إضاءة على نص
مريم الأحمد
النافذة نرى من خلالها العالم حسب زاوية
الرؤية وهى منبع الضوء والعين هى آلة عضوية تسمح بمرور الصورة والوردة هى ما نعبر
عنه بالمنظر الجميل وما يجمع الأحبة عليه برائحتها الجميلة التى تكنها القلوب
ووسيلة تقريب الأحباب والطريق ما نسير فيه لهدف نجتمع عليه لتحقيق رغبة ما ،
والشجرة الخضراء فيها معنى الظل والمحبة والمنظر البهج ، والشفة هي القبلة وموطن
لذة وكلام وانسجام وفيها أيضا الخصام والعداوة . كل ذلك يشكل وحدة واحدة لصورة
واحدة صورة كلية مجزأة على ست مقاطع يكمل بعضها بعضا ومع ذلك لا يكفى ، نحتاج
نافذتين وباب ، نحتاج الى حبل نجر به الشمس ، نحتاج الى شعاع يقطف الزهرة لكى يغرق
العالم فى العطر ، نحتاج إلى عينين متصلتين تحت شجرة مورقة .. وما بين العينين
والطريق والشجرة أيروتيكا لابد أن تتحقق فى قطرة المطر الأخيرة وفى الفم وعلى
الشفة لكى يتحقق النهار ، لكى نرى من أكثر من نافذة ومن أكثر من زاوية ومن أكثر من
عين ومن أكثر من باب .. يتحول فيها الجسد إلى نهار واضح وحقيقة تراها كل العيون
لولا المتسكعين والنائمين ، بإضافة المقاطع الست إلى بعضها تتحقق الصورة الكلية
للنص نافذة من داخلنا لو فتحت لكان هذا الضوء .. فلما نافذتين مغلقتين إنها
الأيروتيكا التى تتم وراء النوافذ المغلقة فلما يكون الباب مفتوحا تلك الإزدواجية
التى يقع فيها قارئ النص ما بين المشروع والغير مشروع فالمشروع ما نريد أن يعرفه
الجميع لذا نريد الباب مفتوحا والغير مشروع فى معرفة أن هناك خصوصية ما فى علاقتنا
بالآخر ما يخصنا منه هناك سمات مشتركة فى شعراء الايروتيكا أو الشعراء الذين يتناولون
فى نصوصهم مثل تلك العلاقات علينا أن نفرق بين ما يخصنا وما يخص غيرنا وإذا كان
بابى مفتوحا وبابك مغلقا فالحبل سيجر الشمس من تحت بابك إذن انت شمس من وراء باب
يجب أن يفتح ، تلك الثنائية التى يقع فيها القارئ فى ذلك النص مربكة فلنعد قراءة
النص مرة أخرى حيث أن الباب المفتوح مفتوح لك وحدك لتدخل منه . وعلينا أن نهمل
النائمين والمتسكعين لكى لا يروا أيروتيكا خاصة جدا . ومع ذلك يمكن أن يكون لا هذا
ولا ذاك من التفسيرات لأن التقنع بضوء النهار مثلا يتيح أن يكون نهار يريد العبور
إلى الذات الإنسانية الأخرى لأنها مغلقة كنافذة فالخطاب فى المقطع الأخير يتيح ذلك
أن النهار وهو الحقيقة المطلقة يريد أن يدخل بالحبل المتين والعين بالعين تلك
الموتيفة التراثية التى تحيلنا إلى العدالة والتى تحقق الوحدة والتجمع .
***************************
نص
مريم الأحمد
نافذة واحدة ..