قراءة للنص الشعري : جبناء يبيعون متعهم..
أردت أن اضع بين أيديكم
اصدقائي هذه القراءة
الممتعة التي قامت بها المبدعة الناقدة نيرفانا أبازا
...nirvana abasa
مقاربة تفكيكية لمضامين
قصيدة ( جبناء يبيعون
متعهم...) انطباعات
دالة على محبة واهتمام
المبدعة بهذا النص..
شكرا صديقتي نيرفانا
على كرمك وعلى محبتك..
١- جبناء يبيعون متعهم
...
عنوان لنص حافل بالمجار
والخطاب الغير مباشر
فهو يستوحي كل ما يكتب
من مشاهد الحياة ..
ولكن أسقط في يده حيث
سقط الشعر في سوق الحرف وفوضى الحياة.. حالة من الرفض لإنسان يعيش عالمه بتلقائية
جادة في البحث عن الجمال ومافيه من سعادة ..
لم يتدرب على الإعتناء
بذاته على ما في الذات من قيمة تدعوه للعناية بها ولكن لربما تجلت هذه العناية
بالذات بشكل صارخ على عكس مايقول من خلال بحثه عن المتعة والجمال في عوالم الشعر
حتى لتكاد تكون ذاته قد تمازجت وتماهت مع قصائده التي هي نبض روحه بشكل توافقي ،
إذ نراها سقطت في يد من كانت رمزا للجمال والمتعة بكل عناوينها ألا وهي المرأة ذات
الأبعاد اللامتناهية عند الشاعر في رمزية متشعبة الجوانب ..
فالمرأة هي الحياة بكل
معانيها وهي الأجدر بتكريس كل فعل خلاق واقتباسه منها وتسخيره لها ، ولربما هي
أيضا تلك القصائد ذات الجمالية والمضامين الفكرية معا حيث الحياة بكل مافيها من
تناقضات ..
فالشعر برأيه بات سلعة
في سوق الحرف حيث
عمت الفوضى الثقافية
وانحدار الذوق العام
لكأنه يقول بطريقة
مواربة : القصائد والمرأة ذات واحدة يجب أن تكونا بعيدتين عن السقوط..
٢- ولكن أهم ما يؤرق
الشاعر تلك الأشعار ( لن اقبل بأقل من شعر جميل ... ) لم يستخدم مفردة قصائد لما
لهذه الأشعار من ارتباط وثيق وعميق بساحة الحس الشعوري المتضخم عند الشاعر لما
يمتلكه من حس جمالي أو إدراكي يعكس كل الرؤى التي تمس المشاعر وتحركها للوصول إلى
حالة من الألق والجمال الروحي ؟!
فلا قيمة للماديات
بحياة الشاعر إنما هي القيمة الصارخة لكل ما هو وجداني وشعوري ، فهو لا يحفل
بالمتع الزائلة إنما بكل ما يغذي الروح ، فهو يرفض حالة الفوضى العارمة في ساحات
الإبداع ساعيا للهروب من هذا الواقع المرفوض لديه مفضلا الإنغلاق على ذاته والتنقل
عبر خلجاتها مستدعيا مشاعره وانفعالاته ليصنع عالمه الجمالي الخاص من خلال الغوص
في افكاره المتفردة والملحة على ساحة إدراكه كباحث في أسرار جزر نائية ذات فرادة
من نوع آخر او فتح الباب لكل فكر خارج عن المألوف يستحق التمعن فيه (مصاحبة جزيرة
او استقبال اعشاب مطرودة من غابة .. )
٣- يستنكر ذاك العالم
الإستهلاكي الرخيص الموغل في المادية فكل شيء بات مطروحا للبيع حتى مايتعلق بومض
الروح والخلجات الدافئة بل اصبح الشعر لرواد المقاهي بسبب إسفاف ما يقدم ؟!!
في نقد لاذع للشاعر و
للمتلقي في آن معا فهو ينأى بنفسه عن سوق المتع الرخيصة ..
٤ - الجميلات لربما هي
إشارة ساخرة لما يعتبره البعض شعرا بختم رسمي وليس هو إلا هذا العري الفني
والأخلاقي في مثل هذه النتاجات التي هناك من يروج لها لا بل يصفق ويدعمها على سبيل
المقايضة في المنافع الشخصية لكن شاعرنا تمرد على كل المفاهيم المادية وما عاد
ينتظر مخرجا (سأحرق كل ملابسي المثقلة بإنتظارات جودو..)
نص جميل لافت بكل
مضامينه وأبعاده ...
شكرا لك أستاذ مصطفى
المحبوب..
النص الشعري : جبناء
يبيعون متعهم ..
لم أتدرب على الإعتناء
بنفسي
تعلمت البحث عن متعي
بعيدا عن الألم ،
قريبا من فوضى الحياة
..
أتجول بطريقتي الخاصة ،
أسلم على الحرفيين
وبائعي السجائر ..
بعد لحظات أتفاجأ
بامرأة جميلة تنبهني لسقوط قصائدي من جيوبي ..دون أن أفكر شكرتها وعدت أدراجي ..
لن أقبل بأقل من شعر
جميل ..
أما مالي وملابسي و
أحذيتي وأغراضي الخاصة
فأسمح لها أن تسقط في
أقرب مجرى ..
نعم لا أريد أن أنهي
حياتي بهذا الشكل ..
لدي انفعالاتي البسيطة
، أستعملها كلما كنت بحاجة
للإسترخاء أو مصاحبة
جزيرة أو استقبال أعشاب مطرودة من غابة ..
لا أستغرب..
السوق الاسبوعي مليء
بالأشعار ، مليء بقراء
بملابس حمقى وتنزيلات
بعطور وروائح نتنة ،
لا أعرف كيف أكره
العروض الرخيصة ..أفضل
ألا أجلس معها في نفس
المقهى أو أرافقها لزيارة
صديق هاجر من أجل متعة
جنسية ...
مرحبا يا جميلات ..
متجر الرغبات مفتوح على
مصراعيه ،
لن أمشي وراء سرب
مهاجرات بأوراق سفر رسمية ،
لن أضيع الوقت في
استعطاف جبناء يبيعون أصواتهم
وحصصهم من أجل حذاء أو
قميص صيفي ،
سأحرق كل ملابسي
المثقلة بإنتظارات جودو ..
سأحرق الوسائد التي
وقعت معاهدة ضد الحب ..
سأحرق كل شيء حتى لا
يتبقى لي أي عذر للإنسحاب..!!
المصطفى المحبوب
المغرب ..