الكاتب / إبراهيم عبد الفتاح شبل
جعلوني فاسدا
إن كثرة استخدام أسلوب
اللين والعفو مع من لا يقدر قيمة العفو يجعله فاسدا
لأنه لايدرك أن العفو
يكون عند المقدرة والعفو عن قوة كرم وكرامة
أما العفو عن ضعف فهو
ذل وخضوع وخنوع ومهانة لأن العفو في هذه الحالة ناتج عن خوف وإذلال
وهما لا يتفقان مع
العفو الذي من خصال القوي المتين.
ولذلك كثرة استخدام
أسلوب الطبطبة يفسد اليتيم ولا يصنع منه رجل
قال تعالى (فأما اليتيم
فلا تقهر ) أي راعي اليتيم كماتراعي ابنك قوامه إن أخطاء
فلا تدلاله ولاتعنفه
بكل قسوة إنما كن وسطيا في المدح والعقاب وفي المنع والعطاء
فإذا انحرفنا في تربية
اليتيم والطفل عموما
سنصنع منه شابا فاسدا
ورجلا فاسدا دون أن ندري
فقد قامت الأيام أعداده
معنا بفعل أيدينا وأخطاء أفكارنا ومفهومنا عن اليتيم في أسلوب التربية وخاصة بالقرية
التي تعتبر هذا الأسلوب والسلوك في التربية وهو رمز الطيبة في كل بيت من بيوت
القرية فلايحق لأحد أن يعنف يتيما أو يعاقبه أو يغبنه أو يقول له إنه مخطأ .وذلك
من باب المثل الشعبي (هوانت والزمن عليه ) أو الفهم الخطأ لمعنى الحديث الشريف
للرسول صلى الله عليه وسلم
(أنا وكافل اليتيم
كهاتين في الجنة وأشار باصبعية السبابة والوسطى ) صدق رسول الله
بعض الناس يفهمون
ويفسرون الحديث على حسب رقة قلوبهم
فإن رأوا من يقوم يتيما
من أجل يكمل تعليميه أو يعدل من سلوكه أو يراعي أمه التي تتعب من أجله
فتجد الناس تنصحه بحدة
كيف ذلك لو ابنك والله ماتقدر تنصحه أتركه لحاله دا ربنابيرزقه
هكذا حال لسان الناس مع
من ينصح اليتيم
فلو استكان اليتيم إلى
مثل هؤلاء الناس لغدا بحث عنهم ليسرقهم لأنه يضمن منهم العفو
وعندما تسأل اليتيم
لماذا تفعل ذلك معهم
يقول هم من جعلوني
فاسدا.
الكاتب / إبراهيم عبد
الفتاح شبل