جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

علي رضوان

..

بيانو

بيانو

وضعت يدي بكل سهولة

وكان هناك لحن يشبه صوتكِ يسير خفيفا في الأفق

يحلق في الأعالي

مع طائر الهينغ

والتنانين المقدسة

سحبت يدي هذه المرة

لم يكن هناك فراغ

العالم كان متلاحما

زوج من الأيدي العائمة

كانت تطير في بحر اليانغ

هذا التناغم الروحي

كان يتدفق

مثل أنهار الكرز الجبلي

مثل أزهار الربيع

كل نقرة تبدو خافتة

كانت تسقط من الضوء

مثل الأصابع الثقيلة في رياح الخريف

بيانو

بيانو

أعزف وكأن كل هذا السحاب تحت إمرتي

تلعب أصابعي على المفاتيح

مثل حُكم أبدي لا يمكن لأحد وقفه

أو نزعه من أرادتي

لا يمكن لأحد إلا أن ينحني

على الأرض في حضور تلك الهالة الملكية

أنه أمر نادر أن أعزف مقطوعة

كهذه بعد ذلك الوقت

لقد أغلقت عيني وتركت يدي

تتشابك مع هذه الأحاسيس

حتى أصبح

الزمن غير مشمول

خلف سرعتي في القفز

لقد كان متراصاً خلفي

مقيداً

ومحدوداً

وكان لي كامل المطلق

أمر جيد

أمر جيد بالفعل

لا رغبة في التوقف

هناك المزيد

مزيد من العزف

المزيد من الحواس ايضا التي تستقر في الهدوء التام

هناك سمو مرتفع ومزيد من الروعة

الموسيقى تحرك كل شيء

 في جسدي

حتى الأشياء العصية في فهمها

يصبح لها وعي خاص عندما تبدأ الموسيقى

ااه شكراً يا إلهي لا يمكن وصف هذا الشعور

بيانو

بيانو

فقط وأنت تمارس العزف

من شأن الغضب أن يزول في الروح السامية

الجبال الشاهقة

يمكنها أن تتحول إلى حقول من الزئبق

عندما تتصوف الأرواح وتخرج من المادة

وتدخل في دونيّة التهذيب والصقل الإلهي

هكذا تتقبلك الموسيقى

أحد يمكنُ الإعتماد عليه والوصول إلى أعمق مخاوفك وتحريرك

لا أحد يستطع تشكيلك

سوى نفسك ونفسك

فقط وأنت تمارس العزف

كل شيء يبدو حياً

الحياة تبدو على ما يرام

وفجأة لا تدرك كم أستمر ذلك زمناً

ينقلب كل شيء

والأوقات الجميلة قصيرة للغاية

هنالك شخص أحبّه

إعتاد دوماً تشجيعي

الآن أنا أرحب به في عالمي

وأعزف له هذه الموسيقى

كنتِ هنا دائماً

شكراً لكِ شكراً لكِ

أعدتِ شخصاً من الموت بإيمانكِ المذهل

لقد انتظرت طويلاً

حتى فقدت الرغبة فقدت كل هذا

كنت مغموراً في الظلام ولم يرني أحد

شكرا لأنك كنتِ معي دائماً

تحاربين من أجلي

وتطردين عني الكوابيس في عينيك الحارسة

أنا أعزف لكِ

أنا أعزف لكِ

بيانو

بيانو

حتى التلال الحديدية لم تكن لتتحمل

كنت مندفعاً وطائشاً

إنقلب كلَ شيء فوق رأسي

كان حادثًا مؤلماً جداً

لا زلت أشعر برائحة الطين 

ولزوجة العشب على وجهي

وعدد لا يحصى من الندبات

السريعة والبطيئة والتي لا تَشف مع الوقت

كنت موجودة دائما  شكراً لكِ

شكراً لإيمانكِ

لذا أنا أعزف لكِ

أنا أعزف لكِ

بيانو

بيانو

هكذا تطير أثنين من الأيدي على البيانو لتلتقطني

أثنين من طائر الحظ الثمين

حتى انغمس هناك لحن في السماوات لأقمار لا تحصى

ظل موجودا وخافتا في البعد الكوني

الآن

أنا أهدي كل هذا لكِ

أعزف هذا اللحن لكِ

واقول لك شكرا بطريقتي الخاصة.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *