انا كلاسيكي الكلمة و الفكرة سيريالي الحلم فعلي التجريب و التجديد
العقيد بن دحو
من الصعب في عالم ثالث ’ حيث تجهض الأفكار
بأعشاشها , و تغتال الأحلام في مهدها , و تدبح الكلمة من الوريد الى الوريد منذ
البذء , ومنذ البدء لم تكن الكلمة فحسب و انما كل شيئ : الكلمة , الشعر , الصورة ,
الفكرة , و الفعل , حتى ان كانت هذه الكلمة تعبير ديني مسيحي صرفا .
غريب لأمر هؤلاء ( الفنانين) الذين يتحركون
ويتوقفون ببطاقة شبيهة ببطاقة مغناطيسية بريدية , شبيهة ببطاقة الشفاء المريضة
بدورها.
البطاقة , الكلمة السر
, ثم الرصيد او الحساب , ثم الكذب المتفق عليه ضمنيا!.
عجيب و غريب امر هؤلاء
, وهو يستطيل عليك عرضا و حجما , بما حفظ من متن فني زمكاني , حتى اذا ما سألته عن
خلفيته و مرجعيته الثقافية , وعن مدرسته و مذهبه الفلسفي دٌهش و بهت الذي كفر !.
ينتقدون الكلاسيكية وهو لم يدرسوها يوما , فقط
لأن الموضة تدعو الى الحداثة و ما بعد الحداثة لذا يتداعون الى الحديث بكل ما تعني
الكلمة من لغة ومصطلح . لن تتقدموا مثقال أنملة ان لم تتبعوا نهج التقليدية منذ
عهد ارسطو الى يومنا هذا.
لأن
البشر تعادي ما تجهل , فلم اجد عدوا ألذ اعداء لجل ادعياء و اتقياء الأدب و
الفن و الفكر و الثقافة , كون لا تزال الكلاسيكية مستعضية على انصاف المتعلمين , و
على اشباه المثقفين , و على المهرطقين , و العبثيين ’ , و على أولئك محترفي الضجيج
و العجيج و التهريج على المنابر ابن الأيام و الأسابيع , و هم لا يملكون موهبتها ,
فتراهم يخلطون الغث بالسمين ان بقي في مواشينا سمينا , بعد ان جفّ الضرع و يبس
الزرع الثقافي , و لم يعد بوادينا ابداع اكثر مما كان.
لن احيد قيد انملة عن الكلاسيكية الأغريقية
والرومانية العالمية ’ حتى ان اقبلت عليّ الحداثة و ما بعد الحداثة حافية القدمين
تحبو على قدميها ورجليها , و قطعت السلاسل و الحبال.
ما اشقاهم مساكين , و في نفس الوقت ما اشقانا
المساكين. هم المتمسكون بالحداثة و نحن الذين نعض على الكلاسيكية بالنواجد.
الكلاسيكية ثروة قومية لا تقدر بثمن , وما
غيرها من المذاهب و المدارس إلا من بنات شفتها لت غوت الكلاسيكية تغوي و ان ترشد
ترشد.
كم هي رائعة الكلاسيكية عندما تدرس كافة الوحدات
, و عندما تقرأ النصوص الكلاسيكية الأغريقية الدرامية , ستكتشف نفسك انك متأخر منذ
القرن الخامس قبل الميلاد , وزد للزمن ( السالب) سلبية و للزمن الإيجابي ايجابا
وصوف ترى حجم الخسارة التي خسرتها و انت تدخل من النوافذ بدلا من طرق الأبواب , و
تدخل البيوت الكلاسيكية سالمين غانمين , ألهة و بشر , خرافة و اساطير , و ابطال لا
يكررهم زمنا ولا تاريخا ولا فلسفة ولا شعرا وى قتالا.