جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
مريم الأحمدنصوص

باقة من أشعار مريم الأحمد

 

باقة من أشعار

مريم الأحمد

..


1

كالعشب

ينسى من قصم ظهره

بخطوة  !

و يذكر قبلة النسمة المواسية!

..

أيها الغريب!

ساقك اليسرى

جرس إنذار

و اليمنى صافرة هروب

و العالم قرية تحترق!

..

قالوا

هذا العالم ذرة تائهة

و قلب الفتى يلاحقها

من ألف عام!

..

قالوا

الابتسامة دنيا من الضوء

و الحزن

يغرسه

حبقة في عتمة العطر!

..

قالوا

رحل الفتى يلتقط

رزقه

هاهو

يجمع صور بلاده الحزينة

و يحرقها

في عينيه!

..

يتمسك بشريط الحنين

و لا يعبر جباله، إلا محمولاً على أكتاف

دمعة!

..

قالوا

يكبر الفتى في الغربة كشمس الغروب

كسنديانة شقّتها العاصفة

يكبر

في مرآة طفولته

ليحبو إلى

ولادته!

..

سيموت الفتى

في عزّ كهولته

بين الموانئ

و شراعه

خلف الشمس!

2

أنا القشة العاطلة عن العمل

لن أقصم ظهر بعير نافق

على أية حال

و لن أضع يدي على خدي

بانتظار أن يغرق مهاجر ما.

.

أنا الخيط الذي سيجمع

و أخيراًَ

بين زر وعروة

بين جرح وجرح

بين أشلاء ودخان!

.

أنا العجلة السائبة

من قطار الحياة السريع

سيدحرجني ولد هارب من ظلم

خالته

إلى قبر أمه!

.

أنا الجواب التعجيزي

لزواج بنت الملك في الأساطير

المضحكة

أنا السيف الذي قطع رؤوس جميع المتقدمين

لخطبة جناب الأميرة

و فشلوا في حل الأحجية!

.

أنا الحصير و الأقدام الزائدة

عن حاجة الغرفة

الصغيرة

انا الدلف الزائد عن حاجة السقف

لشرب اليتم

والموت!

.

أنا الهامش بين نصّين

ووعد الشرف بين لصّين

أنا الرغوة التي ينفخها

المسافرون

في المقاعد الخلفية!

.

أنا الفقاعة المتداولة للشعر

انا إكليل زهر

بين أصابع الموتى

في القصائد الغزلية!

.

أنا خدر القات

و رشوة الوقت لضمير مات

أنا الزعتر البري خلف

المبرّات

أنا كل ما فات!

.

أنا الشفتان

والنملة الخفيفة تحت اللسان

أنا الضفتان

والجثة الثقيلة لصائد المرجان.

.

أنا الكون اللامرئي في المراصد

الفلكية

أنا

الإنسان!!

3

من قال أن العالم جاف

و ثمة دمعة تنزلق على خد،

على يد، على مجرفة،

على حفرة،

على جثة!

....

من قال أن الشعراء أصابهم الشلل..

ثمة شاعر يتعكّز على

شفتيه

و يمشي!

..

من قال أن الرسام يحتاج

 يديه

هو يرسم

بروح الله

بين خلاياه!

..

من قال أنني الجبل الوحيد هنا

ثمة قمّة عميقة!

لا تطالها الظنون

هي اليقين!

...

4

إلى أهلي في بلاد المهجر

عفواً..

ليس عندي أهل في بلاد المهجر..

حسناً..

إلى أنا في بلاد المهجر..

تحية و بعد..

......

أحسدُ النهرَ..

لا يغسلُ وجهه.. قبلَ النوم!

..........

تنحدرُ السماءُ أحياناً

لتلامسَ رؤوسَنا الصاخبة..

فتحملُها رفوفُ الحمام.. بعيداً

من جديد!

......

قال الرجلُ الذي لم يستيقظ بعد..

للمرأة التي لا تنام أبداً..

ليتنا نلتقي!

....

لديّ كل ما يلزم لأبكي..

تأخرٌ عن كل موعد..

و الكثير من الأبواب المغلقة..!

.......

لديّ كل ما يلزم لأضحك...

سمكٌ يسبح في قلبك..

و تجارب صيدٍ مخزية!!

........

لديّ كلُّ ما يلزم لأموت..

جثة رائعة..

و بيتُ شعر ينفع مع تلويحة الوداع!!

....

لديّ كل ما يلزم لأرحل..

قدمان.

5

........

كان ترتيبه الأخير، و ربما ما بعد الأخير.

حتى انه في معظم الحالات، لم يكن له وجود.

وجهي.

..

كان ترتيبه الأول، حتى أنه تفوق بما لا يوصف على أقرانه..

قبحي.

..

يلهث خلف المرح

في المساءات الصامتة

في وخزات الصدر المبهمة

يلهث منكمشاَ على نجمه ال لا تبزغ

على ظله ال لا يتبدد..

عمري.

..

6

كل واحد فينا يحاول السيطرة على حياته

و هذا بحدّ ذاته مأساة ثانية !

يخيفني أننا راكضون دوماً نحو الأفضل و أيّ أفضل و كيف!

يا رب العرش!

هو مجرد انزلاق للخلف.

عليك أن تؤدي واجبك/ واجبك/ واجبك/ كرر هذه الكلمة عشر مرات و ستختنق!

..

متى تتنفس الصعداء؟

عندما يرحل جميع هؤلاء المجانين و تبقى وحدك!

متى تخاف؟

كلما اقترب منك الواعظون.

..

لا أريد من أحد أن يصحح حياتي

أحبها كما هي تشبه اللاشيء...

..

و لا أريد أن أشارك أحداَ ما أشعر

إلا إذا حكمتُ على

مشاعري بالسخف!

..

ما أحلى أن تخبئ سرّك تحت الرماد!

ما من أحد يلمس جمر الروح

سواك!

..

العيون

هل تقرؤون؟

العيون.!!!

7

غفوة قصيرة تحت العشب.. لأكون حلم الكلمة بالخلود ، و الفرسان بالسقوط في ساحة الحياة!..

كيف؟

كيف تؤرقنا ألوان الربيع و نحن رمادٌ نمشط عراءنا بسعف الخوف؟

كيف تمحونا الجزر البعيدة من خارطة الموج و نهدأ؟

غفوة قصيرة

يا ورد الكلام

يا مزهريات الشعر

و نرسل بعدها أغصان العجائب للمدى و نزهر صدى.

..

8

أنا كاتبة شعبية..

كل صباح أؤلف وجهي.. لكن..

لا أحد يقرأ..!

مضى على وجودي هنا

مئة عام..

أمضيتها بمحوِ الوجوه..

و رفع ثقل الوجود

بشحمة أذني.

الزهد مهنتي و مؤلَفي الفريد..

يتألف من..

صفحة واحدة بيضاء..

أنا بائعة أقمشة جوالة..

على كتفي لفّات مخمل

و حرير..

و سيمفونية المقصات

السعيدة..

حزنت كثيرأ.. على

الورود و الطيور

التي قصّيتها..

كتفي ينزف الآن..

تحت أظافري..

لحية ناسك..

صخرة سيزيف

عظام " الأمير السعيد"

و جثة طائر..

المجد للبعوضة

تطفو فوق الطوفان..

الدجالون.. البرابرة..

و النخاسون..

يتمسكون بجناحها.

تقدمتُ بطلب وظيفة

إلى السيد ساندرز..

أحبُْ  قلي قلوب الدجاج..

في طنجرة الضغط..

أنا امرأة ضحوك..

أحب أن أبيع الدجاج

في المطعم..

أنا ماهرة باخفاء

الصراصير!

لم يرد السيد ساندرز...

رفع دعوى ضدي

في المحكمة الدولية..

" ارتفع ضغطه لدى ذكر الصراصير..."

أنا كاتبة ماهرة..

أفرش دواويني الفاشلة..

أمام مطعم " كنتاكي"

عنوان ديواني الأخير..

" السيد ساندرز والصراصير"

سيضعني ساندرز

في طنجرة الضغط..

ويجوب بي البلاد..

لأكون عبرةً..

للشعراء الفضوليين..

تدلّت شحمة أذني كثيراً

ما أثقل دواويني..!

9

هذا صدري..

بعد قطاف الزيتون..

و قبل" تشميس" ورق الدخان..

هذا وجهي..

إن كنت تعرف..!

قبل أن تسقط آخر شجرة في زقاق

الله..

قبل أن يسقط الزقاق..

و الرفاق..

والمعاصر.. و...........

إن كنت ترى..!

أظنك ترى..

ذلك فصّ ألماس في

إصبعي..

بعد بتر القصيدة..

و زراعة شفتين حمراوين..

للريح..

ألا زلت تقبّل مكانس التواريخ

الهامة..!؟

تلك يدي في جيب الله..

إن أردتَ التدقيق..

هنا تحديداً..

أدسّ لائحة طلباتي..

أريد شامة على خدي الأيسر..

و أسناناً قوية..

لأمضغ كل القهر..

و لا أنكسر..!

10

بحثتُ كثيراً في جيوبك يا أبي..

أين خبأتَ ظل الوردة..؟

أين خبأتَ البئر..؟

أيعقل أني سقطتُ عن حافة الليل..

هكذا..

مثل رائحة قديمة..

لا يحدّها من جميع الجهات..

إلا أصابعك. ؟

..

جدائل أمي في حقول الزيتون

أشعار المعصرة..

لكفوف الأصدقاء..

العارية..

زيت أمي.. دواء لرمد

أبي..

لفصل النار عن القلب..

لقطف الضوع عن الجذع الأخضر..

لقطف مقل النوم من 

وجهي..

....

للحياة في عيون جارتي

خمس أصابع

غير صالحة إلا

للخنق.

و لحبكِ الخيبة..

لكن..

ربما تعصر.. ذات يوم

حنين النوافذ للحقول المفتوحة..

ربما..

..

للحياة قدمان..

متخاصمتان.. و الطريق يضيق..

مثل

جيوب أبي..

و حقول الزيتون..

و ظلي..

..

فتشتُ في غرف البيت

عن آثار أحلام..

عن حبال.. و دموع

لأعرفَ..

من شنق الدرب..

من

أطفأ الريح

في خيال شمعة..

..

تعلمت مثلك يا أبي

كيف ألفُّ عظام الروح

بمهارة حانوتي..

و أزيّن جثث الجدران..

بورق الماء الغارق..

تعلمتُ

أن أكون حاضرة

في المرة القادمة..

عندما ينجبنا البحر..

أشرعةً..

تغيب..

و تغيب..

و تغيب...

...

11

-  ماذا كتبتَ في وصيتك الأولى أيها الشاعر؟

 -   "  أستطيع الاستمرار هكذا بلا صديق، بلا مال، بلا حبيبة، بلا وطن، بلا هدف، بلا مأوى"

..

-    و ماذا كتبتَ في وصيتك الأخيرة؟

-  أضفتُ  "  لا "

##

مريم الأحمد


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *