محمد سالم
مصر
..
هل تعرفين بائع الورد
الذى على ناصية شارعكم
ولا تفارق البسمة وجهه
رأيته اليوم عابساً
ومكتئباً
بينما بضعة عمالِ
ينزعون اللافتات أعلى (الكشك)
ويلقون بصور الورد على
الأرض
فى البداية حسبتهم عمال
(البلدية)
وتعجبت لأنه لا يرفع
صور الورد
كى يعيدها بعدما يذهبون
وبينما أفكر فى صغاره
الذين سيعانون لوقتٍ طويل
لمحت لافتةً جديدةً
كان واقفاً جوارها
يمرر يده عليها كما لو
كان يهدهدها
بعد قليلٍ
عرفت أنه عابس ومتجهم
لأن العمال يتلكئون
وعليه أن يرفع اللافتة
الجديدة قبل وصول (البضاعة)
(سوبر ماركت الأمانة)
ولما سألته عن الورد
أشار لكومة القمامة
هناك
رأيته مكدساً
وعرفت أنه مذ رحلتِ ذبل
الورد
وكف الناس عن شرائه
الحديقة أيضاً التى
كانت فى آخر الشارع
حولوها فى البداية
(مقلباً) للقمامة
ثم (مول)
يقولون كانت مرتعاً
للمتسولين والمشردين واللصوص
المتسولون والمشردون
واللصوص من يومها يقيمون هنا
فى بيوتنا
لكننا لا نقول
مخافة أن ينزعوا بيوتنا
كى يحولوها مستودع
نفايات
أو متجراً كبيراً
بالمناسبة لا تخبرى
أحداً عن مشردين ولصوصٍ صغارٍ
يحومون حول قبرك.