء ما بعده بكاء و ضحك ما بعده ضحك كما تصور المشهد الكاتب الدرامي
الساخر ( ارستوفانز).
مملكة الأحياء الأكثر امواتا أولئك الذين يعيشون
اللاجدوى و اللا ادري و المغزى من الحياة.
و
بقدر ما يصير الموت نةعا من انواع العقاب ( الفقد) أو الخسارة ) , ايضا
السجن عقاب أو ترك الميت دون كفن أو طقوس الموتى
ودون دفن نوعا من انواع العقاب , كما هو عند (بولينيس) أخ مأساة أونتجون , عندما
تحدى قوانين المملكة وترك بالعراء نهبا لوحش سباع الطير.
غمن هو السعيد اذا كان ما هو تحت الأرض ينتظره
العذاب و فوق الأرض ايضا , ( هيديز) تحت الأرض و ( هيديز) فوق الأرض. فمن هو
الشعيد وقتئذ ؟
السعيد السعيد من يعيش *** كالليل غريب عن هذا
الوجود
كما يقول الشاعر.
أو كما قال أحدهم لا ينبغي أن يقال على
المرء أنه سعيد إلا بعد أن يقضي الدقائق الأخيرة دون ألم ,دون شقاء , دون تعاسة ,
دون وجع و هذا مستحيل
.
و لكن ايضا الأغريق لهم عالم علوي عالم الألهة و أنصاف الألهة و الأبطال , قبل أن
ينزلوا ارضا و يعيشون حياة البشر , و يتنازلوا كثيرا عن ألوهيتهم و عن قدسيتهم
لتستمر الحياة و ليستمر الفناء ايضا هيديز
لهم بالمرصاد حيا كنت أو ميتا , مادام عند الأغارقة لا فرق بين الحياة و الموت , و
بعد أن وجد الشاعر الدرامي الكوميدي ( ارستوفانز) في ملهاة الضفادع الشهيرة
جسر عبور , ومنفذا بحريا للأنتقال من
اليابسة الى البحيرو الضفادع , ومن هم على الأرض العالم العلوي الى ما هو أسفل
العالم السفلي.
مملكة الأموات , ومملكة الأحياء , ان هناك
حكما أخر لكلا الحالتين , فالقوانين هي القوانين
القوي يصنع قوانينه بأسم المملكة ليخضع بقية الموتى أو بقية الأحياء
ليخدموه بالظلمتين وما دام الموت و العذاب و العقوبة و احدة.
الجميع مسافر الى افول لا يؤوب منه مسافر , مقولة
كاذبة , حينما عاد ( المركب) من هيديز , ومن جوقة وكورس يحيرة الضفادع فارغا دون
أي شاعر درامي مأساوي تراجيدي الثلاث , لقد عاد المركب معلنا عن وفاة نهاية المسرح التراجيدي بموت هؤلاء الشعراء
الذين رفضوا الرجوع الى مملكة الحياة كما تقول الأسطورة الأغريقية.!