رثاء الوالد رحمه الله:
عبرَة حرف...
حَنَانَيْكِ يَا
دُنْيَايَ هَلَّا رَحِمْتِنِي
فَما طَاقَ قَلْبِي
فَقْدَ خَيرِ الأحِبَّةِ
مَضَى دُونَ تَوْدِيعِي
إلَى غيرِ رَجْعةٍ
وَ مَنْ قدْ
يُوَاسِينِي بِحُزْنِي وَوحدَتِي
أرَاهُ بِأحلامِي كأنَّ
الَّذِي أَرَى
حقيقتَهُ لَا طَيفَ
رُوحٍ بحلَّةِ
وَ إنِّي بِأشْواقِي
غَريبٌ مُغَرَّبٌ
أُعَانقُ بَينَ الآلِ
سُقْمِي وَوَحشَتِي
مَضَى دُونَ تودِيعٍ وَ
ليسَ الّذِي مضَى
يُوَدِّعُ كَالمخطُوفِ
منْ دُونِ طَلَّةِ
أَأرثِي أَبًا ذِكرَاهُ
نارٌ وَحُرْقَةٌ
أوْ ابكِي ضَيَاعَ
الرُّوحِ بينَ الأزِمَّةِ
أَأبكِي اشتياقًا طالَ
مَا طالَ حُبُّهُ
أو ابْكِي فُؤادًا مات
قبلَ المَنِيَّةِ
حَنَانَيكِ يَا
دُنْيَايَ هَلَّا أجبتنِي
لِمَ العُمرُ لَا
يَرْضَى بِغَيرِ أَذِيَّتِي
دُمُوعِي علَى
جَفْنَيَّ نَهْرَانِ وَالأسَى
يسابقُ في الذِّكْرَى
كلامَ الأسيَّةِ
أرَدِّدُ مَا قالَتْهُ
عَنهُ الدُّنَا وَ لَمْ
تَقُلْ غَيرَ مَحْمُودٍ
بِيوْمٍ وَليلَةِ
شُجَاعٌ وَحينَ البَأسِ
سَبْعٌ وَضرغَمٌ
حَنُونٌ إنِ العبْرَاتُ
بِالعَيْنِ حَلَّتِ
مُعِينٌ لِذِي حَوْجٍ
جَوَادٌ بِطَبْعِهِ
عَلَيْهِ تَدُلُّ
العَينُ إنْ هِيَ دَلَّتِ
أَبِي يَا رَفِيقَ
العُمْرِ مَا طِقتُ فُرْقَةً
فَإنِّي أعيشُ اليَوْمَ
عيشَ المُشَتَّتِ
أرانِي بِأحزانِي
غريقًا وَتائِهًا
غرِيبًا بَدَارِي
رَغْمَ آلِي وَصُحْبَتِي
أَعُدُّ نُجُومَ
اللَّيْلِ شَوْقًا لَعَلَنِي
أرَاكَ هِلَالًا بينَ كُلِّ
الأهِلَّةِ
لأَصْحُوَ مَهْزُومًا
بِلَا نَظْرَةٍ وَ لَا
أَراكَ فَأبكِي الجَمرَ
مِنْ فرطِ خَيْبَتِي
إلَهِي! سَئِمتُ الحُزْنَ وَالصَّدْرُ ضَيِّقٌ
وَأدْرِي بِأنْ لَا
حَيَّ دَامَ لِأمَّةِ
وَ لَكِنَّ فَقْدَ
الخِلِّ نارٌ وَلَوْعَةٌ
فَرُحْمَاكَ يَا ربَّ
النُّفُوسِ الشَّقِيَّةِ
إلَهِي! أبِي عَبْدٌ وَ إنَّكَ سَامِعٌ
مُجِيبٌ دُعَاءَ
العَبْدِ حينَ المَذَلَّةِ
تَقَبَّلْهُ بينَ
الصَّالِحينَ مُنَعَّمًا
عَزِيزًا بِلا ذَنْبٍ
سعيدًا بِجَنَّةِ
فريد مرازقة الجزائري
كم أشتاق إليك في هذه
اللحظات ...
مشروع مرثية ستدخل بإذن
الله ديوان مرثيات عراقي سيشارك فيه شعراء من مختلف الدول العربية و الذي سيصدر
قريبا بحول الله.